نواف الزرو: الاستراتيجية الصهيونية لقتل الأطفال والأجيال والمستقبل الفلسطيني!

نواف الزرو 3-4-2025: الاستراتيجية الصهيونية لقتل الأطفال والأجيال والمستقبل الفلسطيني!
“ملاك فقير على قاب قوسين من بندقية صيادة البارد الدم ” ، هكذا كثف شاعر فلسطين محمود درويش أوضاع ومعاناة أطفال فلسطين المأساوية / الكارثية تحت الاحتلال الإسرائيلي في الضفة الغربية وقطاع غزة منذ احتلالهما عام 1967 حتى يومنا هذا .. تلك الأوضاع والمعاناة التي تشمل اليوم ” نحو مليون و300 ألف طفل فلسطيني في تلك المناطق (أي نحو 53.3% من مجموع السكان”.
“إنهم أطفال مثل كل أطفال العالم – هكذا يفترض – لا يحلمون بأكثر من العودة إلى منازلهم كي يجدوها في أماكنها، ويجدوا كتبهم وكراسات دروسهم على حالها كي يستعدوا لبدء يوم جديد في مدرسة ليس بها أكثر من سبورة ومقعد للدراسة بجوار أصدقاء صغار يحلمون معهم بمستقبل هادئ ، ويلعبون سوياً لعبة عسكر وحرامية”.
لكن، أين الطفل الفلسطيني من تلك الأحلام الإنسانية المشروعة لكل أطفال البشرية ..؟ !
– وأين حقه في الحياة الطبيعية ..؟ !
– … في حرية الحركة والتنقل ..؟ !
– … وفي حرية الدراسة والتعليم …؟!
– … وفي حرية الحصول على الصحة السليمة ..؟ !
– … وفي حرية اللعب والفرح كبقية أطفال العالم ..؟ !
الوقائع والمعطيات المتعلقة بأطفالنا هناك على أرض فلسطين تبين ببالغ الوضوح أن حالة أطفالنا باتت كارثية ..
ذلك أن دولة الاحتلال التي تشن حرباً عنصرية تطهيرية تدميرية شاملة منهجية مفتوحة لا هوادة فيها ضد الشعب العربي الفلسطيني تنتهج سياسة مرسومة مخططة مبيتة مؤدلجة مع شديد الإصرار ، تستهدف أولاً وفي المقدمة النيل من الطفل الفلسطيني جسدياً وروحياً .
ولذلك ، حرصت تلك الدولة كل الحرص على تحويل حياة الطفل الفلسطيني إلى جحيم دائم .. وحرصت على تصفيته جسدياً ، والأخطر من ذلك على قتل أحلامه وطموحاته في الحياة والحرية والاستقلال ، فأخذت قواتها المدججة بكل أنواع الأسلحة تطارد أطفال فلسطين حتى قبل أن يذوقوا طعم حليب أمهاتهم ، وأخذت المطاردة المستمرة تمتد من الطفل الرضيع إلى أطفال التأسيسية والإعدادية والثانوية لتطال الجميع بلا استثناء وبلا رحمة ..
.. ولتتحول حياة الطفل الفلسطيني إلى موت يومي .. وإلى يوميات مليئة بشتى أشكال الألم والعذاب والمعاناة المستمرة .. ولتغدو قصة الطفل الفلسطيني ” قصة موت يومي ومعاناة مفتوحة بلا سقف وبلا حدود ” ، ولكن أيضاً ليسطر الطفل الفلسطيني عبر ذلك كله أعظم ” ملحمة بطولية صمودية نضالية أسطورية عزّ نظيرها في هذا الزمن القاسي والظالم لدى شعوب العالم كله”.
فحصاد الدم والألم والعذاب – في حياة وسيرة أطفال فلسطين – كبير واسع متصل ومتضخم يوماً عن يوم ..
فإن كان رصاص الغدر الاحتلالي قد خطف روح عبد السلام اومحمود او فارس وهو يلعب أمام بيته وعلى مرأى من أهله ، فقد كان رصاصهم قد اختطف أرواح قوافل من أطفال فلسطين ابتداءً من محمد الدرة .. مروراً بإيمان حجو وشيماء المصري وأيمن فارس وأيمن زعرب وعلي أبو عودة .. وصولاً إلى أطفال حي الدرج التسعة الذين اختلطت دماؤهم بطعام العشاء بعد أن حول القصف الصاروخي الاحتلالي بيوتهم إلى أكوام من الركام .
كما أن من لم يقتل من أطفال فلسطين ، برصاص وقذائف جيش الاحتلال اصيب بعاهات أو بجروح مختلفة ، أو بصدمة نفسية ، وحسب التقارير الفلسطينية ، فقد بات هاجس الخوف والقلق يطارد أطفال فلسطين في كل مكان بسبب استهدافهم من قبل جيش الاحتلال ، مما دفعهم إلى اللعب داخل بيوتهم حفظاً لأرواحهم ، غير أن صواريخ ورصاص الاحتلال لم تتركهم آمنين ولو كانوا في أحضان أمهاتهم .
– فلماذا يستهدفون أطفال فلسطين .. ؟!
– لماذا يطاردونهم ويصطادونهم ويعتقلونهم ..؟!
– ولماذا يقتلونهم بدم بارد هكذا دون أن يرف لهم جفن … ؟!
– ما هي الخلفيات والمفاهيم والدوافع الصهيونية التي تقف وراء سياسة القتل المكثف والإعدامات – بالجملة والمفرّق – التي تقترف ضد أطفال فلسطين ..؟!
– لماذا يهدمون المدارس والبيوت على رؤوسهم ..؟!
– ما شأن أطفال فلسطين بالموت الصهيوني بأبشع صوره …؟!
– لماذا يقتلون أحلامهم في الحياة والدراسة والمستقبل …؟!
– لماذا يلحقون الأذى بالصحة النفسية لمئات الآلاف من أطفال فلسطين ..؟!
– لماذا تتحول حياة أطفال فلسطين إلى جحيم وألم ومعاناة ومأساة يومية …؟!
تسعى سلطات الاحتلال عبر سياسة القتل المكثف لأطفال وأجيال فلسطين إلى تحويل الأجيال الجديدة من الفلسطينيين إلى أجيال داجنة يسهل السيطرة عليها بزرع الخوف والرعب فيها ، فحولت حياتهم إلى جحيم يومي ، مما يذكرنا بتصريحات أحد جنرالاتهم خلال الانتفاضة الأولى 1987 الذي دعا إلى ” زرع الخوف والجبن في نفوس الأطفال الفلسطينيين حتى تقتل روح المقاومة في الأجيال القادمة”..؟!
فهل بعد هذا القتل المكثف والمبرمج لأطفال فلسطين من إرهاب ..؟!
من يسائل ..؟! ومن يحاسب ..؟!
ومن يحاكم مجرمي الحرب من جنرالات وجنود الاحتلال على جرائمهم ..؟! ومتى ..؟!
مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook