ترجمات عبرية

موقع المونيتور – وستدفع إسرائيل ثمن زيادة المشاركة الأوروبية

ملخص المقال
على خلفية تهديدات ترامب لوقف المساعدات الأمريكية، بدأ الاتحاد الأوروبي مناقشة طارئة هذا الأسبوع من الجثث المساهمة في الفلسطينيين. وكلما ازدادت مشاركة أوروبا الاقتصادية في المنطقة، زادت رغبتها في التأثير على المجال السياسي أيضا، وعلى استياء نتنياهو.
ترجمة خاصة عن موقع المونيتور – بقلم شلومي إلدار *- 31/1/2018
بمبادرة من النرويج والاتحاد الأوروبي، عقد هذا الأسبوع في بروكسل (31 يناير) مؤتمر طارئ (منتدى الجهات المانحة للفلسطينيين). المرة الأخيرة التي انعقد فيها مؤتمر لهذا المنتدى للتباحث بشأن كيفية إنقاذ السلطة الفلسطينية من الانهيار كانت على هامش الهيئة العالمة للأمم المتحدة في سبتمبر بـنيويورك، حينها أيضًا مثّل إسرائيل كلٌ من وزير التعاون الإقليمي تساحي هنغبي ومنسق أعمال الحكومة في المناطق الجنرال يؤاف مردخاي.
منتدى الدول المانحة تأسس العام 1993 في أعقاب اتفاقية أوسلو وإقامة الدولة الفلسطينية، لكن المؤتمر في بروكسل هذا الأسبوع هو أحد اللقاءات الأهم في تاريخه، فله أهمية بالغة لأداء السلطة الفلسطينية ومستقبلها وحكم رئيسها أبو مازن. عقد بيوم واحد بعد الخطاب الذي ألقاه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وفيه عاد الرئيس وكرر تهديده بأن الدول المتعاونة مع الولايات المتحدة فقط هي التي ستحظى بمساعدتها، التلميح إلى أبي مازن كان واضحًا للجميع.
المؤتمر الطارئ بادر إليه كلٌ من وزيرة الخارجية النرويجية إيني ماري اريكسين سورايدي ووزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فردريكا موغيريني. تهديدات ترامب بتقليص المساعدات الخارجية للسلطة الفلسطينية أشعلت الضوء الأحمر في النرويج وفي الاتحاد، ومن هنا تأتي دعوة وزراء خارجية الدول المانحة للحضور إلى بروكسل. إلغاء المساعدات أو تقليصها بشكل كبير من شأنه ان يمس – بشكل خطير – بأداء السلطة والأجهزة الأمنية الفلسطينية، وأن يعرض للخطر التنسيق الأمني مع إسرائيل.
دول الاتحاد الأوروبي، وكذلك أيضًا المانحة الكبرى وهي الولايات المتحدة، لا تعطي منحها للصندوق الفلسطيني في رام الله مباشرة، وإنما تدفع لصالح مشاريع موضعية لكي لا تصل أموال المساعدات إلى حسابات بنوك “القريبين من الصحن”، مثالٌ على ذلك: الـ 330 مليون دولار تقريبًا التي صادق عليها الكونغرس الأمريكي عام 2017 أعطيت مباشرة من بين ما أعطيت لتغطية ديون السلطة لشركة الكهرباء الإسرائيلية، شراء عتاد، ولصيانة المستشفيات في القدس الشرقية. لكن وعلى ضوء تصريحات ترامب، فإن المساعدات الخارجية الأمريكية للسلطة الفلسطينية للعام 2018 هي بمثابة لغز، فهل سينفذ ترامب تهديده ويأمر بالتجميد التام للمساعدات أم انه سيختار تقليص جزء منها، كما فعل مع ميزانية الأونروا (وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين)، والتي قطع نصفها من 125 مليون دولار إلى 60 مليون دولار؟
في الظاهر، هذه خلفية المؤتمر الطارئ الذي بادرت إليه كل من سورايدي وموغيريني في بروكسل، وهذا لا يعني ان وزراء خارجية أوروبا سيسارعون بفتح جيوبهم ويضخوا مئات ملايين الدولارات المنقوصة. في السنوات الأربع الاخيرة بدأت تدريجيا أيضًا المساعدات الأوروبية، لكن ليس من أجل معاقبة الفلسطينيين، مسؤولون في السلطة الفلسطينية – والذين تساءلوا: لماذا اختفت أكثر من 300 مليون دولار من بين 1.1 مليار التي ضخت إليهم في السابق من الدول المانحة؟ – يعتقدون بأن الأزمة الاقتصادية في اليونان وخطة إنقاذ دول الاتحاد وتعقيدات (البريكزت) جعلت الدول المانحة في هذه القارة تقلل من دعمها.
منسق أعمال الحكومة في المناطق لا يخفي قلقه الكبير من وضع السلطة الفلسطينية الاقتصادي، ومن الوضع الإنساني في قطاع غزة، الجنرال مردخاي نجح في إقناع الأجهزة الأمنية بالضغط على المستوى السياسي ليتخذ سلسلة من التسهيلات، لكن الجميع يعلم ان الأمر مثل نقطة في بحر. إذا لم تنجح أوروبا في ملء الفراغ الذي ستخلفه الولايات المتحدة؛ فإن أي تسهيل إسرائيلي – مهما كان – لن ينقذ السلطة من الانهيار.
في ظهوره في بروكسل، بدأ مردخاي توبيخًا لما اعتبره رفع يد وعدم دعم قادة الاتحاد الأوروبي من أجل إعادة جثث جنود الجيش الإسرائيلي والمواطنين المحتجزين من قبل حماس في غزة، بعد التوبيخ جاء دور القلق؛ وصف ضائقة السلطة – وسيما في غزة – واتهم حماس بأنها تسرق المساعدات المتدفقة إلى غزة.
منذ توقيع اتفاقية أوسلو، صدت إسرائيل أي محاولة تدخل من قبل الدول الأوروبية في العملية السياسية، فقد رفضت إسرائيل بشدة المشاركة بالمؤتمر السياسي في باريس، والذي نظمه الرئيس الفرنسي السابق فرنسوا هولاند في يونيو 2016. رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو الذي يعتبر دول أوروبا جهة تميل لصالح الفلسطينيين اعتبر في العام الماضي ان تصرفات قيادات الاتحاد الأوروبي تجاه إسرائيل “مجنونة”.
لكن الآن، ومع ما يبدو انه انصراف الولايات المتحدة، سواء كوسيط أو داعم اقتصادي مركزي، فُتحت فتحة أوسع لإدخال دول الاتحاد إلى المنطقة. هذا لا يعني ان نتنياهو سيكون مستعدًا للقبول بالإتحاد كوسيط بديل عن الولايات المتحدة (كما يريد أبو مازن)، لكن كلما ازداد تدخل دول الاتحاد الأوروبي الاقتصادي تزداد رغبتها في التأثير في المجالات السياسية أيضًا.
وزارة الخارجية اعتادت الافتخار بأن إسرائيل – ورغم دعم الاتحاد الكبير للفلسطينيين – نجحت بوقف سيل الاعتراف بفلسطين كدولة. لكن في اليوم الذي انعقد فيه المنتدى في بروكسل، انعقد أيضًا البرلمان في سلوفينيا للتصويت على الاعتراف بالدولة الفلسطينية، هذا التصويت هو نتاج انعدام الأمل بأن الصراع سيحل من خلال المفاوضات، سلوفينيا ورغم أنها ليست دولة مركزية في الاتحاد الأوروبي؛ من غير المستبعد ان دولا أخرى من شأنها ان تصل إلى استنتاج مشابه.
*كتب شلومي إلدار عن “شلالات إسرائيل” لموقع المونيتور. على مدى العشرين عاما الماضية، غطى السلطة الفلسطينية، وخاصة الأحداث في قطاع غزة للقناة 1 والقناة 10، مع التركيز على تغطية ارتفاع حماس في السلطة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى