نواف الزرو: الإبادة الصهيونية والأجيال الفلسطينية المشتبكة!
نواف الزرو 12-11-2024: الإبادة الصهيونية والأجيال الفلسطينية المشتبكة!
نتابع تطورات المشهد الكفاحي الفلسطيني الذي يصل الى ذروة جديدة ترتقي الى مستوى ملحمي في هذه المرحلة من الصراع، ففي ضوء التصعيد الاجرامي الصهيوني والمجازر الإبادية الجماعية والفردية التي تقترفها قوات الاحتلال المدججة بكل أسلحة الفتك والقتل الجماعي والتدمير الشامل، وبالمقابل في ضوء هذه المعارك والملاحم الكبيرة التي يسطرها شباب فلسطين، نعود لنوثق بمنتهى الوضوح والثقة والإيمان: أن الجيل الفلسطيني الجديد الذي يقف اليوم في مواجهة الإبادة الصهيونية هو جيل المستحيل الذي أخذ يقلب كل الحسابات ويخلخل الأمن الصهيوني ويربك المؤسسة الأمنية والعسكرية الصهيونية بكاملها، والذي يقود القضية الفلسطينية نحو أفق حقيقي للتحرير والخلاص من براثن الاحتلال المجرم، وعلينا الإيمان بالجيل الفلسطيني الجديد الجيل المنتفض الثوري الشجاع والجريء الذي لا يهاب المواجهة حتى الشهادة، وهذا ما نشاهده ونتابعه في السنوات الاخيرة على امتداد مساحة الوطن المحتل، من غزة الأبية الى جنين الى نابلس الى القدس والى كل الاماكن الفلسطينية حيث يتقاطر الشبان كالطوفان للتصدي لقوات ومستعمري الاحتلال المجرمين، وما العمليات البطولية الفذة التي ينفذها أيقونات هذا الجيل- مؤخرا سوى أمثلة ساطعة وقوية على ذلك.
ووفق الوثائق والصحف والشهادات المختلفة، فإن الجيل الفلسطيني الرابع هو الذي يقف اليوم منتفضا في مواجهة الاحتلال الصهيوني، مواصلا الأجيال العربية الفلسطينية الأربعة التي سبقته في الميدان منذ نحو ستة و سبعين عاما، ولكنه يكون الجيل الفلسطيني، ربما الثامن او التاسع إذا ما أخذنا في الحساب أن التصدي العربي الفلسطيني، بدأ مع بدايات الاستيطان الصهيوني منذ عام 1878، مع إقامة أول مستعمرة صهيونية وهي «بيتح تكفا» على أراضي قرية الملبس الفلسطينية، ولذلك نوثق ونقول: ما أعظم وما أروع فلسطين في مسيرتها الكفاحية المفتوحة المليئة بالهبات والانتفاضات والثورات والتضحيات، هذه المسيرة التي تصدت وتتصدى للمشروع الصهيوني نيابة عن الأمة العربية: ثمانية – تسعة أجيال متتابعة تخوض الكفاح بلا تعب أو كلل أو يأس أو استسلام، يذهب جيل ليأتي الجيل التالي بعده، والجيل الثالث، فالرابع وهكذا، ليحمل الراية والرسالة والأهداف الوطنية التحررية، وها هو الجيل الخامس منذ النكبة والعاشر منذ نحو قرن وأربعين عاما كاملة، هو الذي يحمل الراية ويقود التصدي في الميدان في مواجهة جيش ومستعمري الاحتلال، ليضيف ملحمة كفاحية أخرى إلى جملة الملاحم التي سطرها الشعب العربي الفلسطيني في مواجهة الصهاينة الغزاة.
وخلاصة القول عن الشباب والفتيات الفلسطينيين والفلسطينيات: «أن الفكرة الأهم في هذه الانتفاضات والثورات المستمرة، أنها جسدت فكرة أن هناك جيلا فلسطينيا لا يهزم، لأن الإسرائيلي منذ العام 1948 راهن على كسر إرادة الأجيال الفلسطينية، وفي كل مرة كان هنالك جيل يفاجئه ويطلق ثورة من نوع خاص، ترسّخ بقاء المقاومة في البيئة الفلسطينية وتحبط الإسرائيليين،، الإسرائيليون راهنوا على أن الجيل الفلسطيني الجديد هو جيل «أوسلو»، لكن العدو الإسرائيلي فوجئ بأن هذا الجيل يقاوم بكل ما أوتي من قوة، ولا ينتظر أن يمتلك أدوات مميزة ليقاوم”.
وفي تطورات هذا المشهد الفلسطيني الكفاحي المتصل عبر الأجيال، يظهر دور الطفل الفلسطيني في الميدان، كما يظهر دور المرأة والفتاة والطفلة الفلسطينية في الميدان الفلسطيني، فهناك الشهيدات وهناك الأسيرات في معتقلات الاحتلال، ليصبح هؤلاء الأطفال أيقونة الكفاح الشعبي الفلسطيني ورمزا للجيل الفلسطيني الشاب الجديد الذي لا يهزم ولا يكسر أمام عنجهية وقمعية الاحتلال …!
ننحني احتراما وإجلالا للجيل الفلسطيني الجديد الصاعد الذي يخشاه الاحتلال وتتحدث وسائل إعلامه عن جيل لا يهاب الموت أبدا.
فهذا هو الفلسطيني الجديد الحقيقي الذي نتابعه في الميدان الفلسطيني على امتداد مساحة على مدى الشهور والسنوات القليلة الماضية، وتلك هي فلسطين الجديدة التي سيبنيها هذا الجيل الجديد بقوة الإيمان والمقاومة والتحرير..أجيال تتواصل في أتون المعارك اليومية..!..
مركز الناطور للدراسات والأبحاث Facebook