أقلام وأراء

ملحم مسعود يكتب – فلسطينيات (٣) : الشتات والمهجر .. سيرة وإنفتحت

ملحم مسعود – اليونان في 12.10.18

كما هو معروف فإن العمل الوطني الفلسطيني اليوم ينحصر إلى حد كبير في ساحتين لا ثالثة لهما :

الأولى وهي الأهم في ما يجري على أرض الوطن , وهي الأساس , لأنها البوصلة التي تحدد وتوجه كافة النشاطات والتوجهات والقرارات على هذا العمل .

أما الثانية فهي العمل في  الساحة الدولية من خلال المكونات الفلسطينية المختلفة في  هذه الساحة التي تديرها وتؤثر عليها . وهنا يجب ان يعرف القاصي والداني أن البعثات الفلسطينية الرسمية (بعجرها وبجرها ) هي العنوان الفلسطيني الرسمي لهذا النشاط . اما التجمعات الفلسطينية على مختلف مشاربها وتسمياتها وإنتماءاتها واشكالها فهي من المفروض أن تكون  في كافة الأحوال الرافعة والداعمة لهذا  الحضور الرسمي , بما لها من خبرة  و علاقاتمحلية طويلة , كذلك  الإمكانيات  والكفاءات   والطاقات الفلسطينية الشخصية المتواجدة في الساحة و التي يجب عدم تهميشها أو تجاوزها أو التقليل من شانها  , التي لم تستغل حتى الان بسبب غياب التنظيم والتنسيق مع المركز ( وهو عمليا غير موجود) من جهة . وما حل بها ( التجمعات بوجه عام  ) من خلل وتمزق بسبب التطورات على الأرض ( الإنشقاق وغيره … )  وإنعكساتها عليهم  و على الساحة الدولية بشكل عام من جهة أخرى ,كذلك ضعف اداء أو غياب  ما يعرف بدائرة المغتربين دون أن ننسى عجرفة ” بعض “مدراء البعثات في التعامل والتعاطي معهم .

وتاريخيا كان لهذه التجمعات دور هام في  إبقاء الروح الوطنية لدي الأجيال الصاعدة بعيدا عن الوطن , كذلك النجاحات والإنجازات التي حققتها في المهاجر البعيدة ومنذ عقود طويلة كما هو الحال في أمريكا اللاتينية على سبيل المثال وغيرها  . واليوم رغم الفوضى الشاملة التي هيمنت على الكثير من هذا الحضور والنشاط الهام  للمغتربين   , والمعروف بالشتات والمهجر . رغم كل المحاولات والمبادرات والإتصالات التي جرت على مدار العقود السابقة , لم ننجح بترتيب هذا البيت …   رغم إنشاء دائرة خاصة قبل سنوات , في منظمة التحرير الفلسطينية بعد أن ادرك القوم أهمية هذا الحضور الفلسطيني ودوره المغيب , تعرف بدائرة المغتربين .

عودة هادءة , لمحصلة أعمال المجلس الوطني الأخير وقراراته , سبق وأن تناولت موضوع ” ديموقراطية على المقاس ” وستكون لنا عودة لهذا الموضوع بناء على طلب الأصدقا ء الذين طلبوا المزيد … وكان رايي واضح أن هذا يحتاج ” لصدور  واسعة “ تتحمل آراء, وتتفهم أفكار , ومبادرات من باب المشاركة وليس المشاكسة …. وطالما نحن الآن تحت وطأة المكان والزمان . ومن خلال الإستمرار في البحث والتنقيب على الإيجابيات يمكن البناء عليها , اتوقف عند الموضوع أعلاه (العمل الوطني ) على الساحة الدولية وهو ذو شقين :

الأول دور : الدبلوماسية الفلسطينية  … وهل نريد بناء مؤسسة عصرية , قادرة على تحمل أعباء هذه المرحلة وتحدياتها ومهماتها ؟ أم سيستمر ويبقى العمل الدبلوماسي على طريقة ما كانت به أحوالنا في البدايات :

إذهب أنت وربك فقاتلا.. إنَّا معكما مقاتلون

وهذه حكاية اخرى سنتناولها يوما …

والثاني الشتات الفلسطيني في المهجر والضبابية التي أضفت بظلالها على هذا الملف الهام عندما جرى سحب دائرة المغتربين من ممثل الجبهة الديموقراطية في المنظمة تيسير خالد لدي توزيع المهمات لأعضاء اللجنة التنفيذية لمنظمة التحريرعلى هامش إنعقاد المجلس الوطني الأخير , وإلحاقها بمؤسسة الرئاسة على أن يتولى إدارتها مستشار الرئيس د. نبيل شعت . وردود فعل الجبهة الديموقراطية حيث رفض تيسير خالد قرار نقل صلاحيات دائرة شؤون المغتربين بوصفه غير قانوني … ألخ. دون أن ننسى فإن وزارة الخارجية الفلسطينية تسمى …. الخارجية والمغتربين .

وهذه حكاية اخرى … إلى اللقاء

ملحم مسعود

أول معتمد للثورة الفلسطينية في قبرص واليونان

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى