ترجمات عبرية

نحاميا شترسلر يكتب / التخطيط المركزي يقتلنا

هآرتس – بقلم  نحاميا شترسلر – 3/7/2018

من الصعب القبول لدراسة الطب. فهو يحتاج الى معدل عبقري في البغروت وانجاز خيالي في امتحان البسيخومتري. بسبب ذلك فان 58 في المئة من الاطباء في اسرائيل (اعلى نسبة في الغرب) اضطروا الى السفر الى الخارج لتجسيد احلامهم. جميعنا نعاني من الطوابير الطويلة في الجهاز الصحي. يجب عليك الانتظار مدة اشهر لطبيب مختص، الى حين لا يبقى امامك خيار سوى التوجه الى الطب الخاص ودفع 1500 شيكل للمقابلة، الامر الذي يدل على النقص الشديد في الاطباء.

“المشكلة هي انعدام التخطيط”، قال لي صديقي عالم الاجتماع، “لو كان لنا فقط تخطيط شامل في الطب لكان يمكن منع كل ذلك”.

سمعت ذلك ولم أصدق. انعدام تخطيط؟ إن قطاع الطب هو ذروة التخطيط المركزي. الدولة تحدد عدد كليات الطب، وعدد الطلاب الذين سيتم قبولهم، وأي امتحانات يجب عليهم اجتيازها، ونتيجة لذلك كم عدد الاطباء الذين سيكونون لدينا. رؤساء كليات الطب يعملون كنقابة كلاسيكية، عندما يعارضون فتح كليات جديدة لتعليم الطب، هم ايضا لا يزيدون عدد الخريجين. هم يريدون فائض في الطلب يزيد الاسعار.

لذلك، الاجابة على نقص الاطباء ليست “المزيد من التخطيط”، بل تخطيط أقل. اسمحوا للسوق الحرة القيام بدورها، اسمحوا لجهات خاصة مثل المركز متعدد المجالات، بفتح كليات للطب من اجل أن لا يضطر الشباب الى السفر الى هنغاريا. هكذا يكون لدينا المزيد من الاطباء والطوابير تتقلص. أمر مشابه يحدث في مجال علوم الحاسوب. فهناك ايضا متطلبات القبول للجامعات فظيعة. ايضا هناك يوجد نقص كبير، والجامعات لا توفر العدد المطلوب من الخريجين.

في العام 2006 قبل وقت قصير من اختراع هاتف “الآيفون” وثورة البرمجيات، أنهى في التخنيون 233 خريج في علوم الحاسوب. بعد 11 سنة في العام 2017 أنهى 230 خريج، انخفاض بدل الارتفاع. التخطيط المركزي لـ “مجلس التعليم العالي” هو سبب النقص. وبالضبط مثلما هو الامر في الطب، عمداء كليات علوم الحاسوب يريدون فقط العباقرة. من الافضل لهم أن يكون هناك فائض في الطلب، ولا يعنيهم أن تكون صناعة البرمجة الاسرائيلية تتوسل للمزيد من الخريجين. لأنه من الاسهل تعليم الاكثر أهلية فقط.

لم ننس ايضا أنه في بداية التسعينيات ناضل رؤساء الجامعات ونقابة المحامين ضد مبادرة انشاء كلية للحقوق في المركز متعدد المجالات. هم ارادوا منع رجال الضواحي الذين لم يجتازوا اجهزة التنقية النخبوية للجامعات، من دراسة الحقوق والتقدم في حياتهم. كل شيء كان مخطط له: عدد قليل من الخريجين وأتعاب مرتفعة للمحامين القدامى.

اسعار الشقق ايضا هي نتيجة زيادة تخطيط الحكومة. سلطة اراضي اسرائيل تسيطر على 92 في المئة من اراضي الدولة. وهي تحرر ساحات باعداد صغيرة بشكل متعمد من اجل الحصول على مقابل بالحد الاعلى. وهي تقوم بذلك باسم “التخطيط المركزي” والنتيجة هي اسعار مرتفعة جدا للاراضي والشقق. قوموا بتصفية السلطة وعرض كل الاراضي للبيع الحر، وعندها ستنخفض اسعار الشقق.

ولا يمكننا المرور عن سوق الحليب الذي هو أكثر تخطيط في العالم باستثناء كوريا الشمالية. هناك “مجلس الحليب” الذي يحدد سعر الحليب الخام حسب طريقة “تكلفة +”. لكل حظيرة توجد حصة انتاج تاريخية غير قابلة للتغيير. واذا أردت انشاء حظيرة في اسرائيل فستظل في طور الرغبة. من اجل منع منافسة من الخارج يفرضون جمارك كبيرة جدا على استيراد منتوجات الحليب. والنتيجة هي اسعار حليب وأجبان ولبن اعلى بـ 30 في المئة من الاسعار في اوروبا والولايات المتحدة. والجمهور يشرب ويدفع.

نحن نعيش في دولة فيها كلمة سوق حرة كلمة مهينة والمبادرة هي شتيمة. دولة تحب التخطيط المركزي على نمط الاتحاد السوفييتي. صديقي عالم الاجتماع غير مستعد لفهم العلاقة بين فائض التخطيط والسيطرة المركزية وبين التشويه والنقص والاسعار المرتفعة جدا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى