أقلام وأراء

نبيل عمرو يكتب – اشتعال يستعجل وصول “العمادي نويل”!

بقلم  نبيل عمرو *- 14/1/2021

مائة الف عائلة تنتظر مائة دولار لكل منها، هي المنحة القطرية التي وان كانت إنسانية في مظهرها الا انها سياسية في جوهرها.

لم يحدث ان وصلت المنحة القطرية الى مستحقيها دون حواجز إسرائيلية يعرفها الرجل الأكثر شهرة في قطاع غزة السفير العمادي، الذي عانت حقيبته الامرين وهي في طريقها الى غزة منذ اول رحلة الى آخر رحلة، وذلك في مسعى إسرائيلي مواظب لتحصيل جمرك سياسي جراء السماح بمرورها بدءا من اطلاق سراح الرفات المحتجزة والأسرى الاحياء مرورا وحتى انتهاء بأشياء أخرى تمتلئ بها جعبة المساومات الإسرائيلية.

مع اقلاع طائرة السفير العمادي من الدوحة تبدأ فصائل غزة بزعامة حماس في تسخين احتياطي للجبهة، اما بتجربة أسلحة عبر اطلاقها الى البحر كرسالة تقول ان الصواريخ ليست عندكم فقط ولا عند حزب الله وحده، واما وبترافق مع صواريخ البحر عودة تدريجية للبالونات الانذارية منها والمتفجرة. وبعد محادثات غير مضنية يُسمح للسفير العمادي وحقيبته بالمرور ليحظى المستفيدون من المنحة بهدية بابا نويل القطري، وفي حال غزة فإن الهدية القطرية ليست مجرد هدية مُناسبة بل صارت من مقومات الحياة لدى قطاع عريض من قطاعات أهلنا المحاصرين في غزة.

إسرائيل وينبغي عدم الاستغراب من تسييسها لحقيبة العمادي، فهي الخصم الذي يتوقع منه ان يفعل كل ما باستطاعته لإلحاق الأذى بخصمه الا ان الذي يحتاج الى تفكير جديد وجدي لاخراج غزة من حالة انتظار الحقيبة الى حالة افضل وارقى هي حركة حماس حاكمة غزة وقائدة التسخين المتواتر مع إسرائيل والمفاوض الدائم عبر الوسطاء لتخفيف الحصار واستحضار الحقيبة واحيانا السولار، وغيره من مقومات الحد الأدنى للحياة العادية ذلك دون نسيان الأعباء المستجدة لكورونا المستجدة من علاج مكلف للمصابين بها الى نفقات إضافية للوقاية منها مع استذكار ان القطاع الصحي في غزة قبل الكورونا لم يكن على ما يرام فما بالك الان.

حماس حمّلت نفسها الى جانب أعباء خيار المقاومة المسلحة أعباء حكم غزة، وبصرف النظر عن منطقية وضع حماس وخياراتها الا أن ما بات ملحا هو حتمية الخروج من هذا الوضع امام استحالة التوفيق بين الخيارات المكلفة وبين سد حاجات الناس بحدودها الدنيا.

المخرج الوحيد من هذه الحالة التي طال عمر بؤسها وشقائها هو اندماج غزة وأهلها الكامل بالحالة الفلسطينية القائمة على وحدة الشعب والوطن، وفي حالنا يصلح القول “الحمل اذا تفرق انشال” وحتى المجال الحيوي لحماس في غزة ولفتح في الضفة والذي نسميه تجاوزا بالتحالف، صار يرى ان المخرج الوحيد هو هذا. وما تشجيع مصر وتركيا وروسيا وقطر لحماس بالدخول للانتخابات العامة الا تعبيرا واضحا عن مبدأ أجمع عليه هؤلاء… ان وحدتكم هي المخرج وهي الاسلم لنا ولكم قبل ان تخسروا كل شيء فيما هو قادم من تطورات.

وعلى أهمية الانتخابات الا انها تظل وسيلة هامة لتحقيق الهدف الأهم وهو وحدة الشعب والوطن، وفي حال فوز الجميع بإنجاز انتخابات تنتج مؤسسات تمثل الكل الفلسطيني فإن جميع التشكيلات المتصارعة ستجد نفسها في وضع افضل بكثير وسيكون حضورها في وطن واحد وبين شعب واحد ونظام سياسي واحد وحركة وطنية واحدة أفضل الف مرة من حضورها تحت عار الانقسام وانتظار الهبات والمكارم ففلسطين الواحدة الموحدة ستحوز كلها على دعم الأصدقاء والأشقاء وأول ما تحوزه هو الاحترام والجدارة بالتبني والدعم.

*كاتب وسياسي فلسطيني.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى