ترجمات عبرية

مقتطفات من الصحافة الاسرائيلية ليوم 3-12-2012


هآرتس – 3/12/2012

القضاة يهددون بعدم الاشراف على الاستفتاء الشعبي على مشروع الدستور الجديد مما قد يؤدي الى وقوع اعمال تزوير . – اعتصام القوى المعارضة لمرسي في ميدان التحرير مستمر منذ اكثر من 10 ايام . – اتساع رقعة الاحتجاجات على الاعلان الدستوري الذي اصدره الرئيس المصري . خلال عملية ” عامود السحاب ” . – ديوان رئيس الوزراء يتوقع اجراءات اضافية ضد السلطة الفلسطينية. –  قبيل إنتهاء الموعد لتقديم القوائم الحزبية للجنة الانتخابات المركزية متسناع وشترن وهاندل ينضمون الى تسيبي ليفني ** – يسرائيل بيتنا سيعلن غدا عن قائمة مرشحيه – اليوم انقسام في حزب كاديما – الكتلة الوسطية اليسارية لديها 3 ايام لتقرر اذا ما رغبت في خوض الانتخابات بقائمة مشتركة من عدمه . – لابيد يعلن عن قائمة مرشحي حزبه ( هناك مستقبل ) . – ابراهيم صرصور يواصل رئاسة القائمة الموحدة للعربية والتغيير . –  بعد 53 عاما إغلاق مصنع كتان في ديمونا ** – فصل 40 عاملا . – توقع قيام شركة اوفيس تكستيل بشراء معدات مصنع كتان للنسيج بمبلغ 5 ملايين شيكل ونقل اعمال المصنع من ديمونا وتشغيل عدد من العمال المفصولين . – رئيس معهد التصدير : النية لخفض ضريبة المكوس هي ضربة اخرى لقطاع النسيج الذي يواجه صعوبة في التعامل مع الاستيراد باسعار رخيصة . – إسرائيل تستورد 46 % من النسيج من الصين . – تركيا تصدر لاسرائيل 8% من احتياجاتها من النسيج. –  لا يوجد قضاة في القاهرة – المئات من اتباع الرئيس المصري محمد مرسي يمنعون التئام المحكمة العليا للنظر في حل الجمعية التاسيسية المكلفة بصياغة الدستور . – العنف في شوارع مصر سيؤدي كما يبدو الى تدخل الجيش الامر الذي من شانه اعادة الثورة الى بدايتها .

 يديعوت احرونوت – 3/12/2012

فشل المفاوضات بين الممرضات ووزارة المالية – نقابة الممرضات القطرية تعلن عن اضراب مفتوح بسبب ما اعتبرته سياسة المماطلة التي تنتهجها وزارة المالية في تطبيق اتفاقية زيادة الاجور – الاضراب يشمل الجهاز الصحي الحكومي بما في ذلك المستشفيات والعيادات . – وزارة المالية تقول ان الممرضات ملزمات بتنفيذ الاتفاق الجماعي حتى مطلع العام القادم . – الاضراب يستثني الممرضات العاملات في مستشفيات امراض النفس ورعاية المسنين . –  خلافات داخل حزب العمل – عمير بيرتس يرفض ان يخفف من حدة انتقاداته – بعد رفض رئيسة الحزب يحيموفيتش الاجتماع به المقربون من بيرتس يقولون : لا نريد العودة الى الخطأ الذي ارتكبه باراك بان من يصوت لصالح شيلي يمنح صوته الى بيبي – الاعتقاد السائد في اوساط حاشية شيلي يحيموفيتش هو بان عمير بيرتس يحاول الحاق الضرر بحزب العمل – (حزب  هناك مستقبل ) برئاسة الاعلامي السابق لبيد يطلق حملته الانخابية – ممثل الاقليات في القائمة هو خضر قدور الذي حصل على المرتبة الثالثة والعشرين غير الواقعية –  كاديما ستحاول افشال انشقاق اعضاء من الكتلة الى قائمة ليفني – مناورة برلمانية قد تمنع اليوم في لجنة الكنيست طلب انشقاق 7 من اعضاء الكنيست في كاديما الى حزب ( الحركة ) وتحويل مبلغ التمويل الانتخابي اليها . – المقربون من ليفني يستعدون للتوجه الى محكمة العدل العليا ضد هذا الاجراء . – النائب مئير شيطريت هو احد المنشقين . – الميجر جنرال احتياط اليعزر شتيرن قد ينضم الى ليفني . – تسيبي ليفني تقترح على الصحفي بن درور ياميني الانضمام الى حزبها . – بدء اضراب الممرضات

 معاريف – 3/12/2012

دول اوروبية اخرى تمارس ضغوطا على إسرائيل لكي تتراجع عن نيتها هذه . – لندن وباريس تشعران ان إسرائيل تصرفت معهما بنكران الجميل إزاء الدعم الذي قدماه لها –  نتانياهو قامر وخسر – رام عمنوئيل احد مقربي اوباما يكشف عن غضب البيت الابيض على نتانياهو – نتانياهو دعم رومني وتدخل بذلك في الانتخابات الامريكية – رئيس الوزراء وعظ اوباما اخلاقيا وهذا غير جائز بتاتا – عمنوئيل يقول ان الرئيس الامريكي لن يسمح بان يقوم نتانياهو بالاستخفاف به مرة اخرى – رام عمنوئيل رئيس بلدية شيكاغو ينتقد نتانياهو بسبب قراره بناء 3 آلاف وحدة سكنية جديدة في المستوطنات – فرنسا وبريطانيا تدرسان امكانية سحب سفيريهما من إسرائيل ** – احتجاجا على نية الحكومة بناء وحدات سكنية في المنطقة المصنفة أ ( A) بين معاليه ادوميم والقدس . – فرنسا وبريطانيا تعتبران الخطوة الاسرائيلية المحتملة تجاوزا للخطوط الحمراء .

هارتس : فرنسا وبريطانيا تدرسان استدعاء سفيريهما من إسرائيل احتجاجا على المشروع الاستيطاني الجديد

صحيفة “هآرتس” 3/12/2012

قالت صحيفة “هآرتس” الاسرائيلية اليوم الاثنين، أن فرنسا وبريطانيا تدرسان معاً عدة خطوات احتجاجية على قرار إسرائيل إطلاق مشروع البناء الاستيطاني في المنطقة الواقعة بين القدس ومستوطنة “معاليه أدوميم” ومنها استدعاء سفيريْ البلديْن لدى إسرائيل .

وذكرت الصحيفة، أن باريس ولندن تعتبران هذا المشروع تجاوزاً للخطوط الحمراء وترغبان من خلال الخطوات قيد الدراسة أن تؤكدا لإسرائيل شدة غضبهما على قرارها إطلاق مشاريع استيطانية جديدة خاصة بعد الدعم السياسي الذي كانتا قد قدمتاه لإسرائيل خلال عمليتها العسكرية الأخيرة في قطاع غزة .

ومن الخطوات الأخرى محل التداول تعليق الاجتماعات الحوارية الدورية بين إسرائيل وفرنسا وبريطانيا واعتماد كلا البلديْن الأوروبييْن قرارات رسمية بوضع شارات خاصة لتمييز منتجات المستوطنات لا بل السعي لتمرير بعض العقوبات على المستوطنات في مؤسسات الاتحاد الأوروبي .

الإعلام الإسرائيلي: عباس غادر رئيسا للسلطة وعاد رئيسا للدولة

الإعلام الإسرائيلي – 3/12/2012

تناولت وسائل الإعلام الإسرائيلية، اليوم الأحد، الاستقبال الجماهيري الحاشد، الذي استقبل به رئيس دولة فلسطين محمود عباس، بعد نجاح مساعي القيادة بالاعتراف بفلسطين دولة غير عضو في الأمم المتحدة.

ونقلت المواقع الإسرائيلية حفل استقبال الرئيس محمود عباس ببث حي ومباشر من رام الله، وتصدر خطاب الرئيس العناوين الرئيسية لأهم المواقع الإسرائيلية.

وعنونت صحيفة ‘يديعوت أحرونوت’ على موقعها على الإنترنت مشاهد الاستقبال بعنوان ‘عباس سافر رئيسا للسلطة وعاد رئيسا لدولة فلسطين، والعالم قال لا للاحتلال’.

أما موقع صحيفة ‘معاريف’ فكتب في العنوان الرئيسي: ‘العالم قال نعم للدولة الفلسطينية’. في حين كتب موقع ‘ولا’ الإخباري: ‘أبو مازن عاد إلى رام الله، وبجعبته دولة، نعم لدينا دولة’.

في حين قالت إذاعة جيش الاحتلال الإسرائيلي اليوم الاحد، إن قيادة الجيش أعلنت حالة الطوارئ وأمرت الوحدات في الضفة الغربية المحتلة الاستعداد ‘خوفا’ من المظاهرات بعد عودة الرئيس محمود عباس إلى رام الله. وأضافت الإذاعة إن الوحدات العسكرية وضعت في حالة استنفار مستمرة.

معاريف : ما نخشاه من الاعتراف بفلسطين هو سيطرة حماس على الضفة ودخول إسرائيل تحت نيرانها

“عوديد تيرا” * صحيفة معاريف * 3/12/2012

يبدو أن التخوف الإسرائيلي من قرار منح فلسطين صفة دولة مراقب في الجمعية العامة للأمم المتحدة لا يتركز بالأساس من توجه الفلسطينيين مستقبلاً لمحكمة “لاهاي” كما يظهر في الحديث الجماهيري العام، ولكن ما تخشاه “إسرائيل” سيطرة حماس على الضفة الغربية وبالتالي دخول كل “إسرائيل” تحت مرمى نيرانها.

هذا ما أفصح عنه صراحة الكاتب “عوديد تيرا” في مقال نشره في صحيفة معاريف ، مشيراً أن توجه الفلسطينيين مستقبلاً الى محكمة “لاهاي” هو ليس مركز تخوف “إسرائيل” من الاعتراف بفلسطين كعضو مراقب في الأمم المتحدة وطلب البحث في جرائم الجيش الإسرائيلي، وتعريض شخصيات إسرائيلية كبيرة للملاحقة القضائية، فضلاً عن منعهم من السفر الى الخارج خوفاً من اعتقالهم.

ما تخشاه “إسرائيل” –وفقاً للكاتب- هو سيطرة حماس على الضفة من خلال أية انتخابات قادمة، ودخول كافة المناطق الإسرائيلية من الجنوب الى الشمال تحت تهديد صواريخها ومقذوفاتها، وفقدان منظومة القبة الحديدية نجاعتها كون المدى الفعلي سيقل وسيكون من الممكن إطلاق الصواريخ على “إسرائيل” بالراجمات، فضلاً عن إعادة تفعيل العمليات التفجيرية داخل “إسرائيل”.

وكما هو معروف، صوت أغلبية الفلسطينيين بالضفة في الانتخابات السابقة لصالح حماس، ولكن تواجد الجيش الإسرائيلي في هذه المناطق، خلافا لقطاع غزة، منع سيطرتها، وعندما تحظى السلطة الفلسطينية بالمكانة الجديدة ستتعرض الى الضغط للمطالبة بخروج الجيش الإسرائيلي من الضفة، وسيكون من الصعب على “إسرائيل” البقاء هناك كي تضمن استمرار حكم أبو مازن ورجاله –على تعبير الكاتب تيرا-.

وأوضح الكاتب أنه في حالة كهذه ستضطر “إسرائيل” لمواجهة مشكلتين مركزيتين، الأولى هي كيفية حماية المستوطنات في المناطق بنجاعة، والثانية هي كيفية حماية “إسرائيل” حين يكون عرضها في منطقة نتانيا نحو 15 كيلو متر فقط.

وأشار الكاتب أن نظام الدفاع عن “إسرائيل” يقوم على خطوط داخلية، وعندما يكون بوسع حماس في الضفة قطع “إسرائيل” الى قسمين شمالي وجنوبي، فان هذا الدفاع يكون متعذراً، وعملياً سنقف أمام تهديد وجودي، يمكنه أن يدعم كل خطوة عسكرية لعدو خارجي محتمل، كونه سيمنع قدرات نقل الفرق من الجنوب الى مناطق قتالية أخرى، ولان المطارات ستخضع للنار من جانب حماس.

ويرى الكاتب أنه في مثل هذا الوضع، سيكون لباب الأعمال التجارية الإسرائيلية وأساس صناعاتها عرضة للإصابة بالضبط مثلما هي سديروت وبئر السبع اليوم، وعليه فيجب البدء في الاستعداد للسيناريوهات التي عرضت هنا، ولا سيما العمل على ان يتمكن الجيش الإسرائيلي في كل تغيير يطرأ على الكيان الفلسطيني في الشرق ان يكون متواجدا في الضفة الغربية حسب ما تقتضي الحاجة.

بعد الاعتراف لنهاتفه، الان

يديعوت  أحرونوت- سمدار بيري – 2/12/2012

 جارنا (الطيب؟ الشرير؟ هذا منوط بمن تسأل) محمود عباس يحمل خمسة ألقاب على الاقل: أبو مازن هو قبل كل شيء الرئيس الفلسطيني، رئيس السلطة الفلسطينية، رئيس المنظمة التي تمثل الفلسطينيين، رئيس منظمة فتح، وكذا القائد العام لقوات الامن الفلسطينية. وفي نهاية الاسبوع أضافوا له في الضفة اللقب الملزم “أبو الدولة” الفلسطينية التي على الطريق. وهكذا مع جملة الالقاب المنتفخة (وهو غير مستعد لان ينسى لقب “الارهابي السياسي” الذي ألصقه به ليبرمان) وهو يعود حاملا للاوسمة على اصراره على عدم التراجع أمام الضغوط والتهديدات.

 في طريقه الى رام الله يلاحظ أبو مازن كومة عالية من المشورات والتحذيرات من اصدقائه كيف ينبغي له ألا يضيع الانجاز في الامم المتحدة: التاريخ الرمزي والصفعة الرنانة على الخد الاسرائيلي، العدد المثير للانطباع، 138 دولة مؤيدة، والخطاب الذي رسم له صورة المقاتل من أجل السلام. وفي الرواية الفلسطينية مضمون له منذ الان كمن ليس فقط رفع مستوى مكانة شعبه الدولية، بل وشطب اتفاقات اوسلو أيضا.

 ينبغي الان أن نرى ما الذي يعتزم عمله في اليوم التالي. قالوا عنه عندنا أنه ليس شريكا وليس ذا صلة، إذن قالوا. أبو مازن يفهم بان المعسكر الوطني ليس فقط يغلي بل وينتظره عند الزاوية ايضا. وأن إقرار بناء 3 الاف وحدة سكن جديدة بين القدس ومعاليه ادوميم هو مجرد تلميح أول شديد الوضوح. فنتنياهو يمكنه أن يجعل له الموت مع عقوبات اقتصادية، مع قيود حركة على الشخصيات الهامة، مع حواجز جديدة تقطع التواصل في الضفة وتعرقل خطط البناء والتجار.

 في الشهر الماضي، في مقابلة مع “يديعوت احرونوت” شرح أبو مازن لماذا ملح له التوجه الى الامم  المتحدة بالذات في 29 تشرين الثاني، ولماذا لا يعتزم التنازل. في تلك الفرصة شرح بان فقط شيء واحد سيوقفه: اذا ما رفع نتنياهو له الهاتف ودعاه الى العودة للمسيرة السياسية. هذا لم يحصل.

 في مكتبه في المقاطعة في رام الله كان أبو مازن مقتنعا بان الفلسطينيين سينتصرون على حملة الضغوط الاسرائيلية. والحقيقة هي أن عندنا أيضا عرفوا بان معارك الصد هي عمل ضائع. وحسب رواية “ابو الدولة” فان رفع المستوى يرمي الى جلب الفلسطينيين الى المفاوضات من موقع محسن. في هذا الموضوع نجده محقا. اذا كان نتنياهو رفض الشروع في البحث في حدود الدولة الفلسطينية، واذا كان تبادل الاراضي الذي رسمه اولمرت لم يطرح على الخرائط على طاولة المباحثات في القدس، فمن الان قولوا  حدود 67.

 غير أن أبو مازن لا يمكنه أن يسمح لنفسه بان يكون سعيدا: ابتداء من هذا المساء نجده ملزما بالحرص على عدم اغضاب نتنياهو وإثارة اعصاب ليبرمان. فالرقص في الشوارع، وبحر الاعلام والاعلانات هي شيء. ولكن اذا ما استؤنفت اعمال اخلال شاذة بالنظام، اذا ما نفذت لا سمح الله عملية ارهابية، فانه سيقع في كمين الليكود بيتنا وسيعيد العجلة الى الوراء. وفي مكانته الجديدة بالذات نجده ملزما بتعميق التعاون الامني مع اسرائيل والحرص على ان تتصرف فلسطين حسب المعايير الواردة لمن ارتبط بالاسرة الدولية.

 لقد دعا أبو مازن بعد التصويت في الامم المتحدة اسرائيل، بالضبط مثلما وعد مسبقا، للعودة الى طاولة المفاوضات. من ناحيته، ما أن رفع المستوى، فانه يمكن التقدم. وهو يخمن منذ الان بانه لا يفرش له احد بساطا أحمر في القدس وانه ملزم بان ينتظر خمسة اشهر على الاقل: حتى الانتخابات، حتى تشكيل الحكومة الجديدة عندنا وحتى يتقرر ما الذي ينبغي فعله بحق الجحيم مع هذا اللجوج من رام الله.

 وهذه ستكون خمسة أشهر اختبار غير بسيطة للطرف الفلسطيني. وسيحاول الرئيس استخدام هذا الزمن المستقطع لتحقيق المصالحة التي لا نعرف كم بلغ عددها مع حماس. فهل سينجح؟ ليس مؤكدا.  ينجح ولكن “الصلحة” لا تصمد؟ مثل هذا السيناريو محتمل ايضا. هذا سيكون تنغيصا للحياة غير بسيط لكل الاطراف. فاسرائيل تفقد حرية العمل احادية الجانب. خالد مشعل يبعث باشارات باسلوب جديد، مصر ستنبش، وكل هذا يمكن أن يتدحرج الى اوضاع لا أحد يحلم بها عندنا. ولكن لا يزال، حتى هذا المساء، ليس متأخرا رفع الهاتف من القدس الى رام الله.

التاسع والعشرون من تشرين الثاني: الجريمة والعقاب

اسرائيل اليوم – رون برايمن – 2/12/2012

 كانت نقطة التحول في تاريخ ارض اسرائيل هي التاسع والعشرين من تشرين الثاني 1947، فقد استقر رأي الامم المتحدة على تقسيم البلاد الى دولتين يهودية وعربية. ووافق اليهود بفرح وألم في حين بدأ عرب ارض اسرائيل والبلدان العربية المجاورة حربا. ومنذ ذلك الحين كان يجب ان يزول قرار التقسيم. لكن برغم حروب اخرى فُرضت على اسرائيل – ولا سيما حرب الايام الستة التي كانت نتائجها إتماما لحرب التحرير، وكلتاهما نبعت من المعارضة العربية لتقسيم البلاد – تمسك اليهود خاصة بالتقسيم.

 كانت العشرون سنة الأخيرة منذ تم التوقيع على اتفاقات اوسلو مسيرة حماقة طويلة أنتجتها اسرائيل والثمرة المتعفنة لجهات مختلفة فيها أثارت فكرة التقسيم من جديد. فقد بدأت تلك الجهات من اليسار يصاحبها قطيع الاعلام المقرون بعربتها، بدأت غسل دماغ وجه الى الداخل والى الخارج وكأن انشاء دولة عربية في داخل ارض اسرائيل هو الصيغة السحرية لحل الصراع فيها.

 برهنت العشرون سنة الأخيرة منذ كانت اوسلو مرة بعد اخرى بالدم والنار على ان “حل الدولتين” قد أفلس، وان اتفاق السلام والدولة الفلسطينية (غربي الاردن) هما الشيء ونقيضه: فلا يمكن احراز سلام ودولة كهذه ايضا في وقت واحد.

 كان الافتراض الأساسي لناس اتفاق اوسلو ان الشعب اليهودي محتل في ارضه، في يهودا – وهي مصدر اسم هذا الشعب – وفي السامرة، ويجب عليه لذلك ان يتنازل عن قلب ارضه للمحتل العربي الذي جيء به من الخارج في اطار الخدعة الاسرائيلية المسماة “مسيرة السلام”.

 كان هناك افتراض أساسي خطأ آخر لناس اوسلو وهو ان الجانب العربي مؤلف من ارهابيين “أخيار” ينبغي ان نُحادثهم، ومن ارهابيين “أشرار” لا يجوز ان نفاوضهم. وقد برهنت العشرون سنة الأخيرة منذ كانت اوسلو مرة بعد اخرى على انه لا يوجد نوعان من الارهابيين لأن للتوأمين م.ت.ف وحماس نفس الهدف ونفس “الحل” – وهو القضاء على دولة اليهود في مراحل كهذه أو غيرها.

 أثبت شهر تشرين الثاني 2012 بعد 65 سنة من تشرين الثاني 1947 في عدة مناسبات حركة المقصين المنسقة لأصحاب الأهداف المتشابهة الذين تختلف طرقهم فقط في هذه الاثناء، فقد غطى المخربون “الأشرار” من غزة البلاد بصواريخهم وبدأ المخربون “الأخيار” من رام الله قصفا دبلوماسيا، وكأنهم يتلقون فجأة خطة التقسيم التي رفضوها 65 سنة. لا أساس للتفريق بين منكر المحرقة من رام الله الذي ينبغي ان نرعاه وبين المخربين من غزة الذين لا يوجد ما نُحادثهم فيه لأن حكم م.ت.ف كحكم حماس.

من المعقول ان يشتمل استمرار الهجوم الدبلوماسي على استمرار إحياء خطة التقسيم وفيها الخريطة التي اشتملت عليها. ان نهاريا وكرمئيل بحسب الخريطة غير مشمولتين في الدولة اليهودية وحكمهما كحكم الخليل واريئيل. وسيبدأ طالبو الترحيل/ الانفصال/ الانطواء قريبا انشاء خطط تُعرف باسم “اخلاء/ تعويض” بلغتهم المغسولة – للمستوطنين في نهاريا وكرمئيل.

 كيف يجب على اسرائيل ان تعامل الهجوم المشترك؟ كانت نتائج التصويت متوقعة سلفا وحتمية. ولهذا كان يجب ان يكون الرد الاسرائيلي مُعدا مسبقا وحادا وفوريا. يجب على رئيس الوزراء نتنياهو وفورا ان يخطو عدة خطوات. فعليه أولا ان يتبنى تقرير القاضي ادموند ليفي وان ينفذه ولا سيما قوله ان اليهود ليسوا محتلين في يهودا والسامرة. وعليه ثانيا ان يلغي جميع اقتراحات التقسيم – من التاسع والعشرين من تشرين الثاني 1947 الى اليوم.

 يجب على رئيس الوزراء ايضا ان يتراجع عن خطبة بار ايلان التي أخفق فيها وتبنى ثقافة الكذب وأضاف ايضا تجميد البناء اليهودي في قلب البلاد، فما بقيت حكومة اسرائيل تُمكّن من بناء عربي واسع وتجميد للبناء اليهودي في نطاق واسع فان الرسالة هي انه يجوز للعرب فقط ان يُقرروا حقائق على الارض. ومن المهم ان نُذكر بأن الحديث عن حكومة “يمين”.

 ويجب على نتنياهو في النهاية وعلى حكومته ان يبنيا في البلاد كلها باعتبار ذلك حقا لا “عقابا” للعدو. والعقاب يمكن ان يكون على صورة تجميد بناء المدينة العربية “روابي”.

احجام من فنشتاين والنيابة العامة عن محاكمة وزير الخارجية افيغدور ليبرمان بتهم فساد

هآرتس/بقلم: أمير أورن – 2/12/2012

ان ابراهام لنكولن حي يُرزق ويتلقى اموالا بصورة غير قانونية في قبرص. هو أو ربما اريك لافي وامنون لبكين وآفي لوزون أو شخص ما متصل بالشركة التي تديرها ابنة افيغدور ليبرمان. من يمكن ان يكون هذا؟ هذا تحدي تحقيقي كبير ولغز لا يوجد له حلال.

 في ملف ليبرمان المأساوي – الكوميدي من السخيف ان نسمع ذرائع الغاء مسودة الاتهام قريبا (ما عدا الترفيع المرفوض لمنزلة السفير زئيف بن – آريه)، ومن المحزن ان نرى تعوج المستشار القانوني للحكومة. ان المحامي يهودا فنشتاين، وهو رجل حروب في تصوره لذاته، هزمته قوى لم يكن بعضها تحت سيطرته؛ وهو لا يُنكر الايقاع البطيء بصورة مخيفة لعلاجه الشخصي للملف الجنائي.

 في 13 نيسان 2011 أعلن فنشتاين انه يرى ان ليبرمان خالف مخالفات جنائية شديدة منها احتيال وخيانة ثقة والحصول على اشياء باحتيال وتبييض اموال وغير ذلك؛ واذا “رغب” ليبرمان فسيعرض على المستشار دعاوى حقائقية وقضائية في الاستجواب. وليس المتهمون المحتملون معنيين دائما بالاستجواب لئلا يُكشف فيه عن الخط الدفاعي ويساعد ذلك النيابة اذا حوكموا في نهاية الامر.

 كان فنشتاين في ذلك اليوم ولأكثر من سنة بعده على يقين من تأثيم ليبرمان. وهو يُقدر الآن ان لائحة الاتهام التي استقر رأيه عليها كانت ستتحطم على صخور المحاكمة. ان مستشار شتاء 2011 ينفي نفسه كيف كان في ربيع 2011. ان ليبرمان برغبته في الاستجواب قد أنقذ فنشتاين الذي كان سيؤثم ثم يخرج مُبرئا. ان فنشتاين يعارض دحرجة ملفات جنائية حدودية من النيابة العامة الى المحاكم، وهو يرى ان المسؤولية تقف عنده. وقد أحسن فنشتاين الصنع لأنه تراجع وقد تحول ملف جنائي صلب الى ملف حدودي فجأة.

بيد ان الاستجواب ليس ذريعة، بالعكس. ان جميع الدعاوى ارتفعت وانخفضت في استعدادات فريق الادعاء. ولا جديد في احجام مواطني دول اجنبية عن الشهادة على وزير عظيم القوة. ان رئيس شعبة التحقيق والاستخبارات في الشرطة يوآف سغلوفيتش الذي يعارض بما أوتي من قوة اغلاق الملف ويراه فنشتاين صاحب خبرة وقيم يستطيع ان يُحدثه عن مبلغ انتشار هذا الاحجام وان هذا لا يدل على كيفية سلوك المدعوين الى الشهادة. فما الذي يوحي به جهاز فرض القانون باستسلامه.

 ان لتراجع فنشتاين سببا آخر خارجيا وهو نقص مفاجيء من التوازن المسمى “احتمالا معقولا للتأثيم”، فاذا كانت النيابة العامة وعلى رأسها المستشار ترى وجود احتمال كهذا فانها تقدم ادعاءا وإلا أغلقت الملف الجنائي. وقد كان مثل هذا الاحتمال في نيسان 2011 وفي الصيف من هذا العام ايضا. فأين اختفى؟ ومن الذي أخفاه؟.

 ان الجواب المعوج ثلاثي، انهم القضاة موسيا أراد ويعقوب تسبان وموشيه سوفال الذين أدهشوا المدعين – ومعهم مراقب خبير غير مشارك مثل فنشتاين – حينما برأوا اولمرت في قضيتي ريشون تورز وتلانسكي. وقد رُفع استئناف على قرارهما المُغضب لكن روح الادعاء في تلك الاثناء سقطت من غير قيام. وارتجف الفريق حول فنشتاين الذي تحول عن تأييد جازم لاتهام ليبرمان الى ضعف الرأي. لا يشُكون هناك بالحقائق ولا في تفسيرها القضائي بل في ردود القضاة الذين قد يبحثون في قضية ليبرمان في نفس المحكمة اللوائية في القدس.

 صُور فنشتاين باعتباره محاميا عظيم الانتصارات مثل داود في مواجهة جولييت المؤسسي. ولم يعد محاربا وحيدا باعتباره رئيس الادعاء فهو الملك داود مع يوآف بن – سرويا ووزراء الجيش والفرق العسكرية الذين أصابتهم روح الاستسلام. وهكذا ينقضي مجد الروح القتالية.

ان الطريقة الوحيدة لمنع ضرر لا يمكن اصلاحه هي تأجيل القرار على اتهام ليبرمان حتى بمواد خطيرة الى ان تبت المحكمة العليا في استئناف الدولة في قضية اولمرت. فاحتمال التأثيم المعقول الذي ضاع في المحكمة اللوائية قد يظهر من جديد في المحكمة العليا. ان الزمن ومحاكمة اولمرت عملا في مصلحة ليبرمان الى الآن، وقد يعملان في غير مصلحته الآن.

تذكروا تشرين الثاني 2012 وانظروا الى بضعة اشهر الى الامام

يديعوت/بقلم: عمانويل روزين – 2/12/2012

التايتنك تغرق وابو مازن منشغل باخراج سياسي خيالي. التايتنك تغرق وعندنا يرقص على الدكة رجال شعار ولا شبر. الوهم لاند، سبق أن قلنا؟

 تذكروا تشرين الثاني 2012. تذكروا هذا الشهر، الذي منح فيه الثنائي البيبرماني شرعية لحماس وثبتا بحكم الامر الواقع دولة حماستان في غزة، وفيه سجلنا انجازا دوليا مذهلا آخر (وضعنا لم يكن ابدا جيدا بهذا القدر) وخفضلنا الرأس امام اعتراف العالم بدولة فلسطين في الضفة الغربية، وفيه تحول سياسي يدعي بان الفسطينيين هم بالاجمال طفيليون ناطقون بالعربية ليصبح التيار السائد في قمة الحزب الحاكم.

 شهر أُخرج فيه، ويا له من أمر رمزي، جثمان ياسر عرفات، للفحص اذا كان عاد الى ربه بطريقة طبيعية ام برعاية أولئك الذين عندنا ممن لم يرق لهم جارنا.

 تذكروا تشرين الثاني 2012 وانظروا الى بضعة اشهر الى الامام. يصعب التصديق، ولكن في ايلول القادم ستحل الذكرى العشرين لمصافحة رابين وعرفات في البيت الابيض والمحاولة الاسرائيلية – الفلسطينية لانهاء النزاع الذي يمنع استمرار وجوده كل امكانية للحياة الطبيعية على قطعة الارض هذه. يمكن أن نكتب الكثير وان نحلل الى ما لا نهاية تاريخ العشرين سنة الضائعة هذه، ولكن يمكن أن نجمل كل شيء في جملة قصيرة واحدة: هذه كانت سنوات قصرت فيها يد اولئك الذين ارادوا الحديث والتقدم مقابل الكثيرين الذين وجدوا كل ذريعة كي لا يجتازوا الروبيكون نحو حل تاريخي.

 المذنبون في هذا التفويت للفرصة ليسوا المتطرفين في الطرفين. فالمتطرفون يقولون حقيقتهم. وهم غير معنيين بالمصالحة وبانهاء النزاع. واستمرار النزاع هو خبز يومهم وحقهم في الوجود. المذنبون هم اولئك الذين يعرفون بان الوضع الحالي سيؤدي الى المصيبة، ولكنهم يتجمدون ويفشلون في الطريق الى اصلاحه ويستبدلون الفعل والشجاعة السياسية بالثرثرة الحماسية لتراشق الكلام القاسي والتشهير. وهؤلاء المذنبون يوجدون في الطرفين.

 من جانب ما هناك رئيس وزراء يقول “دولتين للشعبين” ولا يقصد هذا للحظة، ومن الجانب الاخر رئيس سلطة مثل سلفه الذي ذعر امام ايهود باراك هكذا ايضا تخوف وتردد امام ايهود اولمرت وفضل الان حيلة رخيصة من العلاقات العامة على الفرصة لان يكون  رئيسا حقيقيا لدولة حقيقية.

 ليس لدي اهتمام في أن اقيس هنا نسبة الذنب واقرر من المذنب ايضا ومن المذنب أقل. ولست متأثرا بانجاز ابو مازن في الامم المتحدة، كما أن ليس في قلبي انفعال من الرد المتعالي الذي صدر عن القدس على هذه الخطوة. ففي المرآة التاريخية يبدو الطرفان هذا الاسبوع مثيرين للشفقة بالاساس. يعيشون في الوهم لاند. يلعبون بالكلمات ويعوضون أنفسهم بصفحات البيانات. ينفخون الصدر بفخار دون أن يفهموا أو يعترفوا بان الطرفين خاسران، بينما تواصل الساعة الدق في الطريق نحو الكارثة التي تنضج خلف الزاوية. في محاكمة التاريخ هذه، بعد أن تقع المصيبة، سيتهم الزعيمان، ابو مازن ونتنياهو كل الآخر وكل واحد بمفرده بالاهمال الاجرامي وبانعدام المسؤولية المتطرفة.

من لم يكن يريد عرفات، حصل على ابو مازن. ومن لم يؤمن بابو مازن، حصل على خالد مشعل واسماعيل هنية. من لم يتمكن من الاتفاق مع شارون، باراك واولمرت حصل على نتنياهو، ومن لم يتمكن من استخدام خطاب بار ايلان لنتنياهو حصل الان على بيبرمان معززا في شكل فايغلين وداني دانون. وبينما لا يتحدثان ويتلويان وينشغلان بالمعارك اللفظية وبطرح الشروط الغبية على وجود مسيرة سياسية حقيقية، ينشأ ويتعزز حولهما اولئك الذين حقا لا يريدون حتى الظل الهزيل للحل.

 تذكروا تشرين الثاني 2012. الشهر الذي كف فيه خالد مشعل عن ان يكون كلمة فظة في البيت الابيض وموشيه فايغلين كف عن ان يكون شخصية غير مرغوب فيها في الليكود. ببطء ولكن بثبات يتغلب هنا صوت وقوة اولئك الذين هم مستعدون لان يفجروا كل شيء  على الا تقسم البلاد او لا سمح الله يتنازلوا عن حرف من رؤياهم وحلمهم. التايتنك تغرق وابو مازن منشغل باخراج سياسي خيالي. التايتنك تغرق وعندنا يرقص على الدكة رجال شعار ولا شبر. الوهم لاند، سبق أن قلنا؟

ابو مازن اختار أن يقرر كل طرف الامور على الارض

اسرائيل اليوم/بقلم: بوعز بسموت – 2/12/2012

القرار العنيد لابو مازن لرفع مكانة السلطة في الجمعية العمومية بهدف نيل فلسطين مكانة دولة غير عضو (مراقبة) رغم أنف شريكين هامين في التسوية النهائية (اسرائيل والولايات المتحدة)، لم تقدم الفلسطينيين نحو هدف الدولة. بل العكس. لقد اختار ابو مازن تحطيم الاواني. الان فلسطين قد تكون نوع من الدولة، ولكن من أجل اسرائيل هي بالتأكيد ليست عضوا. 29 تشرين الثاني سيذكر كموعد دفع فيه ابو مازن اتفاقات اوسلو الى الانهيار بحكم الامر الواقع. ولما كان الفرنسيون سارعوا جدا الى تأييد الخطوة، فاننا سنقدم لهم الاحترام ونعلن بانه في الجمعية العمومية يوم الخميس منحت اتفاقات اوسلو رصاصة الرحمة الاخيرة (Coup De Grace) .

 بالضبط مثلما في استعراضات العنف من جانب حماس، والتي اعتدنا عليها منذ فك الارتباط، في السلطة ايضا متفاجئون ويشتكون من الرد الاسرائيلي الذي جاء في أعقاب مبادرات فلسطينية جد غير بريئة. لقد وعدت اسرائيل بالرد على المبادرة الفلسطينية. في العالم، مثلما يبدو اليوم سياسيا وديمغرافيا، كان متعذرا صد الخطوة. ولكن هل بسبب الطريقة التي يظهر فيها اليوم هذا العالم لا يمكن لاسرائيل أيضا أن تتخذ القرارات، التي يؤمنون في القدس بانها صحيحة استراتيجيا، مثل بناء 3 الاف وحدة سكن في الكتل الاستيطانية؟

 هناك من سارع الى انتقاد القرار في أن اسرائيل وضعت العالم على ظهرها. وكأننا يوم الخميس في الجمعية العمومية في نيويورك كنا نحن على ظهر العالم. لقد كان لاسرائيل جملة واسعة من امكانيات الرد الاكثر حدة على الخطوة الفلسطينية: كان يمكن لاسرائيل أن تختار نهج وزير الخارجية افيغدور ليبرمان، الذي يؤمن بان انهيار حكم ابو مازن سيسرع الحل. كما كان هناك خيار ضم المناطق. وقد اختيرت امكانية ثالثة هي اشارة الى ابو مازن. ينبغي لاسرائيل أن تتطلع الى استئناف المفاوضات مع السلطة، ولكن اسرائيل لا تزال تتمنى هذه ان تسيطر على غزة.

 في هذه الاثناء يوجد لابو مازن سلم اولويات خاص به. غير أنه صعب بعض الشيء ترميم الشقة قبل تملكها. وللنزاهة نذكر أن في القدس لم ينفوا ابدا فكرة توسيع الكتل الاستيطانية في التسوية النهائية مع الفلسطينيين. لقد اختار ابو مازن أن يقرر كل طرف الامور على الارض. اسرائيل هي الاخرى تستطيع. إذن كيف سنلخص هذا الاسبوع؟ فلسطين رفعت مستوى مكانتها في الامم المتحدة. اسرائيل رفعت مستوى الاستيطان اليهودي في يهودا والسامرة. وفقط العالم لم يكن لديه ما يرفع مستواه.

يجب على حزب العمل ان يضم الى اهتماماته الاجتماعية والاقتصادية كي يصبح بديلا عن السلطة القائمة الآن

اسرائيل اليوم/بقلم: عوزي برعام  – 2/12/2012

ان الانتخابات التمهيدية في حزب العمل هي خطوة اخرى في طريق الحزب الى تغيير وجهه وتلوين مشهده العام.

 تمت الانتخابات في ظروف ابتدائية جيدة: فمنذ ترك اهود باراك مع اربعة من اعضاء الكنيست وانشأ حزب الاستقلال بقي حزب العمل مع ثمانية نواب فقط. وانشأ المنظار الانتخابي الذي يعده بزيادة كبيرة في قوته مجالا كبيرا لمرشحين جدد يُضافون الى الجزء الباقي من القيادة التي هي أقدم.

 تولت شيلي يحيموفيتش القيادة تحت علم تغيير برنامج العمل الاجتماعي: مكافحة الرأسمالية الخنزيرية التي غزت اسرائيل في الـ 15 سنة الأخيرة وتهدد التكافل الاجتماعي وتنشيء فروقا اقتصادية تهدد تكتل المجتمع الاسرائيلي. ان الاستراتيجية التي طورتها هي استمرار للاحتجاج الاجتماعي لكن مع وعد بمضامين قوية وترتيب أولويات واضح. ولم تُطور هذه الاستراتيجية بعد باعتبارها بديلا ظاهرا يغري كل ناخب حائر ويُبين انه يوجد للحزب برنامج عمل واضح قابل للاستيعاب مقنع قريب المتناول.

 لا أنتمي الى تيار مثالي ليست له صلة بالواقع. ان تبديل الحكم في دولة اسرائيل صعب مثل شق البحر الاحمر. فجمهور المصوتين يغير وجهه. قد لا يكون مؤيدا لنهج تفكير ياريف لفين وزئيف ألكين لكن هذين وموشيه فايغلين ايضا لا يصدونه حتى الآن عن الانتماء الى معسكر اليمين الاسرائيلي. ولست أعتقد ان توحيد معسكر المركز – اليسار هو الرد المناسب على الحلف بين نتنياهو وليبرمان. ان كل جزء ينفصل عن هذا المعسكر سيضطر الى زيادة نصيبه ومحاولة تغيير الميزان الانتخابي بين الكتل لا في داخله فقط.

 تعرض قائمة حزب العمل للكنيست متحفا من الشخصيات المعروفة والقديمة الى جانب اشخاص جدد هم محاربون بطبيعتهم ومصممون على تغيير مكانة حزبهم عند الجمهور. لست أذكر متى أقام الحزب في الماضي ست نساء بين المرشحين العشرين الجدد، ويبرز اللون الطائفي جدا ايضا بازاء قائمة الليكود وكذلك حقيقة ان حزب العمل الذي كان يعتبر ذا لون بالغ السن قد أصبح فجأة حزبا لناس شباب من جمهور المنتسبين ومجموعة المنتخبين ايضا.

 كان حزب العمل في ساعاته العظيمة حزبا تعدديا اختلف في شؤون سياسية واقتصادية، فقد كان في داخله فرع حمائم مع اشخاص مثل سبير وبن اهارون وفرع صقور مع اشخاص مثل غليلي وشلومو هيلل. وظهر الاختلاف للجمهور، لكن هذا التعدد أعطى الناخبين ذوي مختلف الآراء ان يؤيدوا حزب العمل وان يصوتوا له.

 وقد تغيرت الحال، فان الشك في احتمال وجود شريك فلسطيني أحدث روحا متشائمة باحتمالات تسوية سياسية، وهذا شأن دعم اليمين.

 وهنا توجد المعضلة الحقيقية وهي هل سيقف الحزب باعتباره بديلا واضحا لا في الشؤون الداخلية والاقتصاد فقط بل في شؤون السياسة الخارجية والأمن ومكانة دولة اسرائيل الدولية؟ أرى انه يجب على حزب معارضة رئيس ان ينزع القفاز لأنه لا يملك اختيارا آخر. ان إفلاس اسرائيل الذي تمثل في وقوف لم يسبق له مثيل لدول العالم الى جانب أبو مازن هو خطر استراتيجي. وتعِد قائمة حزب العمل بقدرة على النضال لكن هذه القدرة تصبح بلا فاعلية اذا لم تقف من ورائها مضامين واضحة.

 ان الاستراتيجية التي اختيرت حتى الآن هي التركز في النضال الاجتماعي والتعمية على الاختلاف السياسي. لكن الاختلاف السياسي لم يعد مُعمى عليه بل زاد تطرفا. فالتأليف الواعي بين برنامج عمل اجتماعي واقتصادي وبين برنامج عمل سياسي واضح سيمنح حزب العمل ما يرغب فيه أكثر من كل شيء وهو ان يصبح بديلا واضحا عن السلطة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى