نواف الزرو: الخراب العربي واستنهاض الحالة القومية العربية!

نواف الزرو 14-4-2025: الخراب العربي واستنهاض الحالة القومية العربية!
نعتقد ان المؤسسة الصهيونية بكافة عناوينها الأمنية العسكرية والسياسية، وبكافة امتداداتها الداخلية والخارجية، وصولا إلى لوبياتها المتنفذة في الولايات المتحدة واوروبا، لن تتوقف في يوم من الأيام ابدا، عن مهماتها الاستراتيجية الرامية الى تنظيف المنطقة العربية مما يسمونها هم: عناصر القوة العربية المتنوعة -مثل الوحدة العربية والعلم والتعليم والتكنولوجيا والقوة العسكرية وغيرها، مضافا إليها عشرات العناصر الاخرى المتفرعة عنها، في كافة الحقول التعليمية-العلمية-التكنولوجية-الاقتصادية والاعلامية، وذلك في إطار صراع يعتبرونه وجوديا وجذريا-إما نحن وإما هم-، وحتى لو تم التوصل الى تسوية سياسية شاملة من المعتقد انها لن تكون متناددة(وانا شخصيا استبعدها)، فالأوضاع والأحوال العربية الراهنة لا تعطي العرب موقفا نديا مع ذلك الكيان، يتيح لهم بناء عناصر القوة المتكاملة، في العلم والتعليم والتكنولوجيا والاقتصاد، وبالتالي على المستوى العسكري الاستراتيجي، وهذا ما يعيدنا ربما على نحو عاجل، الى المربع الاول للصراع مع المشروع الصهيوني، بوصفه صراع وجود وبقاء، ما يستدعي ان تستيقظ الامة على نحو متجدد وحقيقي، للخروج من أحوالها وحروبها-داحس والغبراء- الراهنة، نحو آفاق جديدة، وأن تعمل على إعادة ترتيب أوراقها وقدراتها وأجنداتها السياسية والاستراتيجية، تعيد الى قمتها فلسطين البوصلة، والصراع مع المشروع الصهيوني كأولوية عاجلة عاجلة…؟!
فاين العرب يا ترى من كل ذلك…؟. ومتى نرى فجرا عربيا آخر مختلفا عن الراهن العربي القطري الطائفي الاثني المفكك والمهزوم…؟!. الى كل ذلك: بينما يغرق العرب الاعراب وينخرطون بالوكالة في الحروب الامريكية-الصهيونية ضد الامة العربية ومشروعها الحضاري التحرري، وفي ظل المشهد العربي الخراب الذي توج ب”اتفاقات ابراهام” التطبيعية بين دول عربية والعدو الصهيوني، فان الكيان الصهيوني لا يتوقف عن العمل من أجل نحت الرواية الصهيونية المزعومة في كافة الاماكن العربية الفلسطينية، ولعل اخطر ما يجري في هذا السياق، هي المخططات والنوايا الصهيونية مع سبق التصميم الاجرامي وبغطاء ودعم امريكي على تهويد كامل الارض المحتلة وضمها للسيادة الصهيونية، وكذلك تلك الاقتحامات اليومية التي يقوم بها الارهابيون المستعمرون اليهود يوميا في مدن ومخيمات وقرى الضفة الغربية، وفي مدينتي القدس والخليل على نحو خاص وللمقدسات فيهما –الحرم الشريف والتي يتصدى لها ويحبطها المقدسيون، والحرم الابراهيمي الذي صادر الاحتلال مؤخرا الساحات المحيطة به لإحكام السيطرة الكاملة عليه، وهذه الاقتحامات تأتي على شكل موجات متلاحقة مبيتة مع سبق التخطيط طبعا، وهي ليست مجرد اقتحامات واعتداءات ارهابية على المقدسات، ففي المشهد الفلسطيني حروب صهيونية مفتوحة للاجهاز على الارض والتاريخ والحضارة والتراث وكل المعالم التراثية التي تحكي حكايات الوجود والحضور العربي في هذه البلاد-فلسطين-، حروب صهيونية مفتوحة لاختراع رواية وهوية وحضارة صهيونية مزيفة على انقاض روايتنا وهويتنا وحضارتنا العربية الاسلامية. وكل ذلك اصبح يجري حتى بدعم بعض العرب الاعراب بشكل مباشر أو غير مباشر، فمجرد الفرجة العربية الصامتة انما هي مشاركة في الجريمة الصهيونية، لنجد انفسنا في مواجهة هجوم صهيوني واسع النطاق لا يرحم، يهدف الى اختطاف فلسطين قضية وتاريخا وحقوقا ورواية الى الابد، ما يستدعي ان ينتفض الفلسطينيون والعرب على الواقع الصعب، ليعيدوا حساباتهم وترتيب اولوياتهم في مواجهة ذلك الهجوم الصهيوني الصريح، فالغائب المغيب الاكبر في هذا المشهد هو الدور والفعل والارادة العربية…؟!
تحتاج فلسطين والامة اولا الى استعادة القضية ومكانتها في الوجدان العربي، كما تحتاج الى استنهاض عاجل للمشروع العربي النهضوي الحضاري الوحدوي التحرري الذي كان حمله ووطنه في الوعي القومي العربي الراحل الخالد جمال عبد الناصر، وهذا لن يكون الا باستنفار كافة القوى العروبية الحية الحقيقية في العالم العربي، فقد اصبح واضحا تماما ان الحروب الامريكية الصهيونية على الامة العربية كانت وما تزال تستهدف كسر وتحطيم المشروع والفكر القومي العربي بصيغته الناصرية وتحويله الى مشاريع طائفية ومذهبية متحاربة لا تقوم لها قائمة في مواجهتهم…!