ترجمات أجنبية

ميدل إيست آي – كيف نجح الصهاينة المسيحيون في ادخال ممثلهم الى البيت الابيض

ميدل إيست آي – بقلم مورغان قوية – 2/1/2018
قسم الترجمة – 14/1/2018
بعد ارماجدون، سيتحول جميع اليهود والمسلمين والبوذيين والملحدين والهندوس الى المسيحية، وسيأتي المسيح لكي يقضي على المسيح الدجال واتباعه البرابرة الذي يشتملون على الروس، ولكي يشفي العالم من الخطايا؛ ولكن لكي يتم ذلك، ينبغي اولا ان يتجمع اليهود في اسرائيل، والا يكون بينهم اغيار ( من غير اليهود) لكي تتحقق النبوؤة. وهنا يأتي ارتباط الولايات المتحدة بهذه التصور الديني: وفقا للمسيحيين الصهاينة، الولايات المتحدة ستكون هي الاداة التي ستقوم بتحقيق ما جاء في الانجيل.
تمكن الصهاينة المسيحيون من تأمين حصولهم على نفوذ واسع في البيت الابيض من خلال نجاحهم في ادخال نائب الرئيس مايك بينس وآخرين من مؤيديه في قمة قيادة اقوى دولة في العالم.
عشرات الملايين من المواطنين الامريكيين المنتمين الى الحركة الانجيلية هم من اكثر المجموعات ترابطا في المجتمع الاميريكي، اكثرهم سخاء في تقديم التبرعات واكثرهم التزاما بالتصويت لصالح ممثليهم في الانتخابات.
في 18 يوليو الماضي، قام مايك بينس بالقاء الخطاب الرئيس في مؤتمر حركة “مسيحيون متحدون من اجل اسرائيل” Christians United for Israel، وهي اكبر تجمع مؤيد لاسرائيل في الولايات المتحدة، تضم ما يزيد عن ثلاثة ملايين عضو. في كلمته، اكد بينس عزم الادارة الاميريكية الالتزام بنقل السفارة الامريكية الى القدس. ويقول احد خبراء جامعة هارفارد ان مجيء بينس الى قيادة البيت الابيض يمثل تحولا ايديولوجيا جوهريا في سياسة الولايات المتحدة عموما وفي علاقاتها مع اسرائيل خصوصا. بينس هو ممثل حركة الانجيليين المعروفة بحركة المسيحيين الصهاينة الذين يؤمنون ان وجود دولة اسرائيل هو تحقيق لاحدى نبوؤات الانجيل، وان مصير الولايات المتحدة مرتبط بمصير اسرائيل. مايك بينس ليس الوحيد في طاقم البيت الابيض الذي ينتمي الى هذه الحركة ويؤمن بها، فثمة العديدين من مسؤولي البيت الابيض الذين ينتمون اليها، مثل المرشح الرئاسي السابق مايك هاكابي، الذي تعمل ابنته سارة هاكابي ساندرز ناطقة باسم البيت الابيض.
في الصيف الماضي، قالت صحيفة النيويورك تايمز ان مايك بينس قد بدأ يحضر نفسه لتولي الرئاسة كأول رئيس اميركي ينتمي الى المسيحيين الصهاينة. ومع ان بينس قد نفى ذلك، الا انه من الواضح ان الحركة الانجيلية تسعى الى ان تقوم الادارة الامريكية بتطبيق ما اتى في الانجيل كما يلي:
ما يؤمن به المنتمون الى الحركة الانجيلية هو ان بناء الهيكل الثالث مكان المسجد الاقصى والتمهيد للمعركة الاخيرة بين الخير والشر في سهل مجدو يمثل الشرط المسبق لعودة المسيح، وبالتالي، فان دعمهم لاسرائيل هو في سياق ايمانهم بارتباط مسألة تجميع اليهود في فلسطين وبناء الهيكل الثالث لتعجيل عودة المسيح. كما كان وعد بلفور تحقيقا لما كان الملك الانجليزي جيمس قد قاله في القرن السادس عشر من ان “نهاية الايام” ستحل في فلسطين، فان خطوات مثل نقل السفارة الى القدس والاعتراف بها عاصمة لاسرائيل تمثل بالنسبة للحركة التي يمثل مايك بينس وعد بلفور ثان.
يقدر عدد الامريكيين المنتمين الى حركة المسيحيين الصهاينة بحوالي عشرين مليون، وهم المجموعة الاكثر تشددا من ضمن حوالي اربعين مليون من الحركة الانجيلية في الولايات المتحدة الذي يشاركوهم بقدر ما في معتقداتهم. يقوم الانجليين والمسيحيين الصهاينة بتمويل عدد من النشاطات الهامة، مثل تمويل هجرات اليهود من روسيا واثيوبيا ودول اخرى، كما يشكلون مصدرا اساسيا لتمويل التوسع في بناء المستوطنات، تعبيرا عن ايمانهم باهمية توسيع دولة اسرائيل. في خطابه امام المؤتمر، قال بينس ان تسليم القدس الى الفلسطينيين هو بمثابة تسليم القدس الى حركة طالبان. واضاف انه، بعد معركة مجدو “أرماجيدون”، سيتحول جميع اليهود الى الدين المسيحي لكي يتجنبوا الاحتراق الى الابد في الجحيم. وضمن حذه الحركة المؤثرة في الولايات المتحدة، يعتبر المبشر جيري فالويل Jerry Falwel، وهو من كبار قادة حركة الانجيليين، من اهم المؤثرين على الرئيس ترامب في مواقفه المعادية للاسلام.
نشر هذا المقال تحت عنوان
“ How Christian Zionists got their Man into the White House”.
للكاتب Morgan Strong

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى