نجاح مناورات التنسيق بين منظومات الاعتراض الإسرائيلية والأمريكية في إسرائيل وتركيا
مجلة دبكا نت الإسرائيلية يوم الجمعة 10/2/ 2012.
ترجمة: مركز الناطور للدراسات والأبحاث
إحدى المناورات العسكرية الهامة للغاية توطئة للحرب ضد إيران واحتمال اندلاع حرب إقليمية في الشرق الأوسط جرت يوم الجمعة 10 فبراير من قبل الولايات المتحدة وإسرائيل وهذا هو الحدث العسكري الرابع الذي يحدث هذا الأسبوع مرتبط بالاستعداد للحرب الوشيكة حيث أن الولايات المتحدة ومجموعة من الدول الغربية تجري على الساحل الشرقي للولايات المتحدة مناورات إنزال ضخمة تعرف بالتمساح المقدام 2012 والتي تحاكي حربا في الخليج، كما أن الولايات المتحدة تسير جسرا جويا من فوق سيناء إلى الخليج.
الجيش الإيراني يتأهب في جنوب ووسط البلاد في إطار مناورات عسكرية يجريها وجيش الدفاع ينهي بسرعة تأهيل قيادة العمق وهي القيادة المسؤولة الآن عن رأس الرمح الهجومي للوحدات الخاصة في الجيش الإسرائيلي في عمق الأراضي الإيرانية والسورية وحزب الله.
في مناورات يوم الجمعة جرت بنجاح تجربة التنسيق بين منظومات الصواريخ الاعتراضية الأمريكية من نوع Aegis التي تشكل العمود الفقري في منظومات صواريخ الاعتراض الأمريكية في البحر الأحمر والبحر المتوسط والخليج ومنظومة الاعتراض حيتس4 ومحطات رادار أمريكية متقدمة من نوع AN/TPY-2 التي تتموضع إحداها في جبل قيرن بالنقب الإسرائيلي في مواجهة الحدود الإسرائيلية المصرية والثانية في القاعدة الجوية التركية في كوريسك في جنوب شرق تركيا. محطتا الرادار الأمريكية عملتا ولأول مرة بالتنسيق الذي وصف بأنه كان متكاملا بشكل مثير مع منظومة الرادار والكشف الجديدة في منظومة صواريخ حيتس (EL/M-2080 Super Green Pine radar)
طائرة F15 تابعة لسلاح الجو أطلقت على سبيل التجربة صاروخ على الهدف من نوع أنكور في منطقة شرقي البحر المتوسط باتجاه إسرائيل، وعندنا كان الصاروخ ينطلق من الشرق إلى الغرب أي من نفس الاتجاه التي ستصل منه الصواريخ التي ستطلق من إيران وسوريا ضد إسرائيل فإن ثلاث منظومات للرصد اثنتان أمريكيتين والثالثة إسرائيلية اكتشفت الصاروخ الذي أطلق ولاحقته، الصاروخ سقط وانفجر في نهاية الأمر في مياه البحر المتوسط.
الولايات المتحدة وإسرائيل لم تعلنا أية تفاصيل عملياتية حول التجربة فيما عدا الإعلان عن إجرائها ونجاحها.
كما لم يشر إلى أي من وسائل الرادار الثلاثة المتقدمة اكتشف الصاروخ أولا وهل منظومات الرادار الثلاثة اكتشفت الإطلاق معا وكيف تمت بعد عملية الاكتشاف عملية نقل المعلومات والصد المشترك الإسرائيلي الأمريكي للصاروخ؟
نجاح التجربة جعل من المنظومة الأمريكية للدفاع ضد الصواريخ في الشرق الأوسط عملياتية.
مصادرنا العسكرية في واشنطن تشير إلى التجربة انطلقت بعد أن وصل وزير الخارجية التركي أحمد داوود أوغلو يوم الخميس 09 فبراير إلى واشنطن من أجل مناقشة الوضع في سوريا وأبلغ الأمريكان أن أنقرة لم تعد تعارض مشاركة محطة الرادار الأمريكية التي تعمل من القاعدة الجوية التركية في كورسيك في المناورات العسكرية الأمريكية والإسرائيلية الموجهة ضد إيران وسوريا.
هذا البيان من جانب أوغلو كان ضروريا ليس فقط من أجل إجراء المناورات العسكرية وإنما من أجل نجاح مهمة وزير الخارجية التركي في واشنطن، هدف زيارة أوغلو هيو الحصول على اتفاق أمريكي لعمل عسكري تركي عربي في سوريا يتم تحت ستار كونها عملية إنسانية.
ومن أجل الحصول على اتفاق أمريكي على مثل هذه الخطوة وافق طيب أردوغان على أن يظهر لواشنطن بأنه يلتقي معها حول موضوع ماهية العلاقات العسكرية بين تركيا وإسرائيل وهو الموضوع الذي كانت واشنطن تمارس الضغط على تركيا من أجله منذ فترة طويلة.
ومنذ يوم 30 يناير الماضي أشارت مصادرنا أن مسؤولا أمريكيا رفيع المستوى زار إسرائيل ونفى بشدة تصريحات الأتراك عن شكل عملية محطة الرادار الأمريكية التي تعمل في القاعدة الجوية وعن علاقاتها بالصواريخ الإيرانية.
وبينما حاولت تركيا أن تعرض الأمور وكأن محطة الرادار في كورسيك ليست موجهة ضد الصواريخ الإيرانية وأن أية معلومات سيتم جمعها لن تنقل إلى جهات عسكرية تعمل في إسرائيل حتى ولو كانت أمريكية، فإن المسؤول الأمريكي قال إن محطة الرادار في تركيا تستخدم فقط من قبل طاقم أمريكي مثلما تعمل أيضا في إسرائيل وقال نحن الأمريكان نسيطر على المعلومات ونوصلها مع المعلومات التي نتلقاها من محطات الرادار الأخرى في المنطقة بهدف الحصول على صورة واضحة للمنظومة الدفاعية المضادة للصواريخ.
بعبارة أخرى محطة الرادار الأمريكية في تركيا ستنقل معلومات إلى محطة الرادار الأمريكية الموجودة في إسرائيل و العكس.
في يوم الجمعة 10 فبراير عملت المحطتان ولأول مرة بالتنسيق مع منظومة الرصد والاعتراض الإسرائيلية.