من هم المستعربون اليهود؟ ومتى ظهروا في الأراضي المحتلة؟
فلسطين المحتلة – 14/12/2017
يجولون في وضح النهار في جميع أنحاء الأراضي المحتلة.. يشاركون في المظاهرات.. يرددون الهتافات.. ويلقون الحجارة وهم يرتدون الشال الفلسطيني.. يتزوجون من الفلسطينيات، ويكوِّنون أسرًا.. لا تستطيع التفرقة بينهم وبين الفلسطينيين، وفجأة يظهرون على حقيقتهم، ويقومون بعمليات اغتيال واعتقالات للفلسطينيين وتجميع معلومات استخباراتية عنهم. إنهم وحدة المستعربين أو المستعرفيم بالعبرية.. فرق القتل الإسرائيلية المجهزة لتصفية الفلسطينيين.
البداية والتشكيل
بدأ تشكيل وحدة المستعربين مع هجرة اليهود لأراضي فلسطين المحتلة في بداية القرن التاسع عشر، وكان هدفها الأساسي اختراق المجتمع الفلسطيني وتجميع معلومات استخباراتية عن المدن والقرى الفلسطينية وتنفيذ عمليات اغتيال للقادة الفلسطينيين؛ لتسهيل عملية اختراقها وتهجير السكان وإقامة دولة الاحتلال الصهيونية.
وهناك العديد من الفرق داخل وحدة المستعربين، التي تخصص لها القيادة الصهيونية ميزانية ضخمة؛ لتدريبهم وتسليحهم للقيام بأعمالهم التخريبية. ومن أبرز هذه الفرق:
فرقة “دوفدوفان” التابعة لقوات المشاة الصهيونية، ويتركز عملها في منطقة الضفة الغربية، ومهمتها اعتقال وتصفية النشطاء الفلسطينيين، وبدأت في الثمانينيات مع اندلاع الانتفاضة الأولى للشعب الفلسطيني.
وفرقة “شمشون”، وهي أيضًا موجهة لتصفية واعتقال النشطاء الفلسطينيين، ولكن موجهة إلى قطاع غزة، وتم حلها عام 1994 مع إقامة السلطة الفلسطينية.
فرقة “يماس”، وبدأت في بداية التسعينيات، وكانت أيضًا مهمتها تنفيذ عمليات اغتيال واعتقال للقادة والنشطاء الفلسطينيين وإلقاء القبض على المتظاهرين، وكانت موجهة إلى مناطق القدس المحتلة ومناطق الخط الأخضر، ممتدة إلى الضفة الغربية.
فرقة “متسادا”، وهي تابعة لسلطة السجون الإسرائيلية، وأسست عام 2003، ومهمتها السيطرة على المسجونين عن طريق زرع الخوف فيهم وجمع معلومات عنهم.
ويتم اختيار أعضاء الوحدة من العرب واليهود الذين تكون ملامحهم شبيهة بالفلسطينيين، ويتم تدريبهم على أعلى مستوى من القتال وعلى إتقان اللغة العربية باللهجة الفلسطينية، وكذلك على طرق التخفي، فأحيانًا يظهرون على هيئة شيوخ أو باعة جائلين أو أفراد في فرق طبية، أو يتم دسهم داخل المجتمع الفلسطيني على مدى طويل، بالحصول على هويات مزيفة، والمعايشة والزواج من فلسطينيات وإنجاب أولاد وتكوين أسر كاملة، وتكون مهمتهم استخبارتية أكثر من تنفيذ عمليات اغتيال أو عمليات اعتقالات، والتي تكون غالبًا من اختصاص المستعربين الذين يندسون بشكل وقتي.
العمليات التي يقومون بها
تتنوع العمليات التي تقوم بها وحدة المستعربين، والتي تبدأ بالتنكر في الزي الفلسطيني والاندساس داخل المظاهرات الفلسطينية، وتكون مهمتهم إلقاء القبض عليهم تحت غطاء من قوات الاحتلال، ولكن من انتباه الفلسطينيين للوحدة بدءوا بتنفيذ إجراءات احترازية، مثل تفتيش بعض المتظاهرين والتحقق من هوياتهم، كما لجأ بعضهم إلى حيلة إدخال القميص في البنطلون؛ حيث إن المستعربين يحتاجون إلى ارتداء ملابس فضفاضة؛ لإخفاء أسلحتهم وأدوات الاعتقال، فإدخال القميص في البنطلون أو عدم ارتدائه يدل على عدم التبعية لهم.
ويقوم المستعربون أيضًا بعمليات اغتيال على نطاق واسع بين الفلسطينيين، ولا توجد أرقام دقيقة عن عدد عمليات الاغتيالات التي قاموا بها، إلا أن الأعداد تقدر بالمئات، ومن المفترض أنهم يقومون بعمليات اعتقال، ولكنهم يدعون أن القتل يحدث أثناء المقاومة من المعتقل.
كما يقوم المستعربون بتجميع المعلومات الاستخباراتية عن القيادات الفلسطينية، وقادة حركات المقاومة، وتحركاتهم، وقوة تسليحهم، والأماكن التي يتواجدون فيها، عن طريق المعايشة على المدى الطويل داخل المجتمع الفلسطيني.
موقع البديل