ترجمات عبرية

ميخائيل بار زوهر / فقط مبادرة تشمل الضم ستنجح

هآرتس – بقلم  ميخائيل بار زوهر  – 30/5/2018

هل حل سياسي متفق عليه بين اسرائيل والفلسطينيين لا يبدو في الافق. الكثيرون يتحدثون عن “حلم الدولتين”، لكن لا يبدو أن تحقيقه قريب. رئيس الولايات المتحدة دونالد ترامب ينوي أن يعرض قريبا خطة سلام خاصة به، لكن مشكوك فيه أن تحل المتاهة بيننا وبين الفلسطينيين. الفجوة بين مواقف اسرائيل ومواقف الفلسطينيين كبيرة ولا يبدو أن أي حكومة اسرائيلية، حتى حكومة يسار – وسط، ستنجح في جسرها. الاستنتاج المطلوب هو اذا لم نفعل أي شيء ونحافظ على الوضع الراهن فستنتظرنا سنوات كثيرة جدا خلالها سنواصل السيطرة على شعب آخر، وتحمل المعاناة من العمليات والوقوف امام طريق مسدود في علاقاتنا مع العالم العربي. الوضع السياسي الامني والواقع السياسي السائد في اسرائيل اليوم من شأنها أيضا أن تقودنا الى الكارثة التي تسمى “دولة واحدة”.

الطريقة الوحيدة التي يمكن من خلالها وضع حد لهذا الوضع هي عن طريق عملية ناجعة مبادر اليها، تقود الى حل نقرر نحن فيه حدود اسرائيل ونتحرر من السيطرة على الفلسطينيين – حتى لو كان في المرحلة الاولى لن نصل الى سلام. الخطة السياسية الامنية التي خطوطها العامة مرسومة أدناه تختلف في بنودها عن الخطط التي نشرت حتى الآن:

علينا أن نحدد فترة من سنة ونصف حتى سنتين على الاكثر خلالها نحاول التوصل الى سلام عن طريق خطة ترامب أو أي خطة اخرى. اذا لم يحدث تقدم جوهري في هذه الفترة نقوم باتخاذ مبادرة مستقلة:

نقرر استنادا الى اتفاق وطني واسع ما هي المناطق التي قررنا نهائيا أن تبقى في دولة اسرائيل – ومنها الكتل الاستيطانية الكبرى، غوش عصيون، غور الاردن وما اشبه، ونرسم فعليا حدود جديدة، تكون هي حدود دولة اسرائيل ويتم الدفاع عنها عن طريق سور أو جدار.

المنطقة المتبقية التي توجد فيها الاغلبية العظمى من السكان الفلسطينيين، يتم نقلها الى أيدي الفلسطينيين وهم يستطيعون الاعلان عن دولة، أو الانضمام الى الاردن، أو اقامة فيدرالية معه، أو اقامة أي صورة اخرى لنظام الحكم.

اسرائيل ستبذل كل ما في استطاعتها لاخلاء المستوطنات المعزولة التي ستبقى في المناطق التي ستعطى للفلسطينيين. حسب استطلاعات اجريت حتى الآن، الاغلبية الحاسمة – 70 في المئة من المستوطنين في هذه المناطق – سيكونون مستعدين للاخلاء في اطار خطة اخلاء – تعويض، وعلينا الافتراض أنه ايضا سيتم ايجاد حل مرضي.

قوات الجيش الاسرائيلي ستظل في المناطق الفلسطينية لهدف واضح وحيد وهو توفير الامن لدولة اسرائيل ومنع هجمات عليها بواسطة صواريخ، مخربين أو أي وسائل اخرى. قوات الجيش الاسرائيلي لن تقوم بأي دور آخر ولن تتدخل في حياة الفلسطينيين. لوجود القوات هناك لن يحدد موعد نهاية، إلا اذا توصلنا الى اتفاق سلام كامل أو تسوية اخرى مع الفلسطينيين تتضمن نزع كامل للسلاح في المناطق الموجودة في أيديهم.

اسرائيل ستعمل بقدر ما تستطيع من اجل تجنيد دعم دولي واسع لتخصيص موارد لغايات التطوير الاقتصادي والانساني للمناطق الفلسطينية.

اسرائيل ستبدأ حملة لشرح خطواتها، تشمل مباحثات مع الولايات المتحدة ومع اصدقائها الاوروبيين وفي اماكن اخرى ومع الدول العربية المعتدلة، التي تقيم معها علاقات رسمية وغير رسمية.

هذا الحل سيوفر لاسرائيل حدود دائمة، ويمكن من انهاء سيطرتها على شعب آخر والحفاظ على أمن الدولة.

ليس هناك شك أن الضم، حتى لو كان جزئيا، سيثير انتقاد كبير في العالم، لكن ايضا ابقاء الوضع الراهن يثير انتقادات واسعة، بدون أن يكون فيه أي حل. ليس الانتقاد الدولي هو الذي سيمنعنا من تشكيل خصائص دولة اسرائيل – الحدود، الوضع الديمغرافي والامن.

ايضا في الوضع الجديد لن ننهي جهودنا من اجل تحقيق السلام مع جيراننا، لكن حجر الرحى المتمثل بالسيطرة على ملايين الفلسطينيين سيلقى عن كاهلنا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى