ترجمات عبرية

نافا درومي / هذه المرة يجب الاصغاء لليسار – يفضل حماس

هآرتس – بقلم نافا درومي  – 26/8/2018

ازاء الانتقاد الذي يوجهه اليمين للتسوية بين حكومة نتنياهو وحماس – واقتراب الموعد الذي نحتفل فيه بمرور 25 سنة على اتفاق اوسلو – يجدر أن نتذكر أن دولة فلسطينية ليست كما يبدو هي وصفة موصى بها لحياة هادئة وآمنة. بالتحديد بسبب ذلك يجدر أن نوقف للحظة تيار الانتقادات من اليمين ونسأل: ربما مع كل ذلك هناك حكمة في تسوية مع حماس، أو مع أي منظمة ارهابية رسمية اخرى في غزة، لأن البديل اسوأ من ذلك – منظمة ارهابية غير رسمية، هي السلطة الفلسطينية؟ صحيح أن الرغبة الطبيعية والصحية هي انهيار حماس الى درجة تفكيكها الكامل، لكن ربما هذه المرة يجدر الاصغاء لليسار.

اجل، لقد اخطأنا ومنحناهم اعترافا، لكن يجدر الامتناع عن تكرار ذلك. رغم ان الامر يتعلق بكيان ارهابي، السلطة الفلسطينية، الذين احضرنا آباءها ومؤسسوها الى ارض اسرائيل، تعتبر شرعية في نظر اجزاء من الجمهور في هذه البلاد وفي العالم. لقد عودونا على التفكير بأنه اذا سقطت حماس فستحل محلها منظمة ارهابية اخرى من بين تلك الموجودة في غزة. هذه من السهل تسويقها كخطيرة. لقد نسينا المنظمة التي تعمل من رام الله. وربما هي الاكثر اشكالية. وليس بسبب قضية الارهاب والعنف – حيث انه هناك ليس بالامكان مفاجأتنا.  الخطر يكمن بالضبط في جهة اخرى. حيث أنه اذا كانت السلطة الفلسطينية هي الجهة المسيطرة في غزة، فان الضغط السياسي على اسرائيل للتوصل الى تسوية سيزداد.

ليس هناك اليوم سياسي اوروبي، امريكي أو اسرائيلي، عاقل بالطبع، سيوافق على أن يلتقط صورة مع زعيم حماس اسماعيل هنية أو يحيى السنوار. في المقابل، الكثيرين سبق لهم والتقطوا الصور وعانقوا محمود عباس وسلفه ياسر عرفات. الاثنان نجحا في ترسيخ انفسهما كرئيسين شرعيين يقفان على رأس جسم شرعي. هما لم يكونا لينجحا في ذلك لولا مساعدة اسرائيل، حيث أنه ليس فقط سلاح واراضي اعطوهما، بل ايضا اعترافا بوجودهم وبناء على ذلك ايضا بمطالبهم لاقامة دولة فلسطينية على حساب الدولة اليهودية.

وبعد نجاحنا بعد بذل الكثير من العرق والدموع وبالاساس الدماء في تجاوز عقبة اوسلو، التي اقمناها، علينا التطلع للمحافظة على ذلك. على الاقل الى حين صعود قيادة معتدلة، تسعى الى السلام، هذا اذا كان هناك قيادة كهذه. حتى ذلك الحين فان الامر الصحيح الذي يجب القيام به هو أن نتحمل حماس أو أي منظمة ارهابية رسمية اخرى في قطاع غزة.

هذا لا يعني أنه يجب أن نسمح لهم بكل ما يخطر ببالهم. السلوك الاسرائيلي ازاء ارهاب الطائرات الورقية وحرق الحقول كان محرجا. ليس واضحا كيف أن اسرائيل التي يقف على رأسها “الائتلاف الاكثر يمينية الذي كان في يوم من الايام”، تسعى الى تسويات هذيانية. ولا تطبق خيار العقوبات من اجل اطلاق سراح جثث جنودنا، وتظهر عجز كامل طوال اشهر الى درجة المس بقدرة ردعها. على الطريق الواصل بين استخذاء كامل وسحق نهائي هناك مع ذلك عدة مراحل.

الطموح يجب أن يكون هو المس بحماس بصورة شديدة، ردعها وابقائها تنضج على نار هادئة. ومن اليمين الذي ضرب من كل الاتجاهات يتوقع أن ينظر الى الامام وأن يخطط لخطوات ويفكر خارج الصندوق. سيكون من الصعب اكثر العودة الى غوش قطيف عندما تكون السلطة الفلسطينية هناك.

ولكن حتى اذا حدث غير الممكن وسيطرت السلطة الفلسطينية “المعتدلة” على غزة – فلن نفقد الأمل بعد. لأن ما يربط الفلسطينيين دائما هو كراهية اسرائيل. هم لن ينجحوا في التغلب على الرغبة في تدميرنا. هم سيقيمون المزيد من منظمات الارهاب، وسيتصارعون فيما بينهم وسيدمرون دولتهم، اذا كان هناك دولة رغم كل شيء. اذا، هيا لا ندمر أنفسنا. يجدر التفكير – ربما يفضل حماس.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى