ترجمات عبرية

ناحوم برنياع – العبء على كوخافي

يديعوت – بقلم  ناحوم برنياع – 16/1/2019

رئاسة الاركان هي المنصب الاكثر رغبة في خدمة الدولة. ففيه خليط مميز من القوة، المسؤولية، المساحة لاتخاذ القرارات، الطاعة من جانب المرؤوسين والمحبة من جانب المواطنين، دون صلة بارائهم السياسية. وقد درجت على أن اكرر على مسمع كل رئيس اركان جديد القول ان “صورتك ستعلق في  آلاف  المحلات في اسرائيل عشية يوم الاستقلال. هذا مدح، هذا تحذير: المسؤولية جسيمة.

ان الانفعال الذي رافق انتهاء مهام آيزنكوت وتعيين كوخافي يدل كم هو الاعلام، وبعده الجمهور، عطش للنزعة الرسمية، للنظافة، لضبط النفس، لوعي الخدمة. كل ما لا يحصلون عليه في هذه اللحظة من الساحة السياسية.

وفقا للقانون، فان رئيس الاركان ليس قائد الجيش، بل الحكومة هي القائد. ولكن بتعابير عملية فان رئيس الاركان هو القائد. غادي آيزنكوت قال لي انه حين انتقل من منصب النائب الى منصب رئيس الاركان – المكتبان يتشاركان في ذات الطابق في مبنى هيئة الاكان – شعر جيدا بالفرق. فحين تكون نائبا يكون دوما أحد ما فوقك، اما عندما تكون رئيس اركان فلا يوجد احد غيرك. صحيح انه يوجد وزير دفاع ورئيس وزراء وكابنت، ولكن في النظام الاسرائيلي الكلمة الاولى، وفي احيان قريبة ايضا الكلمة الاخيرة، هي كلمة الجيش.

أعرف كوخافي منذ كان قائد كتيبة المظليين 101. التقيته في عمق الجبهة الشرقية في لبنان، في القتال ضد الارهاب في مدن الضفة، قبل وفي اثناء السور الواقي، في فرقة غزة، في قيادة الشمال، في شعبة الاستخبارات وفي خدمته كنائب رئيس الاركان. هو ضابط استثنائي، مزيج من الجسارة وقدرة القرار للمقاتل مع رؤية واسعة، استراتيجية، لباحث اكاديمي. في كل منصب تولاه بادر الى تغيير ما ونفذه. لديه وعي ذاتي ودعابة حادة. هو رأس كبير. مثل سلفه، كوخافي يضع المواجهة مع ايران وفروعها في رأس سلم الاولويات. السياسة التي كان آيزنكوت وكوخافي يتشاركان فيها، والكابنت انضم، قالت: ايران لا تريد الحرب في هذه اللحظة. ولا حزب الله ايضا. السبيل الى منع الحرب في المستقبل هو أن يشرع الجيش الاسرائيلي في اعمال مبادر اليها في سوريا وحيال لبنان، اعمال على شفا الهوة. التصعيد من شأنه ان يؤدي الى حرب: هذه مخاطرة الجيش الاسرائيلي مستعد لاخذها.

لقد حققت هذه الخطوة النجاح حتى اليوم، ولكن لا توجد ضمانة الا تتدحرج الى حرب في سياق الطريق. لا ضمانة ايضا في ألا تتدحرج الاحداث في غزة الى معركة بحجم كامل. في الجبهتين ستنكشف الجبهة الاسرائيلية الداخلية الى وابل من الصواريخ. هذه لن تكون نزهة في حديقة.

مثل كل رئيس اركان، سيصطدم كوخافي ايضا بالساحة السياسية. سألت ذات مرة رئيس الاركان أمنون ليبكن شاحك لماذا وجهه مقفهر. فاجاب: “هذا منوط اذا كنت اسافر يسارا ام يمينا”. شاحك كان يسكن في رعوت. حين توجه في طريق 443 يمينا الى القدس، لجلسة الحكومة، كان مستاءا.  وحين توجه يسارا  سافر الى هيئة الاركان في تل أبيب.

لكوخافي يوجد تفوق كبير: فهو غير ملزم بتعيينه لاحد. وهو ليس في اللعبة السياسية. ولكن اللعبة السياسية ستفعل كثيرا كي تجره اليها. لقد قلبت السياسة وجهها: اليمين، وليس اليسار، هو المنتقد الاكبر للجيش. في الطرف، على تلال يهودا والسامرة، فتيان يرشقون الحجارة على جنود الجيش الاسرائيلي وحاخاموه يحرضون ضد قادتهم. في قمة احزاب اليمين، من الليكود وحتى ليبرمان وبينيت والبيت اليهودي، يركل الاسياسيون الجيش وقادته حين يستحقون وحين لا يستحقون. هذا يحصل ايضا في دول اخرى، في امريكا ترامب وتركيا اردوغان. اليمين الشعبوي يتحدى القيم القديمة. فهو يرى في الجيش المهني، الرسمي، الملجوم، عائقا في الطريق الى الثورة. الجيش هو حارس الاسوار التي يسعى لان يدمرها. ثقافة الشبكات الاجتماعية تساهم بدورها. وكوخافي يعرف مع من ومع ماذا يتصدى. فقد رأى ما فعلوه لايزنكوت.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى