ترجمات عبرية

موشيه ارنس : حماس تفعل كل ما في استطاعتها – كي لا يرفع الحصار عن غزة

هآرتس – بقلم موشيه آرنس  – 11/6/2018

لا شك أنه يوجد للمظاهرات الحاشدة التي تجري مؤخرا قرب الجدار على حدود قطاع غزة علاقة مباشرة بالازمة الانسانية هناك. السكان يائسون وحماس التي تسيطر على القطاع من السهل عليها استغلال الوضع وتحويل غضب السكان من نظامها الى اسرائيل عن طريق وعود فارغة تقول إنه يمكنهم الخروج البؤس الذي يعيشون فيه اذا نجحوا في اختراق الجدار والعودة الى بيوت أجدادهم في اسرائيل. واذا كان هذا غير ممكن فلماذا لا تحاولون الآن احراق اسرائيل؟.

اضافة الى ذلك، وخلافا للمطالبة الفلسطينية بتطبيق حق العودة الى اسرائيل، الذي يحظى بتأييد ضئيل في العالم، فان النضال البديل لكسر الحصار الذي فرضته كما يبدو اسرائيل ومصر على قطاع غزة، يبدو هدف مناسب من شأنه أن يوقظ تأييد العالم. في نهاية المطاف لماذا لا يتم رفع الحصار عن غزة؟.

هل القدرة المحدودة للوصول الى غزة هي المسؤولة عن الازمة الانسانية التي تسود هناك؟ أو أن قابلية الوصول المحدودة هي نتيجة لسياسة حماس تجاه اسرائيل ومصر والسلطة الفلسطينية؟ النتيجة التي لا مناص منها هي أن حماس تتسبب بشكل متعمد باغلاق المعابر بين اسرائيل ومصر وبين غزة عن طريق اطلاق القذائف وحفر الانفاق ومنع تلقي المساعدة من السلطة الفلسطينية. نتيجة لذلك فان حماس تخلق ازمة انسانية في القطاع.

هذا السلوك يتساوق مع الدعاية الفلسطينية العامة التي تهدف الى خلق الانطباع بأن الفلسطينيين هم ضحايا السلوك غير الانساني لاسرائيل – عندما تعرض حماس روايتها المتطرفة، بارسالها النساء والاطفال الى الجدار في تطلع (وربما بأمل) أن يصابوا أو يقتلوا هناك.

اذا كانت حماس تمثل المشاعر والتطلعات للفلسطينيين في غزة – من المحتمل جدا انها حقا هي “سلطة الشعب”، ولكن الشعب لا يتحكم بذاته بواسطة حماس، ولا شك أن هذا نظام لا يفيد الشعب. من هذه الناحية الحديث يدور عن نظام من اسوأ الانظمة التي عرفها العالم العربي في السنوات الاخيرة. قريب جدا من نظام بشار الاسد الذي يذبح أبناء شعبه بذريعة أنه مضطر الى محاربة الارهاب – ايضا من داعش الذي باسم الاسلام كما تراه يقطع رؤوس من لا يناسبون نموذج الاسلام الذي بناه. حماس تعمل وفقا للشعار الثوري في روسيا “كلما ساء الامر سيكون ذلك افضل”. كلما ساء وضع الشعب الفلسطيني كلما زاد في العالم الاعتراف بأن الفلسطينيين هم ضحايا اسرائيل – معقول الافتراض أن اليوم الذي سيتم فيه تدمير اسرائيل سيكون أقرب.

هناك من يقترحون بأن تتفاوض اسرائيل مع حماس، لكن على ماذا سيتم التفاوض؟ على رفع الحصار؟ هذه عملية سهلة لا تحتاج الى مفاوضات. حماس سيجب عليها فقط التخلي عن خطتها لمهاجمة اسرائيل وتحسين علاقتها مع مصر والتوصل الى اتفاق مع السلطة الفلسطينية، حينها سيتم فتح المعابر من اسرائيل ومن مصر وستتدفق المساعدات من السلطة الفلسطينية. إلا أنه من الواضح أن حماس غير مستعدة لذلك. فهي تواصل الادعاء أن قطاع غزة سيكون القاعدة الاساسية للهجمات ضد اسرائيل. خشبة القفز التي ستستخدم لتدميرها. اذا كان الامر هكذا فعلى ماذا يمكن التفاوض؟.

إن ما يمكنه تحسين وضع السكان البائس في القطاع هو المساعدات الدولية التي ستقدم من اجل اعادة اعمار القطاع. ستكون حاجة الى مراقبين دوليين من أجل التأكد أن الموارد الموجهة للسكان المدنيين لا يتم تحويلها الى المشاريع المقيتة لحماس. هل المجتمع الدولي مستعد لأن يأخذ على مسؤوليته مشروع كهذا؟.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى