نواف الزرو: على كافة القوى الحية في العالم ان تحشد طاقاتها باتجاه واحد: تزع الشرعية الدولية الاممية عن اسرائيل
نواف الزرو 24-11-2024: على كافة القوى الحية في العالم ان تحشد طاقاتها باتجاه واحد: تزع الشرعية الدولية الاممية عن اسرائيل
في اعقاب قرار الجنائية الدولية بإصدار مذكرتي اعتقال بحق اكبر واخطر مجرمي حرب على وجه الكرة الارضية وهنا نتنياهو وغالانت ، أصبحت اعتقد اكثر من أي وقت مضى، ان اللحظة التاريخية التي كنا ننتظرها منذ عقود طويلة في صراعنا مع المشروع الصهيوني أصبحت قائمة ومواتية إن جد العرب والقوى الأممية الحرة المساندة لفلسطين والهيئات والمنظمات الحقوقية-الانسانية في العالم، فإسرائيل” الارهابية-المجرمة المارقة الخارجة على كافة المواثيق والقرارات الدولية تجلب في هذه الايام الى كرسي المحاكمة امام العدل الدولية والجنايات الدوليتين، كما ان الدور قادم على كبار الساسة وجنرالات الجيش المجرمين الآخرين الذين يقودون الحرب الإبادية على شعبنا في غزة حصرا، وفي عموم فلسطين ايضا وانتقالا الى لبنان ايضا، ليجلبوا لكرسي المحاكمة امام الجنايات الدولية، وتبقى المهمة الكبيرة على عاتق كل تلك القوى والجهات العربية والأممية المشار اليها التي يجب ان تنتفض انتفاضة شاملة مفتوحة من اجل تحقيق هذا الهدف الكبير…!
قد يقول البعض ما لنا ولهذه المعركة الدولية الأممية فنحن لا نستطيع ان نهزم الفيثو الامريكي-الاوروبي عالميا….!
كما ان الانظمة والسياسات الرسمية العربية سلبية جدا في التعاطي مع هكذا معركة أممية إذا لم تكن ضدها….
ولكن هذه المعركة في الحقيقة هي معركة الشعوب بالاساس، ونحن اليوم في ضوء ما يجري في غزة امام مشهد شعبي أممي مساند لفلسطين لم يسبق له مثيل، والشعوب اذا ما انتفضت تستطيع ان تسقط سياسات وتحقق اهداف كبيرة على المستوى الأممي…!.
لا شك ان فلسـطين بحاجة عاجلة الى مثل هذه الحملة الكبيرة..!.
واعتقد ان اللحظة التاريخية اصبحت مواتية…؟؟؟!
فما هي اعمدتها ومقوماتها…؟!
حسب المشهد الاممي، وارشيف القرارات الدولية المتعلقة بالشعب العربي الفلسـ.ـطيني وحقوقه المغتصبة، فإن هناك اليوم نحو 845 قرارا دوليا صادرا عن الامم المتحدة ومؤسساتها ولجانها المختلفة لم تلتزم “اسـ.ـرائـ.ـيل” ولم تنفذ في يوم من الايام ايا منها، غير ان كل هذه القرارات الملزمة منها وغير الملزمة، اصبحت متراكمة مغبرة على رفوف المنظمة الدولية، بعد ان رفضتها الدولة الصهـ.ـيونية وضربت بها عرض الحائط، او بعد ان استخدمت الولايات المتحدة”فيتو” الظلم والعربدة والطغيان ضدها.
ونقول: حينما تتجمع مثل هذه القرارات والاعترافات والوثائق، فانها تضاف إلى جملة اخرى طويلة من الشهادات والوثائق، ومن ضمنها اعترافات وشهادات ضباط كبار في الجيش الاسـ.ـرائـ.ـيلي في مقـ.ـابلات أجريت معهم، والذين قاموا بالكشف عن جملة من المجازر والمحارق التي نفذت ضد جنود مصريين في العام 1956 وفي العام 1967، وكذلك المجازر الصهــيونية المفتوحة ضد نساء واطفال وشيب وشبا فلسـ.ـطين، فانه لا يبقى عمليا سوى ان تتحرك العدالة الدولية /الغائبة المغيبة حتى اليوم/ وان تتحرك محكمة الجنايات الدولية الفعالة على نحو يحقق العدالة الدولية المعتقلة لصالح الدولة الصهـ.ـيونية…!، والاهم – ان يتحرك الفلسـطينيون والعرب على هذه الجبهة في اطار خطة استراتيجية موحدة وجادة…
بالتأكيد، هذه الجبهة الأممية تعتبرها المؤسسة الاسرائيلية بكل عناوينها -الامنية-العسكرية –السياسية –الاعلامية –الاكاديمية وغيرها- اخطر جبهة تفتح ضد”اسرائيل” بعد العسكرية، بل انها جبهة تشكل تحديا وخطرا استراتيجيا على مستقبل تلك الدولة، هي جبهة “نزع الشرعية الاممية عن اسرائيل”، وهناك قلق وهلع وهواجس وجودية اخذت تتفاقم وتتسيد الجدل السياسي الاسرائيلي في ظل هذا المناخ الدولي الاممي الناهض المناهض ل”اسرائيل المجرمة”، ول”اسرائيل العنصرية -دولة الابتهايد- في العالم”، واخذت هذه الهواجس تنعكس تباعا في ادبياتهم السياسية على نحو متصل..فالمظاهرات والمسيرات والاعتصامات وقوافل التضامن المليونية مع غزة التي تتواصلت منذ اكثر من عام، تحولت الى جبهة اعلامية اخلاقية قانونية تثير القلق والرعب لدى المؤسسة الصهيونية، وخاصة في بعدها الاخلاقي والقانوني، وكذلك الحملات الشعبية المدنية التضامنية مع فلسطين، التي انتشرت على امتداد المساحة الاوروبية، ترعب من جهة ثانية الدولة الصهيونية.
فالاجماع السياسي الامني الاكاديمي الاسرائيلي، ان الفلسطينيين ومعهم حلفاؤهم في العالم، نجحوا في فتح جبهة جديدة- جبهة شرعية وجود اسرائيل- لم تعهدها “اسرائيل” على مدى عقود عمرها الماضية، ولم تكن واردة في حساباتهم بانها ستشكل تهديدا استراتيجيا لمستقبل دولتهم، الى جانب التهديدات الاستراتيجية، وهي كثيرة ومتشعبة.
فهاهو رئيس الحكومة الإسرائيلية نتنياهو يعلن في اقرب تصريح له”إن إسرائيل تتعرض لهجمات تهدف إلى نزع الشرعية عن مجرد وجود الدولة والسيادة اليهودية والحدود”، متطرقا إلى تصريحات ايقونة الاعلام الامريكي على مدى ستين عاما هيلين طوماس، التي دعت اليهود للعودة إلى بولندا أو المغرب، وقال”إن هذه هي دولة اليهود، وأن هذه التصريحات تعني تفكيك المشروع الصهيوني/ “، والكاتب أري شافيت يقول في”هآرتس ” ان نزع الشرعية هو التحدي الوجودي الاكبر لاسرائيل”، مضيفا:”انها حرب قانونية لم نشهدها مع الفلسطينيين من قبل”، ويقول الجنرال احتياط عاموس جلبوع في معاريف -“ان هناك اربعة جبهات ضد اسرائيل يوجد بينها اتصالات متبادلة: المعركة الاعلامية، المعركة القانونية، المعركة السياسية- التي وصلت ذروتها بالاعتراف الاممي بالدولة الفلسطينية-، واخيرا، المعركة الاقتصادية-بالمقاطعة الفلسطينية للبضائع الاسرائيلية، وكذلك بالحملة الشعبية والرسمية الاوروبية لمقاطعة بضائع المستعمرات اليهودية-“، ونضيف من جهتنا جبهة خامسة وهي العسكرية التي يسجل فيها الفلسطينيون انتصارا ردعيا وسياسيا وقانونيا كبيرا، ثم يعود جلبوع بعد نحو ستة شهور ليكتب في معاريف، الغاية البعيدة لهذه الحرب هي اسقاط اسرائيل عن خريطة دول العالم، أو على الأقل جعل دولة اسرائيل تكف عن كونها دولة يهودية ذات سيادة، والغايات المتوسطة لها اثنتان: الاولى شيطنة الدولة بواسطة العيب الذي لا ينقطع عليها، بحيث تفقد الدولة شرعيتها الدولية؛ والثانية الافضاء الى أن تفقد اسرائيل بالتدريج قدرتها على الدفاع عن نفسها وان تفرع يديها تسليما سلفا في مواجهة كل عدوان عنيف وتقبل املاءات استسلام مختلفة”، ويؤكد المحلل ألوف بن في هآرتس “ان الانتفاضة البيضاء الفلسطينية تسعى الى عزل إسرائيل دولياً”، ويلحق بهم دوري غولد في اسرائيل اليوم- قائلا:” ان المعركة في مواجهة سلب الشرعية الاسرائيلية”، ويوثق معهد رئوت في دراسة له”ان الاحتجاجات ضد إسرائيل في العالم تزعج الإسرائيليين ويعتبرونها تهديدا استراتيجيا “.
لذلك نقول في ضوء كل ذلك، وفي ضوء الكم الهائل من القرارات الدولية والانتهاكات الاســرائــيلية لها، لقد آن الاوان لان تنزع الشرعية الدولية عن تلك الدولة التي لا تعترف باي شرعية غير شرعية القوة والبلطجة والجرائم، فلتحتشد الطاقات والجهود الفلســطينية العربية اذن، وراء المطالبات المتراكمة بمعاقبة “اسـرائــيل” على احتقارها للقرارات والمواثيق الدولية، بطردها من المنظمة الدولية، وهذا اضعف الايمان بالنسبة لعربنا…فالامر ممكن ومساحته وادواته العربية والدولية واسعة وكثيرة، اذا ما جد الجد لدى امتنا ودولنا وانظمتنا.. والمسألة في نهاية الامر مسألة ارادة عربية سياسية سيادية.. أليس كذلك…؟!!
وبناء على كل ذلك نعتقد ان على كافة القوى الحية في العالم ان تحشد طاقاتها باتجاه واحد: تزع الشرعية الدولية-الاممية عن اسرائيل….!