ترجمات عبرية

نداف هعتسني يكتب – لعبة جديدة

معاريف – مقال – 20/11/2018

بقلم: نداف هعتسني

لم يكن للوزيرين نفتالي بينيت وآييلت شكيد أمس اي مفر غير أن يلعبا وفقا لقواعد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ويعلنا بانهما لن يحلا ما يسمى “حكومة اليمين”. غير أن الحديث بالاجمال يدور عن قبول قواعد لعبة الشطرنج السياسية التي املاها نتنياهو. لعبة نكراء ومزدوجة الاخلاق، قبيل الخطوات السياسية التالية التي كلها “اطلاق النار في داخل المجنزرة”. وفي هذه اللعبة، اذا ما لعبت على نحو صحيح، ليس لنتنياهو الكثير من الاوراق. الا اذا بدأ حقا يكون رئيس وزراء “يميني”، ويخرج الى حيز التنفيذ، اخيرا، ايديولوجيا حزبه ومعسكره.

اسم لعبة نتنياهو ليس على من ستلقى المسؤولية عن المس بـ “معسكر اليمين”. فاللعبة مبنية بالطبع على فرية عابثة تدعي بان حل حزب هتحيا لحكومة اليمين بقيادة اسحق شمير هو الذي جلب  علينا اتفاقات اوسلو. ومن هنا – الليكود ونتنياهو يلوحون امام الناخبين المحتملين للمعسكر اياه كي يشهروا بخصومه ويحتسوا منهم المقاعد.

غير أن هذه اللعبة تتاح الان فقط لان بينيت وشكيد حميا حتى ا لان ظهر نتنياهو ولم يكشفا الحقيقة عن طبعية الحكومة الحالية. فقد امتنعا عن ان يشيرا الى حقيقة انه حسب سياستها فانها ليست “حكومة يمين”، لان نتنياهو وان كان يتحدث “يمينا” الا انه يعمل بالاساس على طريقة المعسكر الخصم. من خنق البناء في القدس وفي يهودا والسامرة وحتى ترك مناطق ج لمصيرها عرضة للسيطرة الفلسطينية. من العمل على الدولة الفلسطينية وحتى الاستسلام في غزة.

ومع ذلك، عندما قرر نتنياهو ان يدير معركة الاتهامات في داخل المعسكر، وبحجة حماية ائتلاف اليمين، باتت اللعبة اسهل بكثير. فمن الان فصاعدا وحتى الاعلان عن الانتخابات يمكن أن يخلق له اختبارات “يمينية” عملية وعلنية في كل اسبوع. من اخلاء الخان الاحمر وحتى اقالة دينا زلبر. من وقف الوقاحة للاتحاد الاوروبي وحتى اعادة الردع وسحق حماس. وفوق كل ذلك – اختبار اتفاقات اوسلو. لان نتنياهو هو الحامي الاكبر للسلطة الفلسطينية. هو الذي يصون حكم ابو مازن على قيد الحياة واصبح مواصل الدرب ا لواضح لاسحق رابين وشمعون بيرس. وعليه فانه اذا بدأ نتنياهو في أن ينتج من الان فصاعدا سياسة “يمينية” حقيقية – نكون كلنا قد كسبنا. ولكنه اذا واصل الحديث يمينا والفعل يسارا، من الاهمية بمكان أن يسمع مقترعو اليمين عن ذلك من بينيت وشكيد بصوت عال وفي الزمن الحقيقي. هذا سيساعدهما ايضا في لعبة الشطرنج السياسية ويؤدي بنا ايضا الى الانتخابات القريبة دون الاقنعة الواقية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى