أقلام وأراء

نواف الزرو: اسرائيل كانت حاضرة بقوة في تفجيرات سبتمبر

نواف الزرو 11-9-2023: اسرائيل كانت حاضرة بقوة في تفجيرات سبتمبر

هناك جملة كبيرة من الوثائق والاعترافات والشهادات كلها تجمع على ان”اسرائيل” كانت حاضرة في تفجيرات البرجين في سبتمبر/2001 بقوة، ولكن، كما في حالة اغتيال الشهيد الحريري في لبنان، كذلك تم استبعاد “اسرائيل” والموساد من قبلها في قصة تفجيرات البرجين، وهذا امر ليس عفويا وانما مبيتا عن سبق تخطيط، وفي صميم هذه الاحتمالية، اكد الكاتب الفرنسي الشهير “اريك لوران” في الفصل السابع من كتابه”عالم بوش السري”: “ان اسرائيل كانت حاضرة بقوة في احداث الحادي عشر من سبتبمر/2001 بقدر ما كانت وراء حرب العراق”، اما عن تفاصيل هذا الحضور الاسرائيلي فيشترك عدد كبير من المفكرين والباحثين الاستراتيجيين وكذلك بعض اعضاء الكونغرس والاستخبارات العسكرية الامريكية..اضافة الى بعض المصادر الاعلامية الاسرائيلية..يشترك كل هؤلاء في اجماعهم على استخلاص كبير موثق: “ان الدور الاسرائيلي في احداث سبتمبر وكثير من الاحداث الاخرى واضح للعيان”.

وفي هذا السياق اكد الكاتب البريطاني”ايد تونر” ايضا:” ان هناك دلائل قاطعة تشير الى ان الموساد الاسرائيلي كان على علم بهجمات 11 ايلول التي استهدفت مركز التجارة العالمي ومبنى البنتاغون”، مضيفا:”لقد نشرت صحيفة الجروزلم بوست الاسرائيلية في اليوم التالي للهجمات تقول بان وزارة الخارجية الاسرائيلية تسلمت اسماء اربعة الاف اسرائيلي يعتقد انهم كانوا في مبنى مركز التجارة العالمي قبل وقوع الهجمات”.

ويقول الكاتب الامريكي “ديفيد ديوك” مرشح سابق للرئاسة الامريكية في مقال نشره على موقع الانترنت الخاص به رداً على التساؤل حول دور اسرائيل في الهجمات:”ان خبراء مركز الابحاث والدراسات العسكرية في الجيش الامريكي يقولون ان الموساد لديه القدرة على توجيه ضربات لقوات ومصالح امريكية وجعل الامر يبدو على انه من تدبير فلسطينيين او عرب”، ويضيف:”انه من السخرية ان يهاجم مركز التجارة العالمي بعد اربع وعشرين ساعة من نشر هذا التقرير.. فهل للموساد يد خفية في هذا الهجوم..؟.

يرى الكاتب ديوك(هنا اقتباس عن مقالة لاميل امين نشرت في صحيفة الخليج):”ان الموساد تمكن من اختراق ما يعتبر اخطر منظمة ارهابية في العالم الا وهي القاعدة..ويتساءل: هل من المنطق في شيء الايكون لدى شبكة الموساد الواسعة الانتشار اي علم مسبق باكبر عملية ارهابية في التاريخ..؟”… ويجزم الكاتب ب “ان الموساد كان على علم بالامر.. وربما ساعد الموساد وحرض من دبر الهجوم لانه رأى في مقتل الالاف من الامريكين ما يخدم مصالح الدولة العبرية”.

وتعزيزاً لنظرية “ديوك” اكد عضو البرلمان الالماني اندرس وون_بولو “ان اسرائيل هي التي تقف وراء الاعمال الارهابية – عن صحيفة هارتس13/9/2003”.

وكذلك الرئيس الإيطالي الأسبق فرانشيسكو كوسيغا، أعلن في حوار مع صحيفة كوريري دي لا سييرا أن هجمات أيلول ¨سبتمبر” الارهابية تمّت بإدارة من الموساد، وأن هذا الأمر أصبح معروفاً من قبل وكالات الاستخبارات في العالم”. وأضاف كوسيغا “ان جميع وكالات الاستخبارات في أميركا وأوروبا تعرف جيداً أن الهجمات الارهابية الكارثية، كانت من تدبير جهاز الموساد وتخطيطه، بالتعاون مع أصدقاء إسرائيل في أميركا، بغية توجيه الاتهام الى الدول العربية، ومن أجل حثّ القوى الغربية على المشاركة في الحرب في العراق وأفغانستان”.

وأكد تقرير للمخابرات الألمانية على سبيل المثال:” أن الموساد الاسرائيلي لم يكن على علم بهجمات 11 أيلول فحسب، وإنما شارك في وضع الخطط لتنفيذها”، وجاء في التقرير الذي نشر على موقع «تيير نيوز أورغ الالماني- 25/09/2006 “، وكان موقع “دات ريلي هايند” الامريكي قد كشف في وقت سابق من هذا التقرير عن “ان خمسة من عناصر الموساد الاسرائيلي اعتقلوا في يوم الحادث عندما كانوا يشاهدون انهيار الابراج المستهدفة مبتهجين”، وأضاف الموقع” ان شبكة تجسس تابعة للموساد قامت بتصوير لحظة اصطدام الطائرات ببرجي مركز التجارة في نيويورك بالكامل، وتبين فيما بعد ان الشبكة كانت قد أعدت كاميرات خاصة صوب الابراج لتصويرها بدقة”، وكان بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الاسرائيلي الاسبق قد “اعتبر احداث ايلول بعد وقوعها بأنها تخدم المصالح الاسرائيلية”.

*اعترافات نتنياهو

الى كل ذلك، فان للاعترافات والشهادات والتحليلات الاسرائيلية ايضا اهميتها في قراءة اجندة التفجيرات السبتمبرية، وخاصة ان جاءت على لسان رئيس وزرائهم الحالي نتنياهو، الذي اعترف في محاضرة القاها في جامعة بار إيلان الإسرائيلية ب” إن إسرائيل ربحت من الهجوم ضد برجي التوأمين في نيويورك ومبنى البنتاغون في 11 أيلول من العام 2001″، ونقلت صحيفة معاريف، الأربعاء- 16.4.2008، قوله خلال المحاضرة:”إننا نستفيد من أمر واحد حدث، وهو الهجوم ضد برجي التوأمين والبنتاغون، والحرب الأميركية في العراق، فقد غيّر هذا الحدث الرأي العام الأميركي بصورة ملموسة لصالحنا”. وكان نتنياهو مهد لهذه الفائدة الصهيونية في سلسة كتب ايديولوجية له مثل كتاب: “استئصال الإرهاب ” حيث اوضح هدفه من تأليفه قائلا: “إن هدفي الأول من هذا الكتاب هو توجيه اهتمام المواطنين في الغرب عامة، وفي دولة إسرائيل خاصة إلى طبيعة التحدي الإرهابي الجديد الذي يواجه الأنظمة الديمقراطية اليوم …….. واليوم نوجه نصيحة للرؤساء ولرؤساء الحكومات ولأعضاء الكونغرس ولأعضاء البرلمانات ممثلي الشعوب في المحافظة على أمنهم وتأمين مستقبلهم ضد الأخطار التي تهدده وعلى رأسها هذا الخطر المدمر” الإرهاب” ” ص : 152-153″.

لذلك، ليس من مبالغة في الاستخلاص الذي خرجت به دراسة بعنوان” إسرائيل هي التي نفّذت هجمات سبتمبر الارهابية” أعدها مركز الدراسات الاميركي ” Press Pakalert))، (ويعنى بالملفّات الساخنة التي يعيشها العالم، والقضايا الكبرى على المستويات الأمنيّة والسياسية، ويتركز أبرز دراساته على أفغانستان، القاعدة، الـسي آي إيه، الهند، العراق، الشرق الأوسط، حلف شمال الأطلسي، باكستان، الارهاب، أميركا، الصهيونية…الخ)، بان نتنياهو يعتبر مهندس هجمات سبتمبر، من خلال إدارته عمليات الموساد ـ الـشين بيت المشتركة، فقد كان رئيساً لحكومة إسرائيل في ذلك الوقت، وهو ليس فقط صاحب تاريخ طويل في التورّط في عمليات اجرامية، وانما هو مؤلف كتاب عن “الارهاب الاسلامي” وكتاب وضعه في الثمانينيات من القرن الماضي بعنوان” الارهاب؛ كيف يستطيع الغرب الفوز؟”.

ونقول في الخلاصة المكثفة: طالما ان اسرائيل هي المستفيد الاول والرئيس والكبير من وراء كل قصة “الحرب على العراق” و “الارهاب الدولي” … وطالما هي المستفيد الاول والرئيس والكبير ايضاً من وراء التفجيرات الارهابية المتلاحقة المنهجية المبيتة بدءاً من تدمير البرجيين مروراً بالتفجيرات الاجرامية العديدة ضد اهداف مدنية ومقار للهيئات الدولية والانسانية في بغداد وغيرها..وصولاً الى تفجيرات الكنس اليهودية في اسطنبول… ووصولاً الى تفجيرات بيروت وطابا وشرم الشيخ…الخ.

نقول: لماذا لاتكون الاصابع الاسرائيلية الموسادية اذن وراء كل هذه التفجيرات المشبوهة التي لا تخدم في تداعياتها سوى الدولة الصهيونية..؟.

ونقول ايضاً: ابحثوا دائماً عن الاصابع الصهيونية في كل قصص التفجيرات والاغتيالات الارهابية في اي مكان..؟.

فليس هناك من تراث وسجل ارهابي دموي كالتراث والسجل الخاص باسرائيل واجهزتها الاستخبارية…؟

 

 

مركز الناطور للدراسات والابحاثFacebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى