مناحيم بن يكتب – مجال للقلق
بقلم : ميناحيم بن ، معاريف 7/10/2018
أقول فورا إنني آمل أن أكون مخطئا، لأن ما أراه صعب جدا ومخيف. وعلى أي حال، فان كل ما سأقوله لاحقا سيقوم أساسا على أحاسيس ومفاهيم حدسية، وليس على الأدلة، وبالتأكيد ليس على أي معرفة أمنية. ولا يمكنني أن أكون واثقا من ألا يكون جهاز الامن محقا اكثر مني في اعتباراته.
وأنا حقا لا أتحدث من جهة اليمين أو من جهة اليسار، لا ضد التجلد ولا مع التجلد، ولكن مثلما نرى جميعا، فان اسرائيل تتورط في عدة جبهات وأنا قلق مما يبدو لي كفقدان خطير للتركيز من جانب نتنياهو ومن تراكم الاخطاء الوطنية والامنية تحت حكمه: ابتداء من الخطاب “التحذيري” المزعوم في الامم المتحدة الذي كان محذرا حقا في قسمه الثاني فقط، ولكن في قسمه الاول، مع كل صور المواقع والبيوت في ايران وفي لبنان، تضمن اتهامات ضد ايران بدت مدحوضة وصبيانية؛ الى جانبه الفشل الكبير في المعركة حيال غزة في الجنوب وحيال التموضع الايراني في سوريا في الشمال، والتي انتهت في هذه المرحلة بنقل صواريخ اس300 الى سوريا؛ عبر تخريب العلاقات مع بوتين من خلال التوجه عديم الجدوى الى ترامب بشكوى على الرئيس الروسي، من نوع “سأقول عنك للمعلمة” مما يهين بوتين، الذي يحصي أمواته الذين سقطوا في اسقاط الطائرة. أما نحن فنبدي انعداما للحساسية بغرور ازاء الحزن الروسي. كل هذا من شأنه أن ينتهي بمصيبة كبيرة وبضحايا كثيرة، وهذا يكمن لنا عند بوابتنا تماما، في وضعية سياسية وعسكرية كهذه أو تلك، تتشارك فيها ايران وروسيا بالتعاون ضدنا، لشدة الفظاعة.
ولكن يخيل لي أن نتنياهو ليس هنا حقا. فهو يستفز ايران وروسيا، يحرض ترامب ضد ايران وروسيا، يغازل بشكل معيب وخطير المحور السني ودول النفط العربية، ومسحور بعلاقاتنا معها، أما عمليا فهو أسير في هذا السحر، الذي يقيدنا بشكل خطير في علاقاتنا مع غزة، مثلا، ويدفعنا لأن نضرب الرأس بالحائط أمام ايران وما شابه.
اذا نظرنا الى الشؤون الداخلية في حياتنا، فاننا في مشكلة عسيرة في غير قليل من المجالات: من قانون القومية، عبر حوادث البناء والدراجات الكهربائية الفتاكة، وحتى مظالم مديرية السكان. وعليه، فان نتنياهو، مع كل الاحترام لانجازاته الكثيرة، ملزم بأن يستبدل هنا والآن أو أن يقودنا الى انتخابات مبكرة قدر الامكان. وأنا، بالمناسبة، مع يئير لبيد كرئيس الوزراء التالي، ولكن بالطبع هذا ليس الموضوع الآن. وأنا حقا لا اتحدث عن الوضع القانوني والشرطي لنتنياهو (فلنسمح للجهاز بالقيام بعمله)، ولكن التحقيقات والمحاكمة المرتقبة له، ومحاكمة زوجته، التي دخلت في سير متقدم، من شأنها أن تؤثر على تفكره، أو للدقة، على تشتيت تفكره، وقد بات هذا مشكلة مؤكدة، لنا جميعا.
وعليه، فقبل أن يسقطنا نتنياهو معه، فاننا ملزمون بأن نستبدله بالسرعة الممكنة. جدير ربما أن يعفي المستشار القانوني نتنياهو من استمرار السير القضائي (وفقا لحالة الرئيس عيزر وايزمن) ويلزمه بالاستقالة وأن يعين بنفسه على الفور قائما بالأعمال مؤقت (ربما حتى القائم بالاعمال الاخير له، يوفال شتاينيتس). وبعدها انتخابات، ونرى من سينتخب.
هذا مصيري لنا. ولا يوجد وقت للتردد. يدور الحديث عن عملية انقاذ ضرورية وفورية، وعلينا أن نسموا الى حجم اللحظة وحجم الطواريء وحجم التهديد، فنحرر الى بيته نتنياهو كثير الانجازات والمحوط بمحبة الشعب الحقيقية ونترك اسرائيل تتقدم الى الامام.