نواف الزرو: جنين: من السور الواقي الى الجدار الحديدي: قصص وحكايات ملحمية تنتقل من جيل الى جيل

نواف الزرو 23-1-2025: جنين: من السور الواقي الى الجدار الحديدي: قصص وحكايات ملحمية تنتقل من جيل الى جيل
اعلن جيش الاحتلال اليوم الثلاثاء 2025/1/21 عن البدء بعملية عسكرية جديدة ضد قلعة جنين اطلق عليها اسم”الجدار الحديدي”، فمن حملة “السور الواقي” التي اطلقها شارون عام 2002 الى حملة “الجدار الحديدي”/2025 لم تتوقف الحملات والاجتياحات والاغتيالات والمجازر الجماعية الارهابية ضد اهلنا في جنين بمخيمها ومدينتها، فمنذ “السور الواقي” تفوح في جنين رائحة البارود والرصاص في كل مكان ويعيش سكانها حياتهم بطرقهم الخاصة، شهيد يودع شهيداً، وشهيد يوصي بشهيد، شهداء جنين حالهم وشكلهم يختلف عن باقي شهداء فلسطين، في شوارع وأزقة جنين تشتم رائحة الدم في كل مكان. كل بيوت وشوارع وأحياء جنين تعيش الموت وتودع أبناءها الشهداء بالزغاريد في مواكب جنائزية مُهيبة، ولكن للحياة في جنين طعم آخر، فهي محاطة بوابل من الآلام والآمال معاً.
جنين…جنين اسطورة فلسطينية تتكرس يوما بعد يوم في الوعي الوطني الفلسطيني وفي الذاكرة الوطنية الفلسطيني….!
وهي أسطورة تأبى النسيان..
وحكاية ملحمية من حكايات موسوعة الكفاح والنضال الفلسطيني المفنوح…!
صفحة ناصعة في موسوعة المعارك الاسطورية في مواجهة”الجيش الذي لا يقهر”…
قلبت في حينه خلال اجتياحات السور الواقي الارهابية الصهيونية كافة الحسابات العسكرية الاسرائيلية…
كان أبطالها من زمنٍ آخر، قاتلوا بروحٍ وعزيمة اذهلت ذلك الجيش المتعجرف..
نساؤها وشيوخها وأطفالها كتبوا بدمائهم وبطولاتهم ملحمة صمودية ترسخت في الوعي والذاكرة الوطنية الفلسطينية والعربية.
اطلق عليها بعض الكتاب الاسرائيليين اسم”ستالينغراد الفلسطينيين”…
واطلق عليها الفلسطينيون”جنينغراد”…
انها ملحمة جنين المفتوحة التي لا يمكن للفلسطيني اوالعربي ان يمر هكذا على ذكراها دون ان يستحضرها، برغم زخم وتلاحق الاحداث اليومية الكبيرة، تلك المعركة التي ارتقت في الوعي الجمعي الفلسطيني والعربي الى مستوى الاسطورة.
تأتي معركة جنين خلال الايام الماضية التي استشهد فيها ثلة من الابطال واصيب نحو مئة وخمسين مواطنا آخر لتتوج هذه الحكاية الملحمية الفلسطينية…!
لا تتوقف القصص والحكايات عند حد معين ففي كل زاوية وممر قصة، وتحت كل منزل مهدم وركام منثور بطولة شهيد التصق بالسلاح، هناك استشهد طه زبيدي، وهنالك استشهد شادي النوباني، وهنا استشهد الشيخ رياض بدير، وهناك ايضا محمود، ومحمد وغيرهم من المقاتلين الأبطال. …!
تحول مخيم جنين إلى اسطورة تأبى النسيان، والى حكاية ملحمية تنتقل من بيت الى بيت على امتداد خريطة فلسطين.
يحق للفلسطينيين والعرب ان يفخروا بها على مدى الاجيال…
ولمثل هؤلاء الابطال من جنين ومخيمها ترفع القبعات…!