ترجمات عبرية

موشيه آرنس يكتب – الدروز مقابل العرب

بقلم: موشيه آرنس، هآرتس 13/8/2018

أنا مستعد للرهان بأنه لم يكن هناك اعضاء كنيست عرب متطرفين في المظاهرة المثيرة للانطباع التي اجرتها الطائفة الدرزية في تل ابيب ضد قانون القومية. وأنا ايضا افترض أنه لم تكن مشاركة درزية كبيرة في المظاهرة ضد قانون القومية التي نظمها أول أمس المتطرفون من اوساط المواطنين العرب الذين رفعوا الاعلام الفلسطينية. هذا هو شكل آخر للشرخ الكبير الذي يفصل بين الطائفة الدرزية في اسرائيل وبين المتطرفين في اوساط المواطنين العرب في اسرائيل، في الوقت الذي الكثير من مواطني اسرائيل العرب عالقون في الوسط. للدروز والعرب توجد لغة مشتركة، لكنهم مختلفون في نظرتهم لاسرائيل. الطوائف الدرزية والشركسية أيدت اسرائيل عندما حاربت من اجل بقائها امام تحالف الجيوش العربية التي غزتها في العام 1948، وفي 1956 قرر دافيد بن غوريون تطبيق قانون التجنيد الالزامي على الشباب الدروز والشركس، الذين يخدمون في الجيش الاسرائيلي منذ ذلك الحين. الكثيرون منهم وصلوا الى الدرجات القيادية العليا. التجند للجيش عزز التوجهات الغربية والاسرائيلية في هذه الطوائف ورفع بصورة كبيرة مستوى اندماجها في المجتمع الاسرائيلي.

هل يمكن أن أمر مشابه كان سيحدث في اوساط السكان العرب في اسرائيل لو أن بن غوريون قرر في حينه تطبيق قانون التجنيد الالزامي ايضا عليهم؟  مسألة الخدمة العسكرية للشباب العرب المسلمين والمسيحيين لم يتم حسمها حتى الآن رغم الشذوذ الكامن في حقيقة أن مواطنين اسرائيليين كثيرين جدا لا يشاركون في الدفاع عن دولتهم. توجد نسبة كبيرة من المتطوعين للجيش في اوساط الشباب العرب، لا سيما في اوساط البدو والمسيحيين. ولكن المتطوعين لا يحظون بدعم معظم السياسيين العرب في اسرائيل الذين يواصلون المعارضة الايديولوجية لتجنيد المواطنين العرب. موقفهم هذا فقط يوسع الشرخ الموجود بين الطائفة الدرزية والطائفة العربية.

عدد الشباب والشابات العرب المتطوعون للخدمة المدنية التي تم سنها قبل بضع سنوات آخذ في التزايد. لقد أثرت على هذا التوجه المعارضة الشديدة بصوت عال للسياسيين العرب، ولكن تأثيرها كان ضئيلا. ربما نحن نتقدم في الاتجاه الصحيح، لكن مطلوب خطة مفصلة للحكومة والجيش من اجل تطبيع مشاركة الشباب الاسرائيلي العربي في الدفاع عن دولتهم.

معارضة السياسيين العرب المتطرفين لمشاركة العرب في الدفاع عن اسرائيل تستند في الاساس الى الرغبة في رؤية دمار اسرائيل، وبناء على ذلك فانهم يؤيدون القوى التي تحاول تدميرها. اليوم هؤلاء هم أولا آيات الله في طهران والتنظيمات الارهابية. الايرانيون ليسوا عربا وكل ضرر يمكن أن يلحقوه باسرائيل سيؤثر على مواطنيها اليهود والعرب على حد سواء. أي منطق يوجد في دعم مواطنين عرب في اسرائيل لهم باستثنار الرغبة العمياء في رؤية تدميرها؟.

يبدو أن معظم السكان العرب لا يؤيدون هذه المواقف المناهضة لاسرائيل. هذا الامر يظهر جيدا عندما ننظر الى الاندماج الدراماتيكي للكثيرين منهم في المجتمع الاسرائيلي، عندما يستغلون الفرص الكثيرة التي تعطيها لهم اجهزة التعليم والاقتصاد الاسرائيلية. معظم السياسيين العرب في اسرائيل – المسلمون، الشيوعيون والناصريون – يعارضون هذا الاندماج. وهذا سبب آخر لمعارضتهم لأي نوع من الخدمة المدنية للشباب العرب في اسرائيل.

السياسيون العرب الذين وقفوا على رأس المظاهرة ضد قانون القومية يدينون الدروز ويسمونهم “متعاونين”، لكن احتمال اقناعهم بالتخلي عن اخلاصهم لاسرائيل هو صفر. المعقول اكثر هو أن ينضم المزيد من العرب الاسرائيليين مع مرور الوقت الى نموذج الدروز.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى