ترجمات عبرية

موقع المونيتور – بقلم مزال معلم – لا يوجد فائز واضح : يمكن أن تكون إسرائيل في الانتخابات الخامسة

موقع المونيتور –  بقلم  مزال معلم  * –  24/3/2021

كان رئيس الوزراء الإسرائيلي “بنيامين نتنياهو” يأمل في فوز حاسم في انتخابات 23 مارس/آذار الجاري، لكنه لم ينجح في تحقيق هذا الهدف. وبعد الانتخابات الرابعة خلال عامين، تأكد انقسام المجتمع الإسرائيلي كما كان دائما. ووفقا للنتائج شبه النهائية، فقد أحرز تكتل اليمين الذي يقوده “نتنياهو” 59 مقعدا، أي أقل بمقعدين اثنين من العدد الذي يمنحه الأغلبية وحق تشكيل حكومة. كما لا يملك خصومه من يسار الوسط أي طريقة لتشكيل حكومة.

وإذا لم يتغير أي شيء عند انتهاء الفرز النهائي للأصوات، المتوقع صباح الجمعة 26 مارس/آذار، وبافتراض عدم تخلف أي من أحزاب المعارضة عن وعودها بعدم الانضمام إلى ائتلاف “نتنياهو”، فسوف تتجه إسرائيل إلى انتخابات ستكون الخامسة في أقل من عامين ونصف. وسيبقى “نتنياهو” في السلطة حتى ذلك الحين، لكنه سيكون على أرض غير مستقرة.

وسوف تُبذل محاولات لتشكيل حكومة قابلة للعمل قبل إجراء انتخابات جديدة. وسيكون هناك تحالفات ومداولات، لكن من الواضح لجميع المعنيين أنه لا يمكن لأي من الطرفين تشكيل حكومة. ومن الناحية العملية، ستواصل حكومة انتقالية منقسمة تشمل رئيس حزب “أزرق وأبيض”، “بيني جانتس”، إدارة البلاد للأشهر القليلة المقبلة مع استعداد إسرائيل للدخول في جولة انتخابية أخرى.

لقد تفاقمت الأزمة السياسية والدستورية التي واجهتها إسرائيل خلال العامين الماضيين. ويبدو أن كل المساعي والمناورات لإخراج “نتنياهو” من مكتب رئيس الوزراء تقسم الناخبين الإسرائيليين وتفكك النظام السياسي. ولا يزال “الليكود” أكبر حزب بهامش كبير أمام منافسيه. ويملك 30 أو 31 مقعدا، في حين يأتي “يش عتيد” (يوجد مستقبل)، تحت زعامة “يائير لبيد”، كثاني أكبر الأحزاب، بـ 17 مقعدا، في حين تتراوح مقاعد جميع الأحزاب الأخرى بين 5 إلى 9 مقاعد.

ومن المؤكد أن أحد أكثر الأشخاص المحبطين هو رئيس حزب “أمل جديد”، “جدعون ساعر”، الذي انسحب من “الليكود” لتحدي “نتنياهو” من اليمين. وانهار حزب “ساعر” خلال الأيام القليلة الماضية، ويبدو أنه فاز بـ 6 مقاعد فقط. أما المرشح المحبط الآخر من اليمين فهو “نفتالي بينيت”، الذي تراجع بشكل كبير في استطلاعات الرأي في الأشهر القليلة الماضية من 23 مقعدا إلى 7 فقط.

وعززت إخفاقات “ساعر” و”بينيت” مكانة “نتنياهو” كزعيم حقيقي وحيد لليمين. والآن لا يمكن لأي من خصومه اليمينيين تقديم محاولة أخرى ذات مصداقية لتحدي منصبه. ويمكن لـ”نتنياهو” الآن الاستمتاع بفترة هدوء داخل معسكره، دون منازع من اليمين بشكل عام ومن داخل “الليكود” بشكل خاص.

وقد لا يكون “نتنياهو” قادرا على تشكيل حكومة جديدة، لكنه نجح مرة أخرى في عرقلة جهود إسقاطه وسيكون في وضع أفضل لخوض الانتخابات الخامسة. ويفتقر معسكر يسار الوسط إلى قائد، وليس لديه القدرة الكافية على منافسة اليمين.

وكالعادة، سارع “نتنياهو” واعتلى المنصة في وقت مبكر جدا من صباح الأربعاء لمخاطبة مؤيديه في مركز القدس للمؤتمرات واغتنم الفرصة لإطلاق حملته التالية. ولم يلقِ “نتنياهو” خطاب نصر، لكنه لم يعترف كذلك بالهزيمة، وتعامل مع الجولة المقبلة كأنها بدأت بالفعل.

وكان لدى “نتنياهو” رسالتان رئيسيتان. فقد دعا المرشحين المنسحبين من الليكود، ومنهم “ساعر” وتياره، إلى العودة إلى “ديارهم”، وأعلن أنه على عكس الأحزاب الأخرى، لن يمنع أي حزب من الانضمام إلى ائتلافه. وادعى أنه مستعد لفعل كل ما هو ضروري لتجنب جولة خامسة من الانتخابات، في محاولة للتنصل من مسؤولية خوض انتخابات خامسة، ليقع اللوم الآن على عاتق جميع الأطراف الأخرى التي ترفض تشكيل ائتلاف مع الكتلة الكبيرة من الناخبين التي يمثلها “نتنياهو”.

وقال “نتنياهو” إن “إسرائيل بحاجة إلى حكومة مستقرة، وليس ائتلافا ممزقا بسبب التناحر والطموح الشخصي.. لا يمكننا تحت أي ظرف من الظروف جر إسرائيل إلى جولة خامسة من الانتخابات. يجب أن نشكل حكومة مستقرة الآن”.

وبدا “نتنياهو” منهكا بعد عدة أسابيع من الحملات المكثفة، بما في ذلك يوم الانتخابات نفسه، عندما توجه إلى الشاطئ ومراكز التسوق، وشجع الناس على التصويت وأجرى مئات المكالمات الهاتفية.

وكان أداء بعض المرشحين أفضل مما كان متوقعا، مثل “جانتس”. فبعد تراجع مستمر في استطلاعات الرأي، حقق “جانتس” مفاجأة وفاز بـ 8 مقاعد. واجتازت جميع الأحزاب في كتلة يسار الوسط العتبة الانتخابية، وهو الإنجاز الرئيسي الوحيد للكتلة التي توجهت إلى الانتخابات دون الالتفاف حول زعيم واحد يمكن أن يتحدى “نتنياهو”.

وبالرغم من انشقاقها عن القائمة المشتركة، فقد تجاوزت القائمة العربية الموحدة برئاسة “منصور عباس” العتبة الانتخابية بـ 4 إلى 5 مقاعد. وحتى الآن، لم يستبعد “عباس” إمكانية التعاون مع “نتنياهو” أو أي شخص آخر. فيما قالت الأحزاب اليمينية، بما في ذلك “نتنياهو” نفسه، إنها لن تعتمد على دعم “عباس” لتشكيل ائتلاف.

وفي غضون ذلك، سيكون من الصعب على خصوم “نتنياهو” التعاون معه، بالنظر إلى أن رئيس حزب “إسرائيل بيتنا”، “أفيجدور ليبرمان”، يعارض بشدة هذا الخيار.

ومن المتوقع أن تشهد الأشهر القليلة المقبلة مستويات اضطراب تاريخية في إسرائيل. وسيجري استئناف محاكمة “نتنياهو” لتصل إلى ذروتها (إدلاء شهود رئيسيون بشهاداتهم) في الوقت الذي تجري فيه مفاوضات تشكيل الائتلاف. وستكون المحاكمة بالتأكيد في قلب الحملة الانتخابية المقبلة، لكنها قد لا تأتي على حساب “نتنياهو”، حيث لا يزال أنصاره من اليمين يعتقدون أنه ضحية اضطهاد من قبل النظام القانوني والنخب اليسارية.

وسيكون إعادة بناء الاقتصاد ومعالجة عجز الميزانية، الذي يمكن رؤية تداعياته في معدل البطالة المتزايد، على رأس جدول الأعمال الإسرائيلي أيضا.

وكشخص اعتاد على رؤية الأشياء على أنها صراع أبدي ضد مجموعة ثابتة من المنافسين، فهو مستعد لخوض معركة أخرى. لكن الناخبين الإسرائيليين، بمن فيهم أشد مؤيديه المتحمسين، مرهقون. ويمكن أن يتخلى هؤلاء عن المواجهة بعد عامين شاقين، في ظل فيروس كورونا والأزمات الاجتماعية المستمرة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى