أقلام وأراء

ملحم مسعود يكتب – فلسطينيات 1 : المجلس الوطني .. حدوتة فلسطينية

ملحم مسعود * ، اليونان ٢١-٨-٢٠١٨

اليوم عيد الأضحى المبارك وكل عا م وأنتم بخير

عيدٌ بِأَيَّةِ حالٍ عُدتَ يا عيدُ * بِما مَضى أَم بِأَمرٍ فيكَ تَجديدُ

أبدا سلسلة من المقالات المتعلقة بالشأن الفلسطينيالعام , وربما ما دفعني أكثر الان , كان قد زارني صديق عزيز وقال لي بنصف إبتسامة ما أكثر مجالسكم …. وسالته بإبتسامة كاملة هل تقصد الدواوين !!!! وإتفقنا على أنها دواوين ولا ضرر ولا ضرار.

نعم لقد طغت في الأيام الأخيرةأخبار واعمال المجالس … والآن نحن بصددالمجلس المركزي الفلسطيني وقبل ذلك المجلس الوطني … وما بينهما على اخبار  فلسطينية أخرى وما اكثرها والتي تمخض عنها قرارات كالعادة هامة وتاريخية والله اعلم .

إذا توقفنا قليلا عند المجلس الوطني الأخير المنعقد في رام الله , و اردنا التدقيق في اهميتة وقراراته وكل الظروف التي رافقت إنعقاده … بالمقارنة وإستذكارالمجلس الوطني الأول الذي إنعقد في القدس عام 1964 , لنجد أن كل المجالس التي إنعقدت منذ ذلك التاريخ كانت لها أهمية وظروف وقرارات وتداعيات ,جاءت متوافقة مع المكان والزمان , وهنا اتوقف قليلا للحديث عن ا المجلس الوطني الأول وظروف عقده حينذاك , والذي مثل الصحوة الوطنية الفلسطينية وحالةروحية تحركنا بوعي للمضي قدما وتذليل كل عقبة وتفويت كل فرص التخريب بما حملته لنا الايام بعد ذلك . وقبل هذا الشرح الموجز لتسلسل الاحداث وأهميتها  يجدر الإشارة إلى أهمية و ضرورة التوثيق للأجيال القادمة, وخصوصا من عاشوها وشاركوا فيها …. وهنا نشعر بأهمية دور  مركز التخطيط الفلسطيني الذي إفتقدناه  في الليلة الظلماء , وربما نعود إلى هذا الموضوع ضمن حلقاتنا القادمة .

ربما كان هذا المؤتمر الأهم في مسيرة الحركة الوطنية الفلسطينية المعاصرة …. دون التقليل بمحطات  ومسيرات الظواهر الفلسطينية الوطنية المختلفة , كذلك المجالس الوطنية  اللاحقة . بدأت الصعوبات التي واجهتها ” الحالة ” الفلسطينية لتتمكن من تثبيت حالها على رقعة العمل العربي مع إطلالة الزعيم المصري جمال عبدالناصر في اليوم الثالث والعشرين من ديسمبر 1963 في خطابه إلى الأمة والذي كان نقطة تحول في مسار ” الحالة ” الفلسطينية على الصعيد الرسمي العربي بدعوة الزعيم المصري إلى أول مؤتمر قمة عربية بعد مقدمة طويلة كانت بمثابة مراجعة للأوضاع العربية حيث قال : ” وبصرف النظر عن هذه الحالة ( العربية ) فنحن مستعدون لأن نجتمع مع الكل علشان فلسطين “  !!!!

إنطلقت المسيرة الفلسطينية في   يناير 1964 بإنعقاد مؤتمر القمة العربية الأول بحضور الجميع تقريبا , لكن من سيمثل فلسطين وهنا نذكر القارئ بنص ملحق بهذا الشأن جاء فيه : ” يتولى مجلس الجامعة العربية أمر إختيار مندوب عربي في فلسطين بالإشتراك في أعماله إلى أن يتمتع هذا القطر بالإستقلال …. “

ومن الذين تعاقبوا على هذا المنصب بالتوالي موسى العلمي والحاج أمين الحسيني ثم أحمد حلمي باشا رئيس حكومة عموم فلسطين ( إنها مرحلة دقيقة في المسيرة الفلسطينية تحتاج للتوثيق عن هذه البدايات الصعبة , التي كانت سمتها الوصاية العربية …. وما آلت إليه أحوالنا اليوم .

وقبل ثلاثة شهور من خطاب عبد الناصر إتصلت الجامعة العربية باحمد الشقيري  ( الذي كان قد أقيل مؤخرا  من رئاسة الوفد السعودي لدي المم المتحدة ) وابلغته عن رغبة أكثرية الدول الأعضاء في تسميته ممثلا لفلسطين لدي الجامعة العربية .

هذه هي البدايات , حسب الوقائع التاريخية , وجاء في كتابات شفيق الحوت ضمن كتابات أخرى كثيرة إستعنت بها و الذي عاصر تلك المرحلة واصفا ومؤرخا لها   : ” يجب أن نقول اليوم مهما إختلفنا أو إجتهدنا على إسلوب عمل الشقيري ان نتوخى وجه الله والحقيقة , إلا أن نشهد لهذا الرجل بالدور  الكبير الذي قام به من أجل الشخصية الوطنية … ولو عرف بعض من هاجموه بقسوة وهاجموا معه ” فكرة ” منظمة التحرير الفلسطينية فنعتوها بشتى الصفات الظالمة , ما كان يعانيه الشقيري في سبيل إقامة تلك المنظمة من قبل الحكام والحكومات العربية , لأدركو مدى ما كانوا ظالمين …. “

وبقى السؤال الكبير من سيمثل فلسطين في مؤتمر الملوك والرؤساء …. وهي التي لا ملك لها ولا رئيس ؟؟؟ ربما كانت مسيرة صعبة على القائمين علينا اليوم أن يعيدوا قراءتها . أخيرا صار شبه توافق على دعوة فلسطين بشخص الشقيري وقد تم توجيه الدعوة له مع ملاحظة بروتوكولية هامة تحرم ممثل فلسطين  من الجلوس على مقعد مماثل لمقاعد الملوك والرؤساء    …. وعلى أن يكون مقعده متخلف بعض الشئ عن مقاعد الزعماء …. وأخيرا تمخض جبل الزعامات العربية بالقرار التالي :

” يستمر السيد أحمد الشقيري ممثل فلسطين في الجامعة العربية في إتصالات بالدول الأعضاء والشعب الفلسطيني  بغية الوصول إلى إقامة القواعد السليمة لتنظيم الشعب الفلسطيني وتمكينه من القيام بدوره في تحرير  وطنه وتقرير المصير …. “

.وكفى المؤمنين شر القتال … يعني لا كيان ولا منظمة ولا من يحزنون . لم يتوقف الشقيري هناك وبالتأكيد بالتعاطف والتاييد المصري , تشكلت اللجنة التحضيرية لتشكيل اعضاء المجلس الوطني وتحديد موعده ومكان إجتماعه وذلك في يوم الثامن والعشرين من مايو 1964 في مدينة القدس . عاش شعبنا هذه المناسبة ومنذ ذلك التاريخ في حالة ” روحية ” وتحرك بوعي وبحماس كبير للمضي قدما  وتذليل كل عقبة وتفويت كل فرصة تخريب .   لنعقد كل هذه الدورات وآخرها في رام الله قبل قليل على أرض الوطن .    

عودة للإخوة العرب … هذه المرة في الإسكندرية وإلى فندق  ” فلسطين “ لطرح ” كيان فلسطين على الملوك والرؤساء العرب الذين كانوا على موعد مع قمتهم الثانية يوم الخامس من سبتمبر 1964 . وبعد تجاذبات وتحفظات ومراجعات حول الكيان وشخص الشقيري , كادت تفرط القضية لتبقى إسم  فلسطين فندقا على شواطئ الإسكندرية . ولولا مداخلات عبد الناصر وبن بيلا وعبد السلام عارف لما تم تمرير شرعية العمل وكياته الفلسطيني . وبمبادرة عراقية أريحية تبرع الأثرياء بخمسة ملايين دينار كانت أول دفعة في الصتدوق القومي الفلسطيني .

للحدوتة الفلسطيبية بقية.

* أول معتمد للثورة الفلسطينية في قبرص واليونان

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى