نداف ايال يكتب – بوادر انتخابات، حموض في الهواء
بقلم: نداف ايال، يديعوت – مقال افتتاحي -31/7/2018
تهل علينا حملة انتخابات. كل البوادر التي تشير الى ذلك باتت هنا: رئيس الوزراء يخطب ضد اليسار بهزء، قانون القومية يجري العمل عليه بصفته اختبار ولاء للدولة، يوجد ارتفاع واضح في نشاط نتنياهو في الشبكات الاجتماعية، وبلا أو بصلة – توجد قفزة في الخطاب الحامض والشتائم للمعقبين والمعقبين المكلفين.
الوزير كحلون ينشر اعلانا ضخما عن انجازاته المزعومة، وهذه تتسبب بمعركة على الحظوة في الائتلاف. وبالتوازي، المعسكر الصهيوني يرتب منظومة القوة بين العمل وبين الحركة بقيادة لفني. اللاعبون يتدبرون امورهم على الملعب وينتظرون الصافرة الطويلة التي يكون بعدها الهجوم.
هذا يبدأ على نحو سيء جدا. هناك انطباع بان رئيس الوزراء ورجاله مصممون على أن يأخذوا قانون القومية، قانونا اساس مبدئيا ظاهرا، ليجعلوه علما كفاحيا واقصائيا. من يعارض القانون – اناس مثل بطل اسرائيل عامي ايالون او قادة الوية وقادة كتائب، نصف الكنيست (التي تمثل نصف دولة اسرائيل)، الطائفة الدرزية كلها تقريبا – كل هؤلاء خونة. وسائل الاعلام التي تعمل بتكليف من رئيس الوزراء تدفع الى الامام بروايات تقول ان عهد التميمي هي “عارضة” المعارضة لقانون القومية؛ بجرة قلم يجعلون الخونة أناسا مستعدين للمس بجنود الجيش الاسرائيلي حقا.
هذا هو السبيل الكلاسيكي الذي اختاره نتنياهو كجزء من حملات الانتخابات التي خاضها كي يحقق اغلبيته. قانون القومية نفسه هو موضوع مبدئي ودستوري يتطلب اجماعا واسعا، الا انه ادير في لجنة الكنيست وكأن الحال يجري عشية التنافس في الانتخابات التمهيدية في الليكود. وكالمعتاد، الى الجحيم بالمجتمع الاسرائيلي وبنسيجه الرقيق، الذي يستبدل بسلسلة طويلة من الندوب. نتنياهو يبدأ حملة الانتخابات المقتربة (اذا كانت هذه ستعلن بالفعل في الاشهر القادمة) كحملة مفضلة له. فقد نجح في أن يشوش بنجاعة النقاش حول مكانته كمشبوه بافعال جنائية خطيرة، تمت بينما هو رئيس وزراء. وأهمل المستشار القانوني للحكومة فرضيات عمل كل أسلافه – في ان اسرائيل لا يمكنها، كديمقراطية، ان تسمح لنفسها بتحقيق لا ينتهي لمن يدير حكومتها؛ وان السرعة هي أمر الساعة. فديمومة القضية بحد ذاتها تنيم وتشوش عقل الجمهور وحاسة الصدمة المعللة التي كانت له. اما المعارضة فتعاني من أمراض الوحشية داخل المعسكر، وامكانيات احزاب الاجواء وانعدام التنسيق في كتلة الوسط واليسار في اختبار اهداف استراتيجية في الانتخابات.
ان نتائج الانتخابات، كل انتخابات، مفتوحة حتى انزال البطاقات، ولا سيما في دولة دينامية ومتحركة كاسرائيل. ومثلما رأينا في الانتخابات السابقة، فقد كان بوسع يوم واحد ان يغير الكثير جدا. ولكن أمام وضع الامور كما يبدو في هذه اللحظة يجب أن يذكر نتنياهو بمسؤوليته التي ينساها وينسي الناس عنها. فكرئيس وزراء مقيم سبق له أن فاز في أربع حملات انتخابية عامة، عليه مسؤولية عن الخطاب الجماهيري، شدته والعنف الكامن فيه. ان السياسي الاقوى في اسرائيل في العقود الاخيرة يجب أن يعتبر مسؤولا.
من حق نتنياهو أن ينال الحظوة على الاستقرار الاقتصادي (الذي تحقق بثمن فوارق واسعة وتقلص المساواة في الفرص في المجتمع الاسرائيلي) وعلى علاقاته مع ترامب وبوتين. ومن جهة اخرى، فانه ملزم بأخذ المسؤولية عن الخطاب الجماهيري الحامضي، المصنف (تصنيف “اليسروي” هو علامة تجارية مسجلة له حقا)، عن تدهور الاجماع الوطني، وبالاساس عن تحطم أي “نحن” اسرائيلية.
ان اتهام الاعلام واليسار لن يجدي نفعا هنا: الزعيم هو الذي يفترض به، بقدر ما، أن يخلق مجالا من التفاهم العقلاني بين اجزاء المجتمع، ما هي اسرائيل الحالية، التي يفرض فيها اكثر بقليل من 60 نائبا تغييرا دستوريا جوهريا يعتبره نصف الجمهور كمس عميق؟ لقد سبق ان قال اسيادنا ان “المرء ابتلع غيره حيا”، وهذه هي اسرائيل التي تتوجه الى الانتخابات. يشرح هذا القول لماذا يصلون في اسرائيل لسلامة المملكة، ومن هنا يمكن أن نفهم هدف المملكة، الحكم، منع وضع من الشقاق الفظيع كهذا. مرغوب فيه أن تعمل المملكة الحالية هكذا، وبالذات قبيل الانتخابات.