نداف شرغاي يكتب : سابقة خطيرة : لا لنقل أبوديس
اسرائيل اليوم – بقلم نداف شرغاي – 22/5/2018
أبوديس كانت ذات يوم جزء من “خطة الممر” التي هدفت الى خلق “ممر آمن” تحت سيادة فلسطينية بين منطقة أريحا والحرم. حكومات اسرائيلية التي في يوم ما وافقت على تقسيم القدس، أحبت هذه الخطة. لقد تم عرض ابوديس كـ “القدس الثانية” و”عاصمة الدولة الفلسطينية العتيدة”؛ البديل لـ “الشيء الحقيقي” الذي سيبقى في أيدينا. يوسي بيلين وأبو مازن تسليا بالفكرة. في وثيقة التفاهمات المشهورة لهما منذ اكثر من عشرين سنة.
في هذه الاثناء ادارة ترامب تحيي هذه الخطة. الفلسطينيون قاموا “بدفنها” في السابق. أبو مازن سماها “صفعة القرن” وأوضح “ليس في مدرستنا”. خلال فترة قصيرة سيتم طرح هذا الامر للنقاش العام لدينا ايضا، ولنقل فورا: ليست لدينا اسباب مقنعة كي نتحمس للفكرة؛ العكس هو الصحيح.
أبوديس التي 90 في المئة منها توجد الان تحت سيطرة مدنية فلسطينية كمنطقة ب، و10 في المئة منها في القدس كمنطقة تحت السيادة الاسرائيلية، تقع على بعد 2.8 كم في خط جوي عن الحرم، بالضبط مثل الكنيست الاسرائيلية. نقل المسؤولية الكاملة عنها للفلسطينيين من شأنه أن يخلق في فترة قصيرة تهديد مشابه للتهديد الذي نشأ عندما نقلنا بيت جالا وبيت لحم لسيطرة السلطة الفلسطينية.
خلال ثلاث سنوات أمطرت عصابات الارهاب التي تجمعت في بيت جالا نيران مدافعها والسلاح الخفيف على سكان غيلو، وحولوا حياتهم الى كابوس. صحيح أننا هددنا في حينه بـ “اذا تجرأوا على اطلاق رصاصة واحدة علينا، عندها…” – ولكن هذه كانت تهديدات فارغة. فعليا، أيدينا كانت مكبلة تقريبا، لم نستطع العمل في بيت جالا مثلما أردنا. أبوديس كـ “عاصمة فلسطين” من شأنها أن تنشيء تهديد مشابه. في مدى السلاح الخفيف والرشاشات، التي توجد بكثرة، سواء في أيدي السلطة أو في أيدي معارضيها (حماس وتنظيمات المعارضة) – سيجدون في البلدة القديمة والمقبرة اليهودية في جبل الزيتون مدينة داود وحتى يمين موشيه.
قابلية الوصول الاستخبارية والوقائية – الى المناطق التي ستوضع في أيدي قوات الامن الفلسطينية ستتضرر هي ايضا.
التنازل عن منطقة تحت سيادة اسرائيلية من مناطق القدس، حتى لو كان الامر يتعلق بمنطقة هامشية، هو سابقة خطيرة. في الخلفية يتم اطلاق بالونات اختبار امريكية اخرى. نبأ لم تتم المصادقة عليه، لكن ايضا لم يتم نفيه بصوت قوي بما يكفي، تقارير عن أن “صفقة القرن” لترامب تتضمن نقل احياء عربية اخرى الى السلطة الفلسطينية: العيسوية المحاذية لمستشفى هداسا والجامعة العبرية، جبل المكبر الذي تنافس بيوته البيوت اليهودية في حي المندوب السامي، ومخيم شعفاط للاجئين الذي يقع قرب بسغات زئيف التي فيها 40 ألف نسمة والشارع الموصل اليها.
القدس ليست هي فقط التي يجب اخراجها من الاعيب المفاوضات، القدس يجب اعادة بنائها – تلة الطائرة في مركزها، عطروت في طرفها الشمالي وحي الجسر بين القدس ومعاليه ادوميم. في الاحياء العربية يجب تعميق السيطرة الاسرائيلية، سواء على المستوى البلدي أو على المستوى الأمني. التنازل عنها سيعيد القدس الى سنوات الخمسينيات السيئة. ونحن لا نريد العودة الى هناك.