#شوؤن عربية

نواف الزرو: خريطة الطريق الصهيونية الامريكية الخاصة بلبنان؟

نواف الزرو 30-9-2024: خريطة الطريق الصهيونية الامريكية الخاصة بلبنان؟

هذه الحرب الصهيونية العدوانية التدميرية-الاغتيالية ما فوق الاجرامية التي تشنها دولة “اسرائيل” على لبنان منذ سنوات والتي وصلت الى ذروتها الاجرامية باغتيال السيد نصرالله ليست ردة فعل او عملية انتقامية او ردعية او غير ذلك من المزاعم الاسرائيلية ..وانما  هي حرب مخططة مبيتة  كانت تنتظر اللحظة المناسبة فقط  كما وثقت جملة من المصادر الاسرائيلية نفسها …

كما انها ليست حربا طارئة او مرحلية او لمرة واحدة  وانتهت الحكاية …وانما هي بالاساس وفي الجوهر حرب استمرارية للحروب الاسرائيلية السابقة التي استهدفت لبنان وشعبها ومقاومتها على مدى اكثر من سبعين عاما …وهي حرب تستند الى مشاريع ومخططات واهداف واطماع صهيونية تاريخية واستراتيجية معا ..

ولذلك نوثق اننا بقراءتنا المتجددة للأدبيات الصهيونية التاريخية نجد أن تلك الاطماع في الأراضي العربية وفي المياه العربية وفي الهيمنة الاستراتيجية على المنطقة برمتها قائمة منذ نشأة الحركة الصهيونية حتى يومنا هذا ..فمنذ البدايات كان بن غوريون أول رئيس وزراء للكيان الصهيوني قد اشار في تقرير قدمه أمام المجلس العالمي لعمال صهيون عام 1937 إلى الأهداف الاستراتيجية الصهيونية بعيدة المدى في المنطقة حيث قال :

” ان الدولة اليهودية المعروضة علينا بالحدود الحالية ( على يد اللجنة الملكية البريطانية ) لا يمكن أبداً أن تكون الحل المنشود لمسألة اليهود ، ولا هدف الصهيونية الذي سعت إليه طويلاً ، حتى لو أجريت على هذه الحدود بعض التعديلات الممكنة واللازمة لصالحنا .. إلا أنه يمكن قبولها بوصفها المرحلة الأولى والأساسية التي تنطلق منها تتمة مراحل تحقيق الوطن الصهيوني الأكبر ، وذلك عن طريق بناء قوة يهودية جبارة فيها ، وبأقصر وقت ممكن ، ثم احتلال باقي مناطق مطامحنا التاريخية كلها – عن كتاب الصهيونية فكراً وعملاً – ص81 – “.

وكان يوسف طرومبلدور أحد كبار الزعماء التاريخيين للطلائع الاستعمارية الصهيونية في فلسطين قد أدلى بقول تبناه كبار المنظرين الصهيونيين من بعده أكد فيه ” حدودنا تكون في كل مكان يصل إليه محراث عبري – طرومبلدور في نشرة أصدرتها نقابة المعلمين الصهيونيين لصالح الكيرن كييمت – ” .

وعززت وثيقة بالغة الخطورة أطلق عليها اسم الخطة الاستراتيجية للجيش الإسرائيلي لعام 1956 – 1957 النزعة الاستراتيجية الصهيونية الموثقة بأقوال بن غوريون وغيره أعلاه .

وقد نقل الوثيقة إلى اللغة الإنجليزية السياسي الهندي ر.ك. كرانجيا – ونشرها في كتابه ” خنجر إسرائيل ” .

وما جاء على لسان قادة الجيش الإسرائيلي فيها ” … لذا يجب أن نضع نصب أعيننا في كل الخطط التي نرسمها الهدف المزدوج التالي :

1- الاستيلاء على الأراضي ذات الأهمية الجوهرية لنا في زمن الحرب وذلك كهدف أدنى .

2- الاستيلاء على الأراضي الكفيلة بأن تسد كل احتياجاتنا وذلك كهدف أقصى – ر.ك. كرانجيا / خنجر إسرائيل ، الطبعة الأولى 1958 ص45 ” .

وأوضحت الوثيقة / الخطة ” أن الهدف الاقليمي الأدنى لإسرائيل هو احتلال المناطق المجاورة لقناة السويس ونهر الليطاني والخليج الفارسي لأنها تنطوي على أهمية حيوية – المصدر السابق نفسه ص 81 ” .

وفي الإطار ذاته جاء في كتاب : ” إسرائيل استراتيجية توسعية مغلفة بالسلام ” لمؤلفه البروفسور الإسرائيلي المعروف يسرائيل شاحك :

” أن رغبة إسرائيل الحقيقية هي السيطرة والنفوذ ، وهدفها الحقيقي هو بسط نفوذها وسيطرتها على الشرق الأوسط برمته من المغرب حتى باكستان ، وأطماعها أطماع إقليمية بالأساس إلا أنها لا تخلو من أطماع عالمية – صحيفة الأيام الفلسطينية 18/4/1998 ” .

وجاء في قراءة ما بين سطور الاستراتيجية التي كان أعدها الجنرال باراك في حينه ” أن استراتيجية إسرائيل لعام 2020 ترفض الاندماج بالمحيط وتعتمد التفوق التكنولوجي ” ..

ولا حاجة هنا لنشرح الآفاق والمغازي الحقيقية لاصطلاح التفوق التكنولوجي من وجهة نظر صهيونية ، حيث أنه يعني في الجوهر استمرار التفوق الاستراتيجي الإسرائيلي على المنطقة كلها .

 وفي بعد الاستراتيجية والأطماع الصهيونية أيضاً كشفت وثيقة إسرائيلية أخرى وضعها ثلاثة باحثين إسرائيليين ترأسهم مهندس المياه اليشع كالي ، بتكليف من إدارات حكومية رسمية ، النقاب عن الأطماع الصهيونية في الأقطار العربية حيث أكدت :” أن هدف إسرائيل هو السيطرة على مصادر المياه ، وجر النيل إلى النقب ، والليطاني إلى طبريا .. وشق واصلاح وانشاء الخطوط الحديدية والطرق المعبدة لربط الكيان الصهيوني بالدول العربية المجاورة .. والأهداف والدوافع اقتصادية وسياسية واستراتيجية – صحيفة دافار العبرية 4/6/1983 ” .

وجاء في تقرير إسرائيلي آخر : لقد اعتبر الصهيونيون أرض إسرائيل المعلنة تلك الممتدة من الليطاني وحتى سيناء ، ومن الجولان حتى البحر – عن نشرة كيفونيم العبرية – 16/2/1985 “

 * الملفات العربية الكبرى في دائرة الاستهداف

وفي هذا السياق الاستراتيجي الاسرائيلي ركزت المؤسسة الاسرائيلية العسكرية / الامنية /السياسية على نحو خاص على دول الدائرة العربية الثانية المحيطة ب”اسرائيل ” ودأبت على مدى الزمن الماضي من عمر الصراع على استثمار كافة الطاقات والامكانات واللحظات المناسبة من اجل ضرب وتفكيك وتطويع هذه الدول التي اصطلح على تسميتها مؤخرا “الملفات العربية الكبرى “..

ويشرح هذا المصطلح بصورة مكثفة جدا  الخلفيات والاجندات الحقيقية  التي تقف وراء كافة الاحداث الجارية المتسارعة على جبهات فلسطين ولبنان وسوريا والعراق … بدءامن الملف الفلسطيني اولا مرورا بالملف العراقي ثانيا  وصولا الى الملف السوري-اللبناني ثاثيا .. وصولا الى كل التطورات المذهلة المتلاحقة تباعا على الصعيدين الاقليمي والاممي وصولا الى الحرب  الاسرائيلية العدوانية الجارية على لبنان . .

فالقصة في خلفياتها الاستراتيجية على تماس مباشر بالمشروع  الاستعماري الامريكي الجديد  الذى روج له وعرف ب “مشروع اعادة تشكيل الشرق الاوسط” …والقصة كلها من بداياتها الى ذروتها الراهنة هي قصة “اسرائيل” التي تحتل قمة الاجندة السياسية الامريكية في المنطقة العربية والشرق اوسطية …

والمطلوب الكبير …الكبير وفقا لهذه الاجندة المشتركة : النيل من الملفات العربية الكبرى الثلاثة وهي :الفلسطيني والعراقي والسوري-اللبناني المشترك …والمطلوب الكبير …الكبير : تفكيك هذه الملفات واعادة تركيبها  على الطريقة الاسرائيلية …

* مشروع الشرق الاوسط الكبير وخرائط الطرق العربية

وفي هذا السياق نعتقد بقناعة راسخة جدا في ضوء كل ذلك بنظرية المؤامرة الاستعمارية على الوطن والأمة وان كل الأحداث في عالمنا العربي تسير وفق أجندة ومخططات ووثائق “مشروع اعادة تشكيل الشرق الاوسط –ولكن لصالح اسرائيل في هذه المرحلة”..

وتتحدث الوثائق التآمرية من ضمن ما تتحدث عنه عن خرائط امريكية اسرائيلية لتفكيك المنطقة العربية في اطار المشروع الامريكي الكبير .

فهناك اولا “خريطة الطريق الفلسطينية”على سبيل المثال التي تهدف الى الاجهاز على القضية والحقوق الفلسطينية  واعادة تشكيل المشهد الفلسطيني وفق رؤية الرئيس بوش التي هي في الجوهر ايضا  لب الاجندة الاسرائيلية وبالتالي تطويب فلسطين للدولة العبرية الى الابد.

وهذا كان يستلزم  استراتيجيا “خريطة طريق خاصة بالعراق” وهي التي اصبحت اليوم تحت التطبيق الاجرامي هناك حيث جرى العدوان والغزو والتدمير والتفكيك تهدف وكل المؤامر تتكثف في العراق الان من اجل محاصرة المقاومة وتفكيك وتقسيم وتدجين العراق لصالح “اسرائيل” و”مشروع الشرق الاوسط الكبير”.

وهناك ايضا في الوثائق “خريطة طريق خاصة بسوريا” تهدف الى ضرب وتفكيك وتدجين سوريا ومعها لبنان والتي غدت الان تحت التطبيق المسعور…. والتدجين هنا يعني في الجوهر اعادة تشكيل سوريا ولبنان وتطبيعهما وفق الاجندة والمصلحة الاسرائيلية ..وهناك قصة المقاومة الفلسطينية.. والتهديد الذي يشكله  حزب الله تحتل هنا قمة الاجندة الامريكية الاسرائيلية ..فالمطلوب اولا وقبل كل شيء تفكيك حزب الله وتجريده من السلاح الذي يهدد “اسرائيل” ..وتجريد الفلسطينيين من الاسلحة ..ومن ارادة المقاومة …

وفقا لهذه الوثائق والمضامين فقط يمكننا ان نقرأ على سبيل المثال هذه الحرب الاسرائيلية التدميرية الاجرامية  على لبنان …ووفق اجندة حربية /سياسية واضحة صريحة تستهدف ليس فقط تدمير لبنان كدولة وكيان وسيادة ورموز وقدرات ..وانما القضاء على حزب الله كرأس حربة متقدمة لمحور الممانعة والتصدي لمشروع الشرق الاوسط الجديد ….!

* لبنان في الاستراتيجية الصهيونية

واستتباعا …ولإن استهدفت الاستراتيجية الصهيونية الأوطان والعواصم العربية ، وامتدت الأطماع الصهيونية لتشمل الأراضي ومصادر المياه العربية والهيمنة الاستراتيجية على المنطقة كلها ، فقد احتل لبنان مكانة متقدمة في الاستراتيجية والأطماع الصهيونية التاريخية .

 ولا بأس أن نتساءل هنا مع الدكتور أحمد صدقي الدجاني /رحمه الله/ الذي تساءل يوما  :

” من أين نبدأ القصة .. متى وضعت الحركة الصهيونية جنوب لبنان هدفاً لغزوها ولأطماعها التوسعية ؟ .. وكيف انتقلت إلى التخطيط ثم اجتياح الجنوب ؟ .. ثم متى بدأت تعاني ؟ .. وكيف اضطرت للقيام بانسحاب أول ؟ .. وكيف عمدت إلى اقتراف جرائم حرب بشعة يحفظها كتاب احتلالها ؟ .. وأخيراً كيف اضطرت للانسحاب من الجنوب بمهانة وانهزمت ؟ – صحيفة الدستور الأردنية 3/6/2000 – ” .

ويعود بنا الدكتور الدجاني إلى البدايات الأولى القديمة للأطماع الصهيونية في لبنان حيث يكشف الحقائق قائلاً :

 “تكشف لنا مذكرة بعث بها لورد بلفور إلى لويد جورج رئيس وزراء بريطانيا في 26/6/1919 عن العامل الصهيوني في رسم الحدود ، وقد جاء فيها الشيء الرئيس الذي يجب أن يؤخذ في الاعتبار في تحديد هذه الحدود هو جعل السياسية الصهيونية ممكنة من خلال إعطاء مجال للتطورات الاقتصادية في فلسطين ، ولذا يجب أن تعطي الحدود الشمالية لفلسطين سيطرة كاملة على مصادرة المياه ، ويوم ذاك أجمع المسؤولون الإنكليز ، في فلسطين ، وهم من الصهاينة أو من الموالين للصهيونية على أن ترسم الحدود في أماكن تمكن من الحصول على مياه الليطاني ومياه نهر الأردن معاً ” .

وقد دخل المخطط الإسرائيلي تجاه لبنان مرحلة جديدة بعد حرب حزيران ( يونيو ) 1967 التي أرادت بها الحركة الصهيونية تمهيد أرضية ” التغيير الحاسم في الشرق الأوسط ” على حد تعبير بن غوريون ، وكانت هذه الحرب تستهدف في ما تستهدف السيطرة على منابع المياه في الجولان وفي لبنان ، فهي ” حرب حول المياه ” في أحد وجوهها .

وقد ثبتت الخطة الاستراتيجية للجيش الإسرائيلي المعدة منذ مطلع الخمسينيات أهداف العمليات الهجومية الإسرائيلية في القطاع الشمالي بالنص التالي : ” ان سلامة مناطقنا الحيوية في الشمال يجب حمايتها عن طريق إنشاء خط دفاعي على طول نهر الليطاني ، ولذا يتم إقامة حاجز وقائي يحمي الجليل وحيفا .

– ان احتلال الجليل حتى الليطاني سيسهل الدفاع عن الحكومة وسيفصل لبنان عن سوريا .

– اما مهمة حرمان سوريا من قواعدها فإنها ستستدعي احتلال القنيطرة .

– ان غرض العمليات في هذا القطاع هو احتلال بيروت ودمشق وإخراج سوريا ولبنان من الحرب – ر.ك. كرانجيا – مصدر سبق ذكره ص95 – ” .

وثبت التقرير الإسرائيلي للباحثين الثلاثة المشار إليه أيضاً الأطماع الإسرائيلية في مياه لبنان ، حينما أكد : ” .. توجد في جعبة كالي – رئيس الطاقم – خطة مياه أخرى تشمل لبنان أيضاً ، وهذه الخطة تقضي بنقل مياه الليطاني من مكان يقع إلى الشمال من قلعة البوفور إلى نهر الاردن ومنه إلى بحيرة طبريا واليرموك وإسرائيل .. التقرير الاسرائيلي – مصدر سبق ذكره – ” .

* خريطة الطريق الاسرائيلية الخاصة بلبنان

وهكذا يتبين أمامنا تكامل الأهداف العسكرية الاستراتيجية الإسرائيلية مع الأطماع الاقتصادية والمائية الإسرائيلية في لبنان التي صاغتها “اسرائيل” على مدى السنوات الماضية وعرفت ب”خريطة الطريق الاسرائيلية الخاصة بلبنان”… .

فالأطماع الصهيونية الاقليمية الجغرافية والاقتصادية إذن قائمة موثقة ، على خلاف كافة الادعاءات الرسمية الإسرائيلية القائلة بأن الاجتياحات العسكرية للبنان جاءت رداً على ما أسمته  ” الإرهاب الفلسطيني ” او “ارهاب حزب الله”و”حماية للمستعمرات اليهودية الشمالية “….

على أرضية تلك الاستراتيجية والأطماع والأهداف الصهيونية الموثقة في الأدبيات الصهيونية كان من الطبيعي أن يتعرض الوطن اللبناني ( لاعتبارات كثيرة جغرافية وسكانية وعسكرية واقتصادية ومائية وسياسية ) ، إلى سلسلة طويلة لا حصر لها من الحروب والعمليات والاجتياحات العسكرية … وبالتالي أن يتعرض أهل لبنان إلى معاناة هائلة شاملة لم تترك مجالاً من مجالات الحياة إلا ومسته …

ويعود عمر الحروب والمعاناة اللبنانية بشكل عام إلى الحرب العربية _ الإسرائيلية الأولى التي شارك فيها لبنان بمتطوعين مدنيين في إطار جيش الإنقاذ بقيادة فوزي القاوقجي . .

ولم تتوقف تلك الحروب والمعاناه أثر توقيع اتفاق الهدنة بين لبنان ودولة الاحتلال الإسرائيلي في 23/3/1949 على سبيل المثال ، أو أثر القرارات العديدة الصادرة عن مجلس الأمن الدولي حول الوضع اللبناني .

إذ قامت قوات الاحتلال بالاجتياحات العدوانية المعروفة وخططت وهددت ، وشنت الحروب المتلاحقة .. وقتلت ودمرت وحرقت واخترقت خط الهدنة .. وانتهكت المناطق المحرمة عليها انتهاكاً بصورة سافرة بلطجية منفلتة …وصولا الى الحرب الراهنة …

* خريطة العمليات الحربية الاسرائيلية الراهنة

استنادا الى هذه الخلفيات فقط يمكننا ان نقرأ عمليا الاهداف المبيتة وراء خريطة العمليات الحربية الاسرائيلية الراهنة المستمرة والتي كما هو واضح تشمل كل لبنان بدولته وشعبه ومؤسساته وبنيته التحتية …اذ اخرجت دولة الاحتلال من جواريرها الخطط الحربية المعدة  للعدوان على لبنان ..ولكن على نحو اوضح من كافة الحروب السابقة  فان خريطة العمليات الحربية الاسرائيلية ضد لبنان تنطوي هذه المرة على جملة اهداف استراتيجية تتعلق باعادة ترتيب خطوط الخريطة العسكرية الاسرائيلية اولا ثم باعادة ترتيب خريطة الاوضاع اللبنانية الداخلية ثانيا ..

و بينما تحدثت خريطة العمليات الحربية الجارية في بداياتها عن “تنظيف لبنان من حزب الله والقضاء عليه تماما ..واعادة صياغة المشهد السياسي اللبناني الداخلي وفق الاجندة المشتركة الامريكية الاسرائيلية تحت زعم تطبيق القرار 1559 .. لوحظ تراجع سقف الاهداف الاسرائيلية من وراء الحرب في ضوء صمود حزب الله ونجاحه في توجيه ضربات عسكرية مؤلمة الى صميم  صورة الردع الاسرائيلية “..ففي التقدير الاستراتيجي اليوم بعد اسابيع من الحرب ف”ان اسرائيل لن تنجح في تفكيك حزب الله او في تجريده من السلاح “..وبالتالي لم تعد “اسرائيل” عمليا قادرة على تحقيق نصر كاسح على حزب الله يؤهلها  لان تقوم بنفسها بترتيب الاوراق والاوضاع اللبنانية الداخلية حسب الاجندة المشار اليها …

ولذلك يمكن ان نثبت هنا ان خريطة العمليات الحربية الاسرائيلية لم تسر وفق الرياح الاسرائيلية وعلى هواها …ما ادى الى محاولات امريكية –اسرائيلية مشتركة الى حصد الاهداف السياسية والاستراتيجية المبيتة عبر السياسة والديبلوماسية …وعبر ما عرف ب”رزمة الصفقة …”…

*خريطة الاهداف السياسية ورزمة الصفقة الامريكية- الاسرائيلية

تأتي هذه الرزمة في اطار خريطة الطريق اللبنانية /كما وثقها المحلل العسكري الاسرائيلي المعروف رون بن يشاي/  وهي من اعداد وصياغة المؤسسة الاسرائيلية – الامريكية والتي تستكلب الادارة الامريكية من اجل تمريرها امميا واوروبيا وعربيا وتشتمل على مرحلتين  :

الاولى : عقد مجلس الامن من اجل صياغة اطار المبادىء المتعلقة بالتسوية وتشتمل على:

1- الدعوة المبداية لوقف اطلاق النار دون المطالبة بالتنفيذ الفوري .

2- التنفيذ يبدأ فقط بعد ان يتم نشر قوة متعددة الجنسيات والجيش اللبناني على امتداد الحدود ..

3-  تحديد الشروط الخاصة بالتسوية بعيدة المدى-اي المصادقة مجددا على القرار 1559 /بكافة مضامينه وتداعياته ومن ضمن ذلك الحيلولة دون اعادة تسليح الميليشيات المسلحة اللبنانية / .

الثانية : وتبدأ فيها عملية المفاوضات  من اجل التطبيق العملي لمبادىء الخريطة الامر الذي سيستغرق وقتا طويلا حسب التقديرات الاسرائيلية .

تسعى الدولة الصهيونية عبر تصعيدها الحربي الشامل جوا وبحرا وبرا  وتوسيع نطاق عملياتها الحربية البرية  المتعثرة الى اعداد وتمهيد الارض والميدان حسب زعمهم  لتطبيق بنود وتفاصيل خريطة الطريق الاسرائيلية والرزمة السياسية  التي تحملها وزيرة الخارجية رايس في جعبتها اينما ذهبت وحلت ….!

غير ان الرياح عمليا لا تسير وفق المشيئة الاسرائيلية / الامريكية ووفق خريطة الطريق المشار اليها ..بل يمكن القول ان حزب الله نجح حتى باعترافات عدد كبير متزايد من جنرالاتهم وجنودهم ومحلليهم السياسيين والعسكريين ..ليس فقط في تدفيعهم اكلاف بشرية ومعنوية  وعسكرية كبيرة متزايدة ..بل وفي وضع حكومة نتنياهو/تراكميا مع الزمن / في مهب رياح حزب الله وصموده وبقائه واستمراره وتعاظمه …!

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى