أقلام وأراء

ملحم مسعود يكتب – الرئيس الفلسطيني في قطر : زيارة لبلد عربي …. محاصر

ملحم مسعود ١١-٨-٢٠١٨

تاخرت زيارة الرئيس الفلسطيني للدوحة , والتي كانت دائما  ضمن زياراته وأسفاره , ظنا منه أن الإنقسام الخليجي وحصار دولة قطر وتداعياته , سوف تكون سحابة صيف وستعود المياه إلى مجاريها بالتفاهم تحت المظلة ألخليجيةوضمن مؤسساتها لهذا طال إنتظاره حتى تكون الزيارة طبيعية و في مناخ وأجواء خليجية ودية وتعاونية وحاله يقول ….. ما قاله شاعرنا أبو الطيب المتنبي :

نَحْنُ أدْرَى وَقد سألْنَا بِنَجْدٍ…أطَوِيلٌ طَرِيقُنَا أمْ يَطُولُ  وَكَثيرٌ مِنَ السّؤالِ اشْتِيَاقٌ…وَكَثِيرٌ مِنْ رَدّهِ تَعْليلُ

يقول العارفون ببواطن الأمور أن ياسر عرفات والملك حسين رحمهما الله  كانا أكثر الزوار بين الزعماء للدوحة ,  الأول كان كان صاحب الرقم الصعبويحمل  في جعبته معلومات وأسرار قل من يعرفها ( قبل أن يكون الضيف الدائم على البيت الأبيض ) والثاني كان موضع إحترام وصاحب العلاقاتالمتميزة مع القوى الدولية الفاعلة , وعاهل الدولة الأهم في إستقرار المنطقة … الأمر الذي يعرفه الكثيرون , وإهتماماتهم بالدوحة ولقاء قياداتها لا يعني صدفة بأي حال.

بعتبر الرئيس الفلسطيني أبو مازن أحد القيادات الفلسطينية المتخصصة بالشأن الخليجي وخصوصا قطر التي عاش وعمل فيه لبضعة عقود , كذلك خالد الحسن ( ابو السعيد ) رحمه الله  

ذو الثقافة الرفيعة الذي عمل ردحا من الزمن في دولة الكويت وكسب إحترام ومحبة أهلها وكان مرجعا هاما لهذه العلاقات ….. وليس سرا عن موقفهم شبه المعلن ضد صدام حسين وتصرفاته ومناكفاته الدول الخليجية وخصوصا عندما إحتل الكويت …. وهذه حكاية أخرى .

القراءة الأولى لزيارة أبو مازن للدوحة , والتي بالتأكيد فاجأت بعض القائمين على سياسات المنطقة  وتطوراتها وأحداثها إضافة إلى مواقفهم من السياسات القطرية , والتي آلت إلى ما هي عليه اليوم ……  سيرون فيها رسالة مباشرة وقوية عنوانها : القضية الفلسطينية ليست سلعة في سوق “عكاظ” … كذلك هي ( الزيارة )  تعبير عن رفض رسمي و مباشر للموقف الفلسطيني الشعبي المعروف لهذه السياسات وتداعياتها في المنطقة ,  ورفض كل أنواع الضغوط والإبتزاز السياسي للرضوخ للحلول المشبوهة , والقوى التي تتبنى وتعمل باساليب ” التدحيل ” في محاولاتها فصم عرى الوحدة الفلسطينية والعبث بمؤسساتها , وخيارات الشعب الفلسطيني مفتوحة . 

القراءة الثانية للزيارة على الصعيد الفلسطيني هي إستعادة الرئيس نشاطه , واخذ المبادرات بعد الوعكة الصحية التي ألمت به , إعتكف خلالها وبعدها للراحة والإستجمام حسب توجيهات الاطباء , ونحن جميعا نتمنى له الصحة وطول  العمر …. وطالما نحن نتحدث عن الحالة الخليجية والتي كان لها إنعكاسات على كافة الاصعدة , والمنطقة فقد بات على القيادات الفلسطينية المعنية …. وضع سياسات العمل الفلسطيني في المنطقة , وخصوصا على ضوء زيارة او زيارات الرئيس الأخيرة للمنطقة وتقديره وتقييمه للأوضاع , بالبدا بتطوير الخطاب الفلسطيني للتعامل مع المعطيات الجديدة وتداعيات الأزمة الخليجية وتصحيح مسارات العمل السياسي والدبلوماسي الفلسطيني في المنطقة ,بالتنسيق والتعاون بين البعثات في المنطقة من جهة والمركز من جهة أخرى ,وتحديث آليات العمل والكفاءات القادرة على إدارة العلاقات , وتحمل مسؤوليتها في هذه الظروف الصعبة  .  

أخيرا ولحساسية الأزمة الخليجية وإستمرارها للأسف , والتطورات في المنطقة وتداعياتها ربما  اصبحنا في حاجة لوضع رؤية للمبادرة وإقامة ورشات العمل , لتكون القضة الفلسظينية  في موقعها في قلوب الإخوة ابناء الخليج وكما كانت دائما , والذين كانوا معنا داعمين لمواقفنا , ومتعاطفين مع شعبنا , ولا ننسى أن لدينا الآلاف من أبنا شعبنا يعملون في كل المجالات ويلقون كل إحترام ومحبة من الدوائر الرسمية وأبناء الشعب العربي في الخليج . والذين نتحمل مسؤولية رعايتهم وهمومهم الإنسانية …. وهذه حكاية فلسطينية أخرى

ملحم مسعود

أول معتمد للثورة الفلسطينية في قبرص واليونان

.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى