منشورات مركز بحوث الامن القومي (INSS): عملية تصفية الضيف: عن العمل الاستخباراتي واتخاذ القرار
منشورات مركز بحوث الامن القومي (INSS) 15/7/2024، تمير هايمن: عملية تصفية الضيف: عن العمل الاستخباراتي واتخاذ القرار
النشاط العملياتي لإستهداف محمد ضيف ليس معجزة. هذا عمل استخباراتي عالي الجودة يبدأ بتنظيم مشترك: المسؤولية الرسمية عن إغتيال كبار أعضاء الجناح العسكري لحماس تقع على عاتق الشاباك، ولصالح هذه المهمة الهامة، يتم حشد كافة قدرات اسرة الاستخبارات لذلك، مع التركيز على 8200.
منذ بداية الحرب، كان هناك مسعى متعدد الاجهزة يركز على هذا الهدف. في الواقع، خلقت المؤسسة الأمنية سلسلة من الكمائن الاستخباراتية، وبصبر الصياد القديم انتظروا الفرصة الأولى
على الرغم من أن الضيف عمل بشكل مثالي، إلا أنه ليس سليما ومعافى تمامًا ويصعب عليه التواجد تحت الأرض كثيرًا، ويجب عليه أحيانًا الخروج لاستنشاق الهواء. كان من الضروري أن يتم القبض عليه في شبكة الكمائن التابعة لمؤسسة الدفاع، وأن يتم اغتياله من خلال اتصال سريع بالشؤون العملياتية المثيرة للإعجاب للقوات الجوية.
الضيف ليس متقاعدا عجوزا لا يشكل الا مجرد رمزا . إنه قائد قاس، وإرهابي نشط وخسيس، كان من المفترض أن يكون الرجل الذي سيعيد بناء القوة العسكرية لحماس بعد الحرب. إنه الرجل الذي بنى الذراع العسكرية لحماس، وهو الرجل الذي بنى خطة مهاجمة إسرائيل التي أتت بثمارها في 7 تشرين الأول (أكتوبر). ومن الجيد جداً ألا يكون هناك في اليوم التالي.
هل ستؤثر الإجراءات المضادة على صفقة الاختطاف؟ في رأيي، حتى لو كان هناك الآن تحول ما في هذه العملية، الا انه ليس تحولا استراتيجيًا. الأسباب التي دفعت حماس إلى التنازل عن مطالبها في الصفقة تنبع من الضغوط العملياتية التي تتعرض لها، والخوف من تزايد الضغوط العملياتية التي يمارسها الجيش الإسرائيلي، وفهمها أن المرحلة الثالثة هي مرحلة قوية، تتضمن غارات كبيرة وتدابير فائقة.
وكلمة أخيرة بشأن اتخاذ القرار: فهو ابن موت. إن قرار تنفيذ عملية الاغتيال هو في الأساس قرار بسيط على المستوى السياسي، وخاصة عندما لا يكون لدى الضيف مختطفون إلى جانبه. هذه ليست القرارات الصعبة التي تواجه الحكومة الإسرائيلية. الآن، يتعين على المستوى السياسي الاستفادة من الإجراء للوصول إلى القرار الصعب حقًا، وهو صفقة الرهائن التي لا تزال على جدول الأعمال.