أقلام وأراء

نبيل عمرو يكتب  – عن القرار الإسرائيلي الجديد …

نبيل عمرو *- 26/10/2021

حكاية الموقف الاسرائيلي من المنظمات غير الحكومية الفلسطينية، ينبغي ان لا ينظر اليه على انه مجرد خروج عن الاتفاقات المبرمة بيننا وبين اسرائيل، ولا حتى كإجراء احتلالي عادي، انه تعميق للسيطرة الاسرائيلية على الحياة الفلسطينية من كل جوانبها ، ولقد سبق ذلك سيطرة حتى على ما يكتب في مواقع التواصل الاجتماعي وجرت مسائلات لمن كتبوا او غردوا بلغت حد الاعتقال.

اذا نحن حيال مخطط اسرائيلي مدروس لسيطرة طويلة الامد تكون اكثر فداحة واذى من الاحتلال وحتى من الاستيطان، والملفت للنظر كيفية التعامل الامريكي مع هذا السلوك الفظ من جانب الاحتلال اي من جانب الحكومة التي تعتبرها امريكا الافضل.

امريكا قالت انه لم يجري التنسيق معها في الامر ولم تبلغ بالقرار الاسرائيلي قبل اصداره ، الا ان الاسرائيليين كذبوا هذه الرواية الامريكية حين قالوا انهم ابلغو اكثر من جهة رسمية امريكية بقر ارهم وانهم ارسلو تقارير استخبارية زعمت اسرائيل من خلالها ان المنظمات التي صنفت ارهابية هي تابعة للجبهة الشعبية وربما لفقت في هذه التقارير وقائع تمهد لقرار تعسفي كالذي اتخذ.

ان الموقف الامريكي عذر اقبح من ذنب فسواء جرى النقاش مسبقا ام لم يجري فهل هذا يبرر موقف امريكا المتراخي من قضية فيها من حقوق الانسان اكثر بكثير مما فيها من السياسية.

بالامس اعلن عن بناء مستوطنات جديدة وقالت امريكا انها تنظر للامر على انه اجراء من جانب واحد وعلى الطرفين الفلسطيني والاسرائيلي عدم القيام بمثله.

في زمن سابق كانت المستوطنات غير شرعية وفق اللغة الامريكية وبعدها بقليل صارت معوقة لعملية السلام وبعدها بقليل صارت تصرفا احادي الجانب اي مجرد اجراء يتساوى فيه النقد بين الاسرائيليين والفلسطينيين وكأن الفلسطينيين قرروا اقامة مستوطنة في حيفا.

نحن نواجه ليس احتلالا واستيطانا فقط وانما استحواذا لسيطرة طويلة الامد على كل جانب من جوانب حياتنا وحقوقنا .

المناشدة وخصوصا لامريكا لم تعد تأتي بنتيجة وكذلك الامر فيما يتصل بغيرها ، علينا كفلسطينيين ان ندرك بأن ما نتعرض له هو الاخطر منذ بداية القضية الفلسطينية وهذا يتطلب فهما مختلفا لما يجري وسياسة مختلفة كذلك وعملا مختلفا عن كل ما يعمل..

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى