ترجمات عبرية

ملحق اقتصادي – يديعوت – بقلم سيفر بلوتسكر – اقتصاد زبدة

يديعوت – بقلم  سيفر بلوتسكر  – 26/11/2019

“النمو الاقتصادي العالمي يضعف والتوقعات ساءت جدا”، هكذا كتب اقتصاديو منظمة الـ OECD في الجملة الافتتاحية للاستعراض الاقتصادي الذي نشر في باريس في نهاية الاسبوع الماضي. استعراض، بنبرته المتشائمة وبجملة تحذيراته، بعث قلقا عميقا في وزارات المالية في العالم. عقدت جلسات، طلبت ايضاحات، اتخذت قرارات.

ليس عندنا. لدولة اسرائيل لم يعد يوجد منذ نحو سنة كاملة وزير مالية فاعل. وأمس بدا أن الوزير موشيه كحلون استفاق من صمته الطويل كي يبشر بحل مؤقت لمشكلة المشاكل في الاقتصاد – النقص المؤقت في نوع معين من الزبدة. سيزيد حجم استيراد الزبدة، اعلن الوزير، بكلمات كبيرة محفوظة للثورات في لسياسة الاقتصادية – ولكن ليس لاجواء اقتصاد الانتخابات السائدة في اسرائيل منذ تشرين الثاني العام الماضي. فاستهلاك الزبدة في البلاد، بالمناسبة قليل نسبي بالنسبة للسكان والنقص فيها يعكس بالاساس فشل سياسة الرقابة على الاسعار.

لقد فضل وزير المالية التطرق لوضع الزبدة وليس لوضع الاقتصاد رغم انه في استعراض الـ OECD كان هناك توقع لسنة صعبة لاسرائيل. فالعجز في الميزانية سيرتفع الى ما هو اكثر من 4 في المئة من الانتاج المحلي – 57 مليار شيكل. مبلغ هائل حتى بالمقارنة الدولية: العجز في ميزانية حكومة اسرائيل، بالنسبة للانتاج، سيكون الاعلى من كل دول الـ OECD الـ 36 باستثناء الولايات المتحدة.

في بداية العقد برزت اسرائيل كدولة ذات عجز حكومي نسبي هو الادنى في الـ OECD. وكنتيجة للعجز المتضخم سترتفع جدا ايضا النسبة بين الدين العام والانتاج. من 61 الى 65 في المئة بعد سنة ونصف. وهكذا، سينقلب رأسا على عقب ميل التقليص في عبء الدين والذي اعتبر احد الانجازات البارزة للسياسة الاقتصادية. لم يعد كذلك: الانجاز يصبح فشلا. فشل مزدوج لان العجوزات الشاذة لم تنشأ بسبب استثمارات الحكومة في المواصلات العامة، في الصحة، في التعليم العام؛ أجهزة تعاني من تجويع منهاجي وتفكك متقدم. لقد نشأت العجوزات بسبب تخفيض الضرائب بشكل فضائحي وتوزيع سخي للامتيازات بهدف “الاحسان للشعب” قبيل الانتخابات.

في السنة القريبة القادمة يتوقع الاقتصاديون، وليس فقط في الـOECDبل وفي المالية ارتفاعا في البطالة، ابطاء آخر في الاستثمار الانتاجي ومصاعب في التصدير. قدرة المنافسة للتصدير من اسرائيل تآكلت وهي عرضة للحروب التجارية بين الدول العظمى. على خلفية التوقعات المتكدرة تدعو الـ OECDحكومة اسرائيل ضمن امور اخرى لجباية المزيد من الضرائب، للاستثمار الاكبر في اهداف اجتماعية، لمساواة سن التقاعد للنساء مع الرجال وغيره. غير ان هذه الدعوات ستبقى بالطبع بلا جواب، على الاقل حتى قيام الحكومة.

بغياب وزير مالية ذي قدرة على القرار، فان الموظفية العليا في المالية تفعل ما تشاء وتستخدم حجة “حكومة تسيير الاعمال” كي تغلق صنابير الميزانية حتى لاهداف حيوية. وهي تفعل ذلك كي تمنع انهيارا ماليا آخر. يبدو هذا خيارا وحيدا قبالة حكومة تفضل الان ايضا اقتصاد الزبدة على اقتصاد الدولة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى