ترجمات عبرية

موقع والاه العبري الاخباري – حماس اختارت أن تصبر لتطبق مخططها الأكبر

موقع والاه العبري الاخباري – بقلم د. عيدو زلكوفيتش – 2/11/2017
الهدوء المحافظ عليه الآن حول قطاع غزة، في أعقاب تفجير النفق التابع لحركة الجهاد الإسلامي، يواري الكثير من التوترات التي قد تطفو فيما بعد على وجه الأرض. قصف النفق جبى ثمنًا دمويًا باهظًا من التنظيمات “الإرهابية”.
علنية العملية الاسرائيلية وعظم ضررها أوجدت توقعًا لدى أنصار حماس والجهاد الإسلامي بردة فعل عنيفة، لكن حماس تعلم أن هذا الوقت ليس مناسبًا للانتقام بالقيام بخطوات من شأنها ان تؤدي إلى التصعيد؛ إذ أن هذا بالفعل أحد الأوقات المعقدة والحساسة من الناحية السياسية في المجتمع الفلسطيني.
من حيث التوقيت فإن تفجير النفق – الذي يستخدم كجزء من ترسانة سلاح التنظيمات “الإرهابية” الاستراتيجي – أعد تمامًا ليوافق نقل الصلاحيات المدنية في قطاع غزة من يد حماس إلى السلطة الفلسطينية، تواجد مسؤولي السلطة الذين يعملون أمام أعضاء حماس في المنطقة أدى إلى استيعاب الحدث على المدى الزمني القريب.
القضية المركزية التي يسعى فيها الآن السياسيون والبيروقراطيون الفلسطينيون هي نقل صلاحيات الحكم في المعابر الحدودية كرم أبو سالم وإيرز في الجانب الإسرائيلي، بالإضافة لمعبر رفح في الجانب المصري؛ هذه المعابر تستخدم كأنبوب أكسجين قطاع غزة. فتح المعابر الحدودية أمام حركة الأفراد والبضائع بنى آمالًا عريضة لدى الجمهور الغزي بتغيير الواقع البائس الذي يحياه. حماس دخلت عملية المصالحة أمام قيادة السلطة بعد أن فهمت خطورة الأزمة الانسانية التي يعيشها القطاع.
قيادة حماس تنازلت عن موقعها كحاكمة وحيدة، بهدف خفض مستوى العقوبات التي فرضت عليها وأضرت كثيرا بنسيج حياة المواطنين في قطاع غزة؛ بهذه الخطوة تريد حماس ان تبني صورتها من جديد قبيل الانتخابات القادمة لتبدو كحركة راشدة ومسؤولة وضعت حدًا للانقسام الفلسطيني الداخلي من خلال التضحية بمكانتها. مصر كانت هي التي مدت يدها لحماس وساعدتها لتنقذ نفسها من الطريق المسدود الذي آلت إليه، التواجد المصري في عملية المصالحة الفلسطينية له أهمية كبرى، برزت في الحفاظ الحالي على الهدوء، بعد المساس بمسؤولي الجهاد في النفق. التواجد المصري يساعد في استخدام روافع الضغط على حماس ولجم تحركها العسكري.
مصر اليوم لا تقوم بدور الوساطة فحسب، مصر موجودة ماديًا في قطاع غزة، فضباط المخابرات المصرية يرافقون عملية المصالحة الفلسطينية عن قرب، ويحاولون ضمان قطع علاقات حماس أيضًا بالتنظيمات السلفية التي تعمل ضد أهداف مصرية في شبه جزيرة سيناء.
رغم إعلانات الثكل التي تنشرها الأجنحة العسكرية التابعة للجهاد الإسلامي وحماس، تحت عنوان “وحدة الدم والسلاح”؛ إلا أن حقيقة كون النفق جزءًا من مشروع عسكري يخص الجهاد يسمح لحماس باستيعاب الحدث، لكن في المرحلة الحالية.
الجهاد الإسلامي المدعوم اقتصاديًا من قبل إيران يعتبره المصريون جهة معادية من شأنها ان تدهور الأوضاع إلى التصعيد. اختبار استيعاب الجهاد الاسلامي من قبل حماس يعتبر من منظور مصري اختبارًا لإثبات نواياهم وقدراتهم على فرض سياسة تخلق هدوءًا إقليميًا، وإن كان مؤقتًا، الجهاد الإسلامي الذي يتصرف أحيانًا بشكل يتحدى فيه حماس يفهم ذلك، ويختار الآن ان يحافظ على الهدوء المتوتر.
التاريخ الإقليمي يعلمنا ان الحسابات الخاطئة أحيانًا تقود إلى التصعيد، وصولًا إلى تدهور الأوضاع إلى الحرب بين إسرائيل والتنظيمات “الإرهابية” شبه الرسمية مثل حماس وحزب الله. من وجهة نظر إسرائيل يبدو ان اختيار هدف لمهاجمته ونافذة الفرص التي فتحت أمامها كانت مناسبة.
في الوقت الحالي ما تزال حماس مردوعة وغير مستعجلة على تآكل قدراتها العسكرية، حماس ضعيفة من الناحية السياسية والاقتصادية، تخوض حرب أدمغة سياسية مع السلطة الفلسطينية وتوجه معظم مواردها لشراء ثقة الشعب الفلسطيني مجددًا.
خطة عمل قيادة حماس لا تسمح لها الآن بالانجرار إلى مغامرة عسكرية. من خلال إيجاد عملية المصالحة المعقدة التي يتوقع ان يعترضها الكثير من العقبات تتطلع حماس لأن تدخل إلى قلب البناء السياسي لمنظمة التحرير الفلسطينية، ومن هناك القيام بعملية سيطرة تصبح حماس مع انتهائها الهيئة السياسية الرائدة والنافذة في الحركة الوطنية الفلسطينية.
إذا كان الأمر كذلك فإن الحوار الفلسطيني بين فتح وحماس المرفق بالرعاية والاشراف المصري له تأثير مخفف على خطوط تحركات حماس؛ هذا الحوار يوفر لدولة إسرائيل أيضًا مساحة سياسية وعسكرية أوسع للمناورة.
أطلس للدراسات

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى