موقع خبير عربي العبري – حرب إسرائيل السرية ضد حماس
ترجمة خاصة عن موقع خبير عربي العبري – بقلم يوني بن مناحم – 31/1/2018
المصالحة الإيرانية مع القيادة الجديدة لحماس أدى إلى تجديد الحرب الإسرائيلية السرية ضد الجناح العسكري لحركة حماس من أجل منع الهجمات الإرهابية.
ووفقا لمصادر حماس، زادت إسرائيل من استخدام المتعاونين المحليين لمنع عملاءها من الوقوع في الأسر.
وقد اجتمع وفد من حركة حماس برئاسة عضو المكتب السياسي عزت الرشق في 30 يناير / كانون الثاني في لبنان مع الجنرال عماد عثمان رئيس جهاز الأمن الداخلي في لبنان ليشكره على جهود منظمته للكشف عن شبكة التجسس الإسرائيلية التي حاولت اغتيال مدينة صيدا والاستيلاء عليها من كبار الشخصيات في حماس محمد حمدان.
وقال عزت الرشق ان هذه “صفعة في وجه العدو الصهيوني الذي اضر بسيادة لبنان”.
ووفقا لمصادر لبنانية، فإن محمد حمدان هو الاتصال السري لإيران باسم حركة حماس في منطقة صيدا، ويستعد لإنشاء بنية تحتية لحماس في جنوب لبنان بتوجيه من الحرس الثوري، الإيرانيون.
وتدعي مصادر في حماس أن إسرائيل كثفت في العام الماضي نشاطها السري ضد الجناح العسكري لحركة حماس في قطاع غزة وفي الخارج من أجل إلحاق الضرر بالقدرة التشغيلية للحركة بعد أن اغتال الموساد في يناير / كانون الثاني 2010 محمود المبحوح وهو عضو بارز في الجناح العسكري الذي هرب الأسلحة من إيران إلى قطاع غزة غزة وتونس، في ديسمبر 2016 ، مهندس حماس أحمد الزواري، الذي شارك في تطوير الطائرات بدون طيار وغواصة مصغرة.
جاء النشاط السري الإسرائيلي ضد الجناح العسكري لحماس على خلفية المصالحة بين القيادة الجديدة لحماس والقيادة الإيرانية بعد الأزمة التي اندلعت في عام 2011 بين رئيس مكتب حماس السياسي خالد مشعل والمرشد الأعلى علي خامنئي على خلفية الحرب الأهلية في سوريا.
وأدت المصالحة إلى زيادة العلاقات بين الحرس الثوري الإيراني وحركة حماس وتدفق الأموال والأسلحة الجديدة إلى قطاع غزة، وفي الوقت نفسه، أعاد الجنرال قاسم سليماني، رئيس وحدة القدس في الحرس الثوري الإيراني، إحياء الفكرة القديمة الجديدة لإنشاء بنية تحتية عسكرية في جنوب لبنان وبمساعدة حزب الله، الذي سيكون قادرا، عند الضرورة، على فتح جبهة أخرى ضد إسرائيل.
اتصال حماس مع الحرس الثوري الإيراني وحزب الله هو صلاح العاروري، النائب الجديد لرئيس المكتب السياسي لحماس، وفتح العاروري مقره في حي الضاحية في بيروت، لبنان، وحصل على رعاية حزب الله.
وتزعم مصادر في حزب الله ومنظمات حماس ذلك التعاون العسكري المتنامي بين إيران وحزب الله وجناح حماس العسكري أدى إلى تجديد إسرائيل لأنشطتها في لبنان بعد فترة طويلة قامت إسرائيل بتجميد نشاطها لسببين:
أ. نجاح حزب الله وجهاز الأمن الداخلي اللبناني في القبض على العديد من شبكات التجسس الإسرائيلية في لبنان واحباطها.
مخاوف إسرائيل من انتقام حزب الله ضد أهداف إسرائيلية ويهودية في الخارج.
الطريقة الجديدة للاستخبارات الإسرائيلية
وفي 31 كانون الثاني / يناير، قالت مصادر أمنية في حماس لصحيفة “الأخبار” اللبنانية التابعة لحزب الله، إن المخابرات الإسرائيلية بدأت في استخدام طريقة جديدة في عمليات الاغتيال التي تقوم بها لتقليل الأضرار التي لحقت بوكلائها.
وفي هذا السياق، زاد استخدام المتعاونين المحليين (المتعاونين) لمنع عملاء إسرائيل من الاستيلاء عليها من قبل حماس أو أسرتهم حزب الله أو جهاز الأمن الداخلي في لبنان.
وفيما يلي أمثلة بارزة :
تصفية فوكوا التوازن
وقتل مازن فوخه، أحد كبار أعضاء الجناح العسكري لحماس، في منزله في غزة في 24 مارس / آذار 2017.
وكان فوخا، الذي أطلق سراحه في “صفقة شاليت” في عام 2011، ينتمي إلى “مقر الضفة الغربية” الذي يدير “خلايا نائمة” للهجمات الإرهابية في الضفة الغربية.
ووفقا لمصادر حماس، فإن شبكة من 10 متعاونين مع إسرائيل خططت ونفذت عملية الاغتيال.
وقد تم القبض على القاتل واثنين من المتعاونين من قبل قوات الأمن في حماس وأعدموا.
محاولة اغتيال الجنرال توفيق أبو نعيم
الجنرال توفيق أبو نعيم، وهو من كبار الشخصيات في حركة حماس ومقرب من يحيى سينوار، زعيم حماس في قطاع غزة، هو رئيس منظمة الأمن الداخلي في غزة.
ووفقا لمسؤولين في حماس، وبعد قيادة العملية لاعتقال المتعاونين في قطاع غزة في أعقاب اغتيال مازن فوكوها، وتمكنوا من القبض على 45 منهم، قررت إسرائيل اغتياله.
قام المتعاونون مع إسرائيل بزرع عبوة ناسفة في سيارته في 28 أكتوبر / تشرين الأول 2017 أثناء زيارته لمسجد في مخيم النصيرات للاجئين في وسط قطاع غزة.
واعتقلت قوات الأمن في حماس اثنين من السلفيين المتطرفين للاشتباه في محاولتهم اغتياله، لكن التحقيق وجد أن إسرائيل كانت وراء الهجوم.
وحتى الآن، لم يتم القبض على القتلة.
محاولة اغتيال محمد حمدان
محمد حمدان هو عضو بارز في الجناح العسكري لحماس في مدينة صيدا في لبنان، وهو يعمل رسميا كمدرس، لكنه في الواقع مسؤول عن التنسيق بين حماس وإيران فيما يتعلق بإنشاء البنية التحتية العسكرية الجديدة لحماس في جنوب لبنان.
وفي 14 يناير / كانون الثاني أصيب بجروح طفيفة بعد انفجار عبوة ناسفة في سيارته المتوقفة بالقرب من منزله.
ووفقا لتقرير نشرته صحيفة “الأخبار” اللبنانية في 29 يناير / كانون الثاني، استولت قوات الأمن اللبنانية على مدنيين لبنانيين تعاونا مع إسرائيل في محاولة لاغتيال محمد حمدان الذي قدم معلومات لوجستية ومعلومات استخباراتية عن حركات حمدان إلى عملاء الموساد.
وقد هرب احدهم الى تركيا لكنه سلمته المخابرات التركية الى لبنان.
2 وقد نجح العاملون الإسرائيليون (رجل وامرأة) الذين زرعوا المتفجرات في سيارة محمد حمدان في تفجيرها من لبنان.
إن الاستراتيجية الجديدة للاستخبارات الإسرائيلية في حربها ضد الجناح العسكري لحماس تثبت نفسها، ويدعي مسؤولو حماس أنها جزء من الدروس المباشرة المستفادة من الأخطاء التي ارتكبت في عمل الموساد الإسرائيلي اغتيال محمود المبحوح في دبي عندما تم تصوير 27 من عملاء الموساد بكاميرات أمنية في الفنادق التي كانوا يقيمون فيها وفي المناطق المجاورة لهم.
إن زيادة استخدام المتعاونين المحليين يقلل من خطر وقوع عملاء إسرائيليين في الأسر ويسمح لإسرائيل بنطاق الإنكار بأنه لا علاقة لها بالاغتيالات.
ومن المعقول افتراض أن حركة حماس في قطاع غزة والدول العربية التي يوجد فيها مقر قيادة حماس ستزيد من العقوبات المفروضة على المتعاونين مع إسرائيل الذين تم القبض عليهم من أجل زيادة الأثر الرادع.
إن نظام الاستخبارات الإسرائيلي يأخذ ذلك في الاعتبار، فهو حرب استخباراتية بين إسرائيل وحماس، ووفقا لمسؤولي الأمن في إسرائيل، فإنهم سيجدون دائما في معسكر العدو الذين يرغبون في التعاون مع إسرائيل.