نداف هعتسني: لا حرية تعبير للعدو

معاريف – بقلم نداف هعتسني – 22/5/2018
ثمة مكان لفحص الادعاءات بشأن سلوك الشرطة في المظاهرة في حيفا، ولكن محظور ان نفقد التركيز. إذ حتى لو تبين أن افراد الشرطة استخدموا قوة زائدة لتفريق اعمال الشغب، فلا يزال ليس في هذا تكمن الخطورة في القضية. الامر الخطير هو ان مواطنين اسرائيليين يتماثلون مع العدو ويتجرأون على العربدة والاعلان عن ذلك على رؤوس الاشهاد. ولعله اكثر من هذا هو تشوشنا بين الحق في حرية التعبير وبين الحظر على تأييد من يرغب في قبض ارواحنا.
وللتذكير، فان المتظاهرين في ساحات حيفا رشقوا الحجارة، اغلقوا الطرق، اضروا بالممتلكات، والاهم اطلقوا هتافات مثل “من غزة طلع القرار، انتفاضة وانتصار. يا غزة كوني قوية”. او “يا شهيد ارتاح ارتفاح، احنا نكمل الكفاح”. وكذا “من حيفا تحية لغزة، اسرائيل دولة ارهاب”.
وكما يذكر، في غزة حاولت قوى العدو الانقضاض بعنف وبدهاء على الحدود، لاقتحامها والسيطرة على البلدات. استخدموا عبوات ناسفة، اطلقوا النار واستخدموا السكان المدنيين كغطاء لخطوتهم الحربية. الهدف الاعلى لهم كان “العودة”، أي، تصفية دولة اسرائيل الصغيرة، الـ 1948، هذا ما حصل في غزة.
والان تصوروا مظاهرة مؤيدي هتلر في لندن في 1940 او مناصري الامبراطور الياباني في نيويورك 1943. لا تحاولوا التخيل، إذ مثل هذا الامر ما كان ليكون. اللورد هاو البريطاني، الذي ايد النازيين، اضطر للفرار للنجاة بحياته من بريطانيا، مواطنون من اصل ياباني حبسوا في الولايات المتحدة فقط لانهم يابانيون.
ولكن عندنا، فان الدعم المنهاجي للعدو هو اسم اللعبة، الديمقراطية ظاهرا. هذا تسيب يبدأ بقرارات محكمة العدل العليا السماح لقوائم معادية التنافس على الانتخابات للكنيست، ويصل حتى عدم التقديم الى المحاكمة لعملاء العدو مثل حنين الزعي والموافقة على أن يتلقى هؤلاء التمويل الاجنبي لمواصلة تآمرهم. يدور الحديث عن تشوش مطلق، إذ ن يؤيد مخربي حماس الذين يسمون شهداء او من يبعثهم، من يسمي دولة اسرائيل دولة ارهاب، هو عدو. وللعدو ليس محفوظا حق التظاهر والترويج لقيمه. العدو لا يمكنه أن يكون مواطنا ولا مقيما. للعدو محظور السماح بالتنافس على الكنيست. ولعدو مثل منظمة “مساواة” محظور تنفيذ اعمال تآمرية بأموال اجنبية. العدو يقاتل.