أقلام وأراء

نواف الزرو: المراهنة الصهيونية على الزمن ومحو الذاكرة العربية والنسيان

نواف الزرو 22-2-2025: المراهنة الصهيونية على الزمن ومحو الذاكرة العربية والنسيان

كان موشيه ديان قال في مقابلة اجرتها معه مجلة “دير شبيغل”الالمانية في تشرين الاول 1971: “في تشرين الثاني عام 1947 رفض العرب قرار التقسيم (الصادر عن الجمعية العامة للامم المتحدة) وفي عام 1949 (بعد التوقيع على اتفاقيات الهدنة) عادوا الى المطالبة بتنفيذه”. و”في عام 1955 – والكلام لديان ايضاً كانت جميع الدول العربية المعنية ترفض اتفاقيات الهدنة، وبعد حرب حزيران 1967 عادوا الى المطالبة بانسحاب اسرائيل الى حددو الرابع من حزيران”. “ولن افاجأ – يؤكد ديان – بعد حرب اخرى تسيطر فيها اسرائيل على مناطق عربية جديدة في الاردن او سوريا اذا ما طالبوا بالعودة الى الحدود الحالية..”.

في الصميم والجوهر انما يتحدث ديان عن حالة التفكك والعجز والاستخذاء العربي اولاً، ثم يتحدث عن ضعف الذاكرة العربية وحالة عدم الاكتراث واللامبالاة من جهة ثانية، بينما يمكننا ان نستشف من اقواله من جهة ثالثة ان الصراع الحقيقي ليس فقط على الارض المحتلة والمغتصبة، وانما ايضاً على الذاكرة والوعي الجمعي والثوابت القومية العربية.

في هذا السياق لفت انتباهي واثار ذهولي خبر قرأته في صحيفة هآرتس العبرية تحت عنوان : “لنكتب ..كي لا ننسى : حتى لو لم يكن هناك من يقرأ..؟” وجاء في الخبر : “ان مؤسسة “يد فشيم”اليهودية في القدس تتلقى وتصدر سنويا 200 كتاب مذكرات شخصية ليهود عايشوا – على حد زعمهم- المحرقة/ الكارثة اليهودية “…؟!!!، والغاية من هذه الكتب انها توثق تفاصيل المحرقة والمعاناة اليهودية ….؟!!

– تصوروا ….؟!!!

الامور لدينا مقلوبة تماما حيث يقومون بتوثيق جرائم مزعومة ومشكوك بامرها حتى بشهادات عدد كبير من المراجعين الامريكان والاوروبيين …بينما نحن الذين نتعرض لابشع الجرائم والانتهاكات في فلسطين ولبنان وغيرها على يد الاحتلالات نطالب باقامة مراكز متخصصة لتوثيق جرائمهم…؟!!

الحقيقة الكبيرة الساطعة اليوم في المشهد الفلسطيني ان هناك اهمية قصوى بالغة الالحاحية لانشاء مراكز متخصصة لتوثيق -على سبيل المثال – المحرقة، والمجازر الدموية وجرائم الحرب الصهيونية المستمرة بلا توقف ضد شعبنا العربي الفلسطيني منذ دير ياسين الى مخيم جنين وما بعد مخيم جنين وصولا الى “محرقة غزة”.

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى