شوؤن دولية

ميدل إيست آي – قطع المساعدات الأمريكية عن الأونروا يشعل غضبًا عالميًا ضد ترامب

ميدل إيست آي * – 17/1/2018
أعلن مسؤول أمريكي يوم الثلاثاء أن الولايات المتحدة سوف تقطع 65 مليون دولار من المساعدات التي تقدمها لوكالة الأمم المتحدة التي تقدم الخدمات للاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، حيث يبدو أن إدارة ترامب نفذت تهديدها الذي أعلنته منذ أسبوعين بقطع المساعدات.
وبينما قال المسؤول الأمريكي إن القرار بتقديم 60 مليون دولار فقط سوف يحافظ على وجود المدارس وتقديم الخدمات الصحية، فقد قال في الوقت نفسه إن ترامب يطالب الدول الأخرى بتقديم المزيد من المساعدات لأنه يعتقد بأن واشنطن تدفع أكثر مما ينبغي.
انتقد مسؤول فلسطيني قرار واشنطن، بينما قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتريس إنه لا يدرك فعليًا حجم التغيير في المساعدات لكنه قلق بشأن هذا القطع في التمويل، أما المسؤول الأمريكي – الذي رفض ذكر اسمه – فقد قال إن وكالة الأونروا بحاجة أساسية لإعادة تقييم الطريقة التي تعمل بها وطريقة تمويلها.
وقال المسؤول الأمريكي: “من دون الأموال التي نقدمها اليوم سوف تتعرض الأونروا لخطر نفاد الأموال ثم الإغلاق، لكن المساعدات التي تقدمها الولايات المتحدة سوف تمنع حدوث ذلك في المستقبل القريب، وسوف نعيد النظر قريبًا في الـ65 مليون دولار التي ندفعها”.
كان ترامب قد كتب تغريدة أول يناير يتهم فيها الفلسطينيين بعدم احترام الولايات المتحدة رغم تلقيهم ملايين الدولارات من المساعدات من واشنطن.
دعت “إسرائيل” الولايات المتحدة لوقف تمويل الأونروا، وقال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الأسبوع الماضي إن هذه الوكالة يجب أن تختفي من الوجود، وفي هذا الصدد أصدرت حنان شعراوي بيانًا باسم اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية تتهم فيه البيت الأبيض باتباع تعليمات نتنياهو، وأضافت أن الإدارة الأمريكية تستهدف الفلسطينيين الضعفاء وتمنع اللاجئين من حقهم في التعليم والصحة والمأوى والحياة الكريمة.
ذكرت صحيفة هآرتس أن الوكالة سرّحت عشرات الموظفين في الضفة الغربية والقدس الشرقية وأكثر من 100 موظف في الأردن بسبب تأخر وخفض المساعدات الأمريكية.
أدان المجلس المركزي لمنظمة التحرير الفلسطينية تهديدات إدارة ترامب بقطع المساعدات عن الأونروا وقال إن واشنطن تحاول التخلي عن مسؤوليتها في أزمة اللاجئين الفلسطينيين التي ساعدت في خلقها عام 1948، فقد اضطر أكثر من 600 ألف فلسطيني إلى الخروج من منازلهم بالقوة قبل وفي أثناء عام 1948 من أجل إنشاء دولة الاحتلال الإسرائيلي.
قطع المساعدات عن الأونروا سوف يعرقل جهود حل الدولتين والاستقرار الإقليمي – الخارجية التركية
ينتشر الملايين من اللاجئين الفلسطينيين من الناجين عام 1948 وذريتهم في الضفة الغربية وقطاع غزة والعديد من الدول العربية المجاورة، وهم يعتمدون بشكل كبير على المساعدات التي تقدمها الأونروا في الرعاية الصحية والتعليم وغيرهم من ضروريات الحياة.
حذرّ المجلس النرويجي للاجئين الذي يقدم المساعدات للنازحين في كل أنحاء العالم، من تلك الخطوة التي اتخذتها الولايات المتحدة وقال بأن لها عواقب وخيمة على مئات الآلاف من اللاجئين الفلسطينيين الذي يعتمدون على خدمات الأونروا للبقاء على قيد الحياة.

وقال الأمين العام للمجلس النرويجي جان إيجلاند: “نأمل أن يتعاون الكونغرس مع الإدارة الأمريكية للتراجع عن تلك الخطوة التي تغذيها دوافع سياسية قبل أن ينتشر تأثيرها على الشرق الأوسط”.
وأضاف: “في الوقت نفسه نحن ندعو جميع الدول المانحة إلى الوقوف بجانب الأونروا واللاجئين الفلسطيين وتغطية هذا العجز الرهيب الذي خلفته الإدارة الأمريكية”، بينما كتبت كينيث روث – المدير التنفيذي لمنظمة هيومن رايتس ووتش – على تويتر أن الولايات المتحدة تضع الاحتياجات الإنسانية للأطفال الفلسطينيين رهينة لأجندته السياسية.
في الأمم المتحدة قال غوتريس للصحفيين: “الخدمات التي تقدمها الأونروا مهمة للغاية ليس فقط من أجل رفاهية هؤلاء اللاجئين، لكنها في رأيي وفي رأي العديد من المراقبين الدوليين ومن بينهم إسرائيليين، ضرورية من أجل استمرار حالة الاستقرار”.
أما وزارة الخارجية التركية فقد قالت أن قطع المساعدات عن الأونروا سيعرقل جهود حل الدولتين والاستقرار الإقليمي، وأضافت أن أنقرة ستعزز من مساهماتها التي تقدمها للوكالة.
المصدر ميدل إيست آي – تقارير ينشرها موقع ميدل إيست آي البريطاني
ترجمة وتحرير: نون بوست

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى