أقلام وأراء

نواف الزرو: الصهيونية كلها بُنيت على الفترات التي تركها او اهدرها العرب لهم…!

نواف الزرو 9-6-2025: الصهيونية كلها بُنيت على الفترات التي تركها او اهدرها العرب لهم…!

الإبادة في سياق معركة الزمن في الصراع مع المشروع الصهيوني: هل خسرنا الزمن والارض أم…؟!

مرة ثانية وثالثة نعود لمناقشة مسألة ولعبة الزمن -الوقت ما بيننا وبين العدو، فنحن نلاحظ في االسنوات الاخيرة ان “اسرائيل” تسابق الزمن وتستثمر الظروف والاحوال العربية وتستغل الانهيار العربي باتجاه التطبيع الى اقصى درجات الاستثمار والاستغلال، وهم يجمعون على ان هذه الفرصة السانحة لهم اليوم فرصة تاريخية لا تتكرر…وبالتالي يحرصون على استثمار الوقت الى ابعد الحدود، ما يقودنا الى مناقشة وتقييم اهمية الوقت -الزمن في صراعنا مع ذلك المشروع الصهيوني.

 

فقد ثبت عبر اكثر من سبعة وسبعين عاما مضت، ان “اسرائيل” تحتاج الى الوقت والمزيد من الوقت دائما..

والمؤسسة الصهيونية تراهن على الوقت دائما..

 

والوقت مسألة حاسمة في الوجود الصهيوني…

 

والاستراتيجية الصهيونية تقوم منذ بدايات تلك الدولة، على كسب الوقت، وبناء وتكريس حقائق الامر الواقع الاستعماري التهويدي، واحكام القبضة الامنية العسكرية استراتيجيا على فلسطين والمنطقة.

 

المؤسسة الصهيونية في سباق مرعب مع الوقت، وهي تحرص على عدم اضاعة دقيقة واحدة من الوقت بلا عمل صهيوني، إن على صعيد الارض العربية المحتلة، او على صعيد البناء العسكري الامني، او على صعيد البناء العلمي والثقافي، او على المستوى الاقتصادي، او على مستوى بناء العلاقات والتحالفات في كافة القارات…!

 

فهم يعتبرون انفسهم في صراع وجودي مع الفلسطينيين والعرب وهم لا ينامون…!

 

فهل هناك من لا يتابع او يرى الذي يجري في كل دقيقة على ارض القدس والضفة الغربية وغزة مثلا…؟!

 

او في الجليل والمثلث والنقب…؟!

 

حيث يواصل البلدوزر الصهيوني اعمال الهدم والتجريف والتخريب بهدف تهديم المشهد العربي في فلسطين بكافة مضامينه التاريخية والحضارية والتراثية والدينية وبناء مشهد صهيوني تهويدي على انقاضه…؟!

 

كما يواصل جيش الاحتلال نهج الإبادة الشاملة في غزة في سياق معركة الزمن ايضا…!

 

يوظفون كل طاقاتهم وعلاقاتهم ولوبياتهم وتأثيراتهم على المستوى العربي والامريكي والدولي لغاية مد”اسرائيل” بالمزيد من الوقت.

 

بل يمكن القول “ان الصهيونية كلها بُنيت على الفترات التي تركها او اهدرها العرب لهم”، وفي هذا السياق والمضمون كتب المحلل الاسرائيلي المعروف ايتان هابر في يديعوت احرونوت- 01 /7/2012 يقول:”ان شيئا واحدا فقط موجود بكثرة للعرب جميعا مهما كانوا، وهو غير موجود على الاطلاق للاسرائيليين وهو الزمن، فمفهوم الزمن عند العرب يختلف تمام الاختلاف عنه عندنا، فللعرب زمن دائما، فهم لا يُسرعون أبدا الى أي مكان، أما نحن الاسرائيليون في المقابل فليس عندنا زمن، بل يجب ان يكون كل شيء سريعا وفي أسرع وقت ممكن، ولا يوجد تأخيرات، ويبدو ان الحركة الصهيونية كلها بُنيت على الفترات التي تركها العرب لنا، وقد تعلمنا كيف نستغل أحسن استغلال هذه الفترات لبناء دولة وانشاء استيطان زاهر والاتيان بملايين المهاجرين وانشاء وطن للشعب اليهودي، ونحن بيننا نضحك دائما على العرب الذين يسألون بجدية: “كم من الوقت حكم الصليبيون هنا؟، مئتا سنة فقط؟ سننتظر فعندنا زمن”.

 

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى