أقلام وأراء

نواف الزرو: دلالات غزوة المياه الصهيونية لسد المنطرة السوري في ريف القنيطرة!

نواف الزرو 4-1-2024: دلالات غزوة المياه الصهيونية لسد المنطرة السوري في ريف القنيطرة!

وفق احدث تطورات الانتهاكات والغزوات الحربية الصهيونية في سورية “قام جيش الاحتلال بإحتلال اكبر السدود المائية في سوريا حيث سيطر على “سد المنطرة” في ريف القنيطرة في الجولان السوري المحتل.

ويعتبر “سد المنطرة” المزود الرئيس للمياه في القنيطرة وأريافها وصولا إلى محافظة درعا، وهو من أكبر وأهم السدود المائية في الجنوب السوري-وكالات-2025-1-2″، وبالتأكيد يفتح هذا الخبر-التقرير-العمل الحربي العدواني الصهيوني ملف استراتيجيات المياه الصهيونية في المنطقة.

ذلك ان المياه في الاستراتيجيات الصهيونية تعتبر اهم عنصر من عناصر الامن القومي الصهيوني، الى جانب التفوق العسكري الاستراتيجي، والشواهد على ذلك لا حصر لها  واسعة تمتد من فلسطين الى الجولان الى الجنوب اللبناني الى نهر الاردن، وبعيدا  الى تركيا والنيل، وتنطوي هذه الغزوة الصهيونية لسد المنطرة على تداعيات استراتيجية خطيرة تعيدنا الى بدايات المخططات والاهداف المائية في المنطقة …!

فمنذ اكثر من قرن ونصف من الزمن وقضية المياه تشكل ركيزة استراتيجية في السياسات الصهيونية الرامية الى الهيمنة على المنطقة هيمنة استراتيجية، ومنذ اكثر من قرن والسياسة الصهيونية-الاسرائيلية لا تفصل ما بين الحدث السياسي والحدث المائي.

وفي الاطماع والخطط الصهيونية التوسعية على هذا الصعيد تراث من الادبيات وكم هائل من الوثائق التي تتحدث عنها، فقبل خمس سنوات تقريبا أكدت مصادر في واشنطن- 26/04/2012-“أن التنفيذ الفعلي

لمشروع “إسرائيل” للتحكم في مياه النيل قد دخل مرحلة متقدمة، وبمباركة أمريكية فعلية، وفرت التمويل الجزئي في مشروعات تنمية زراعية بالأساس، يقوم بها الكيان، بالوكالة عن أمريكا، في بلدان حوض النيل، وأن العقد الحالي سيشهد استحواذاً استثمارياً “إسرائيلياً” غير مسبوق في تلك المنطقة، التي كانت، ولعقود، مغلقة في وجه الصهيونية”، وكانت الولايات المتحدة وقعت، في احتفال مغلق، اتفاقاً مع “إسرائيل” تطلق بموجبه يد ربيبتها في القارة الأفريقية.. ووقع مذكرة التفاهم عن الجانب الأمريكي الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية “يو إس ايد”، ونظيرتها “الإسرائيلية” المعروفة اختصاراً باسم “ماشاف”.. وتضمنت مذكرة التفاهم التركيز مبدئياً على التنمية الزراعية في أوغندا، وإثيوبيا، وتنزانيا، ورواندا ما سيعطي الفرصة لـ”إسرائيل” بالتمدد في القارة الأفريقية.

وفي مخطط التمدد، كان العالم الجيولوجي المصري الدكتور رشدي سعيد كشف النقاب عن “أن الحرب القادمة ضد مصر ستكون حرب المياه، خاصة بعد سعي بعض الدول لتعديل اتفاقية تقاسم مياه النيل الموقعة منذ عام 1929، ووجود الأطماع الصهيونية في مياه نهر النيل من خلال بعض الدول المطلة على النهر”، فان في ذلك انذار لما هو آت على صعيد حروب المياه وتداعياتها الجيواستراتيجية على الوضع العربي..!.

وكذلك عميد معهد البحوث والدراسات الأفريقية الدكتور سعيد البدري الذي اعرب عن اعتقاده:” ان القرن الحادي والعشرين هو قرن حرب المياه” معززا:”ما زالت الأطماع الإسرائيلية تغازل بعض دول حوض النيل للحصول على نقطة مياه من نهر النيل في ظل الهيمنة الأمريكية السائدة على العالم” فان في ذلك تعزيزا موثقا لما ذهب اليه العالم سعيد..!..

 وبينما يرجع السفير احمد حجاج أمين عام الجمعية الإفريقية، ما يثار من خلافات حول الحصص المائية في دول الحوض، إلى “سعي الكيان الصهيوني للضغط على الحكومة المصرية بهدف الحصول على مياه نهر النيل وهو ما لم يحدث ولن يحدث”، يرى الدكتور فخري لبيب مسؤول الإعلام في منظمة تضامن الشعوب الإفريقية والآسيوية “أن إسرائيل تضغط بكافة الطرق للحصول على حصة من مياه نهر النيل من خلال دول الحوض إلا أن هذا لن يحدث”،  في حين يرى الدكتور عبد الله الأشعل مساعد وزير الخارجية وأستاذ القانون الدولي “ان تغلغل إسرائيل في دول الحوض وإمدادها لجنوب السودان بالأسلحة التي تؤدي إلى أضعاف الحكومة السودانية إضافة لإقامة عدد من المشروعات الإسرائيلية مع إثيوبيا، كل هذا للإضرار بالحصة المصرية من المياه”.

تفتح لنا هذه التطورات والشهادات على الجبهة المصرية -الافريقية تحديدا ملف الخطط والخرائط الصهيونية المبيتة المتعلقة بالاطماع المائية  الصهيونية…!

وكانت “اسرائيبل” قد كشرت عن انيابها تماما في اعقاب عدوان حزيران/67 ، اذ وضع ثلاثة باحثين إسرائيليين بتكليف رسمي من الحكومة الإسرائيلية خرائط ومخططات تعكس الأهداف والأطماع الصهيونية في العالم العربي، والباحثون هم :” اليشع كالي ” مهندس المياه في الكيان الإسرائيلي سابقاً، والمهندس الدكتور

“صموئيل باهيري” مساعداً للأول، والجغرافي ” ابراهام طال “، وقد أشرف على نشاطهم لجنة ترأسها البروفيسور ” حاييم بن شاحر ” رئيس الجامعة العبرية سابقاً، وقد تحدثت مخططات وتصورات هؤلاء الباحثين الثلاثة عن ” السيطرة على مصادر المياه في المنطقة، وجر مياه النيل إلى النقب، ومياه الليطاني إلى طبريا، وعن نقل النفط والغاز المصري والسعودي عبر الأنابيب إلى الموانئ الحديدية الإسرائيلية، وعن شق وإنشاء الخطوط الحديدية والطرق المعبدة لربط إسرائيل بالدول العربية المجاورة، والأهداف والدوافع وراء كل ذلك : اقتصادية .. سياسية .. واستراتيجية، ما يعني اننا امام حروب مياه اسرائيلية مخططة مبيتة مع سبق الترصد…!.

ولذلك فان الحديث عن حروب المياه المستقبلية في المنطقة هو حديث استراتيجي بالع الخطورة والجدية، يتوجب على العرب ان يولوه الاهمية والاهتمام  المطلوبين، فالمشاريع والمخططات والاطماع الاسرائيلية  في المياه العربية  منفلتة ليس لها حدود او ضوابط، ونستحضر في ذلك ما كان بن غوريونهم قاله منذ عام 1956 اذ اكد:” ان اليهود انما يخوضون ضد العرب معركة مياه يتوقف على نتيجتها  مصير اسرائيل”….!.

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى