مقال بقلم ناهد صلاح ناجي العلي الصهاينة اغتالوه والاعتراف جاء متأخرًا
ناهد صلاح نشر في الأسبوع أونلاين يوم 08 – 09 – 2011
الكتابة عن ناجي العلي ليست سهلة، علي الأقل بالنسبة لي، لأنني لست بريئة من حب ناجي فنان الكاريكاتير والمناضل الفلسطيني الذي حفر خطاً بارزاً في وجداني يأبي أن ينمحي، ف ‘ ناجي ‘ كان ولم يزل، أيقونة للنضال الفلسطيني في أبهي وأرقي صوره . مثّل لي منذ صغري إشارة حماسية أشعلت
روحي يقيناً بعروبتي ووطني وحنيني لأزمنة لم أعشها وأرض أتطلع شوقاً وشغفاً لأقبل ترابها . ناجي مثله مثل غسان كنفاني وفدوي طوقان ومحمود درويش وسميح القاسم والكثير .. الكثير من مبدعي وفناني الأرض المحتلة الذين وضعت صورهم علي حائط غرفتي في مراهقتي، وكنت أتطلع إليهم يومياً وأشرد في حلم الأوطان الحرة، وكانوا شمعتي التي تهديني حتي اليوم في درب أحلامي الذي لم أتخل عنه . علموني ‘ الأنسنة ‘ والتوغل في العمق البشري بكل أبعاده أكثر من المرور الكرام عليه والتماس مع القضايا بسطحية لا تتلاءم مع طبيعتها ولا تليق بأهميتها، وبالتالي تغيرت نظرتي للقضية الفلسطينية وصرت أراها بمنظور مختلف بعيداً عن معادلة الضحية والجلاد .
حين مرت الذكري ال24 لرحيل ناجي العلي الأسبوع الماضي، كنت أقف مع المعتصمين ‘ ولاد بلدي المصريين الجدعان ‘ أمام مبني السفارة الاسرائيلية، أتطلع إلي العلم المصري الذي رفعه المصري أحمد الشحات ليرفرف عالياً مكان العلم الاسرائيلي الذي دنس هوانا منذ معاهدة كامب ديفيد التي سلبت أحلامنا وكرامتنا .. العلم يخطف قلبي ويعصره وصوت المتظاهرين كان يعلو : ‘ هنرددها جيل ورا جيل .. بنعاديك يا اسرائيل ‘. أتذكر كاريكاتيرًا لناجي العلي رسم فيه مصر علي صورة فتاة جميلة ترتدي الشال الفلسطيني وترفع علم فلسطين متحدية كل الظروف علي جلبابها كتب مصر أم الدنيا وعلي يمينها كتب بلادي بلادي بلادي وأمامها يقف حنظلة ويقول : ‘ تعيشي يامصر .. والله يجبر بخاطرك ‘.. وكنت قد حصلت علي نسخة من كتاب ‘ الشهيد ناجي العلي ‘ للكاتب والباحث فؤاد معمر الذي يتناول سيرة حياة رسام الكاريكاتير الفلسطيني الأشهر، وأحد أبرز الشخصيات السياسية والفكرية في تاريخ الثورة الفلسطينية، مستعرضاً هذه السيرة بوثائق ومعلومات تنشر للمرة الأولي حول ناجي العلي، وعلاقاته الاجتماعية والسياسية، ودوره في النضال الوطني لتحرير الأرض والإنسان، وتورط الصهاينة في اغتياله . يحاول فؤاد معمر في كتابه أن يقطع الشك باليقين، خصوصاً أن الجدل مستمر حول عملية اغتياله حيث أصابع الاتهام كادت تطال الجميع حتي منظمة التحرير الفلسطينية والرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات نفسه، فلم تلتصق تهمة الاتهام بالعدو الصهيوني الذي حرص علي تصفية الكثيرين من رموز النضال والإبداع الفلسطيني الذين ارتبطت أسماؤهم بالقضية الفلسطينية وصارت صورهم أيقونة فلسطينية خالصة تحمل وتشيع الأمل في طلعة الحرية وطلة الوطن المخلص لأبنائه، ولعل الكاتب والمناضل الفلسطيني الشهيد غسان كنفاني من أبرز مبدعي فلسطين الذين طالتهم يد الغدر الصهيوني، حيث اغتالوه هو وابنة شقيقته لميس بتفخيخ سيارته في الثامن من يوليو عام 1972 بمنطقة الحازمية في بيروت، ومحاولات اغتيال أنيس الصايغ مدير مركز الأبحاث الفلسطيني وبسام أبو شريف المسئول الإعلامي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين وغيرهم من المبدعين الفلسطينيين الذين كانوا شعلة النضال التي تشحن الإرادة الفلسطينية . وهنا يستهل مؤلف ‘ الشهيد ناجي العلي ‘ كتابه بدرئه الاتهام البغيض عن منظمة التحرير والجانب الفلسطيني عموماً والذي حاولت أقلام كثيرة أن تشيعه وكذلك بعض البرامج التليفزيونية كما حدث في البرنامج الذي عرضته قناة ‘ الجزيرة ‘ وتحدث فيه البعض موجهاً إتهامه مباشرة إلي منظمة التحرير وعرفات ‘ الذين كتبوا حباً بناجي أو كرهاً بعرفات كان بعضهم يتعمد إخفاء الحقائق أو هو لم يكن مهتماً بها أصلاً، حتي أن بعضهم حمل لسان العدو الإسرائيلي وبدأ يشيع أجواء الاتهام فأساء لنفسه ولناجي العلي وللقضية الفلسطينية ‘ ، مؤكداً أن الكيان الصهيوني وحده وراء اغتيال ناجي الذي ‘ حارب العدو الاسرائيلي بريشته فأوقع به خسائر نفسية تفوق عشرات المرات ما ادعاه البعض من بطولات عسكرية أوحت لصغار العقول أنهم نمور بينما هم في الأصل نمور من ورق ‘ ، ومؤكداً أيضاً أن ناجي العلي هيأ حياته وتجربته لكل فلسطين دون الانتماء لفصيل أو اتجاه معين ‘ لم يكن ناجي منتمياً لأحد غير فلسطين التي كانت مصدر إلهامه وإبداعه ‘.
يكشف المؤلف أن دافعه لتقديم هذا الكتاب ثلاثة أسباب أولها حين استمع الي خالد ابن ناجي العلي يتحدث علي قناة ‘ الجزيرة ‘ وهو يتمني بأن تكون اسرائيل هي من اغتالت والده، وثانيها توضيح أن ناجي لم يكن عدواً إلا لإسرائيل وليس منظمة التحرير الفلسطينية، وثالثها أنه لا يوجد أي دليل يدين المنظمة وإنما هي أقاويل وادعاءات لم تصمد أمام الحقائق والوثائق التي تكشف وتؤكد ضلوع الموساد في جريمة اغتيال الفنان ناجي العلي .
لعلها المرة الأولي التي تتسني لي فيها قراءة كتاب يفند البراهين الدامغة التي جمعتها لجان التحقيق في بريطانيا وتثبت أن اغتيال ناجي العلي هو جريمة صهيونية بحتة، ويحاول أن يأخذ بأيدينا إلي حقائق تقف وراء هذا الاغتيال الذي وقع في لندن في العام 7891 ، وهو العام الذي وصفه الكتاب بأنه كان يعني ‘ سقوط هيبة العدو الاسرائيلي ‘ ، وعام الاختراق الفلسطيني لداخل الوطن المحتل، حيث كان قادة العدو مشغولين بوقف الزحف النضالي الفلسطيني عسكرياً ‘ تمكن الفلسطينيون بعد خروج قوات منظمة التحرير من بيروت عام 1982 من إعادة تجميع قواهم، وتركيز العمل داخل الأرض المحتلة ‘ ، وسياسياً ‘ كانت منظمة التحرير تعيش مرحلة الحصاد السياسي لتزايد الاعتراف الدولي ‘ ، وكانت ريشة ناجي العلي ‘ تصيب قادة العدو في المقتل بصورة توازي الرصاص الذي كان ينطلق من سلاح المقاتلين ورجال الفداء ‘.
الساعة 5 : 13 بتوقيت جرينتش في يوم الأربعاء 22/7/7891 ، كان ناجي العلي متجهاً إلي مقر جريدة ‘ القبس ‘ الدولية بشارع إيفز في لندن، حين فاجأه القاتل الذي يرتدي سترة من الجينز والذي وصفه الشهود بأنه ذو شعر أسود أشعث وكثيف، وأخرج مسدسه وأطلق الرصاص باتجاه رأس ناجي ثم لاذ بالفرار . هكذا وصف الكتاب مشهد الاغتيال الذي أعقبه نقل ناجي إلي المستشفي ليصارع الموت حتي يوم السبت 29 / 8 / 1987، حيث نقل جثمانه إلي مقبرة ‘ بروك وود ‘ الإسلامية في لندن بعدما تعذر نقله إلي مخيم عين الحلوة في لبنان حسب وصية ناجي لاعتبارات أمنية . ويرصد الكتاب دوافع الجريمة ‘ لقد تعددت الجهات التي تتفق مصالحها ورغباتها في التخلص من ناجي العلي وفي مقدمتها اسرائيل وكما قيل السعودية التي حرضت علي إبعاده، والكويت التي نفذت قرار الإبعاد، وميليشيا الكتائب اللبنانية التي كان ناجي يخشي من انتقامها حسب تعبيره، والمستاءون في منظمة التحرير من رسوماته حسب تحريضات البعض، ولكن كل هؤلاء تبرؤوا من مسئولية اغتياله ليشطح كل ذي مصلحة في إلصاق التهمة بالخصم الذي يريد ‘.
وعن ‘ موقع ويكيبيديا الموسوعة الحرة ‘ ينقل الكتاب أن الشرطة البريطانية التي حققت في جريمة إغتيال ناجي العلي قامت باعتقال طالب فلسطيني يدعي اسماعيل حسن صوان ووجدت أسلحة في شقته لكن كل ما تم اتهامه به كان حيازة أسلحة وأثناء التحقيق قال اسماعيل صوان إن ‘ رؤساءه في تل أبيب ‘ كانوا مهتمين بعملية الموساد لاغتيال ناجي العلي . ورصد الكتاب أيضاً اسمي متهمين آخرين هما ‘ بشار سمارة ‘ و’عبدالرحيم مصطفي ‘ وأشار إلي أن جميع المتهمين ربطتهم صلة بالموساد، كل أورد قرائن تدين الموساد الاسرائيلي علي خلفية تؤكد أن عملية اغتيال ناجي كانت من محاولات لاختلاق أزمة بين منظمة التحرير والسلطات البريطانية، خصوصاً وأن العلاقات بينهما كانت آخذة في التحسن، واستشهد الكتاب بما قاله الناشط الفلسطيني صلاح صلاح صديق ناجي العلي لقناة ‘ الجزيرة ‘: ‘ أنا أعتقد أن من قتل ناجي العلي هو الموساد، وللمخابرات الاسرائيلية خبرة هائلة في استغلال الخلافات وفي استغلال أي تناقضات داخلية ‘. وكذا استدل بما كتبه جوردن توماس في كتابه ‘ التاريخ السري للموساد ‘ حيث نقل عن قادة الموساد أن الجهاز فشل في ثلاث عمليات أساءت لسمعة ومكانة الموساد وهي : قضية الجاسوس بولارد، وقضية اغتيال النادل المغربي أحمد بوشيكي، وقضية اغتيال ناجي العلي .
وأشار الكتاب إلي أن الاعتراف الإسرائيلي بالاغتيالات يأتي دائماً متأخراً، وفي واقعة اغتيال ناجي العلي نشرت صحيفة ‘ الاتحاد ‘ الحيفاوية في ملحقها الأسبوعي بتاريخ 1/9/0002 مقالاً لبشير شلش بعنوان ‘ ناجي العلي الغزال الذي جف دمه ‘ جاء فيه بعد سلسلة العمليات الفاشلة التي مني بها الموساد الاسرائيلي في السنوات الأخيرة نشرت صحيفة ‘ يديعوت احرونوت ‘ العبرية لائحة العمليات الاستخبارية وفيها ولأول مرة اعترفت اسرائيل باغتيالها هذا الغزال الهادر، ناجي العلي، وجاء نص المعلومة كالتالي : ’22 يوليو 7891 لندن تصفية فنان الكاريكاتير الفلسطيني ناجي العلي في ضاحية ويمبلدون في لندن ‘.
وحرص الكتاب علي توضيح طبيعة العلاقة بين الرئيس ياسر عرفات وناجي العلي، نافياً ما تردد عن توتر هذه العلاقة خصوصاً بعد ما نشر ناجي كاريكاتير عن الصحفية المصرية رشيدة مهران مسيئا للرئيس عرفات، وكذلك بعدما رسم ناجي لوحة عن الشاعر محمود درويش بعنوان ‘ درويش خيبتنا الأخيرة ‘ ، وأورد الكتاب بعض المواقف الإنسانية بين عرفات وناجي تؤكد احترام الأول للأخير واعتباره بمثابة الابن وإدراكه قيمة فنه ورسوماته كسلاح مضاف إلي سلاح الثورة الفلسطينية . وفي غضون ذلك ضم الكتاب مقالاً لمحمود درويش بعنوان : ‘ اغتيال ناجي العلي جريمة نموذجية ‘ جاء فيه : ‘ حين استشهد ناجي العلي سقطت من قلبي أوراق الأغاني لتسكنه العتمة ‘ و’إن اغتيال ناجي العلي في لحظة الخلاف العائلي العابرة، هو جريمة نموذجية أتقن الأعداء صناعتها بقدرتها علي تأويل جرائم أخري ليس لأقلها دناءة التشهير بتربيتنا الأخلاقية، بل محاولة منعنا من تطوير ما يميزنا قليلاً عما يحيط بنا من انحطاط وهو : حق الاختلاف في الرأي، ومحاولة حصارنا بين خيارين : إما القطيع وإما القطيعة ‘. كما أورد الكتاب أيضاً مقالات أخري للشاعر سميح القاسم ‘ عندما بكي ناجي ‘ ورسام الكاريكاتير بهاء البخاري الذي كان صديقاً حميماً لناجي ‘ البوصلة لم تتغير وكذلك العدو ‘ وحديث لزوجته السيدة وداد نصر عنه .
ويضم الكتاب، أيضاً، فصولاً حول مولد ونشأة ناجي العلي في قرية الشجرة ونزوحه مع عائلته إلي جنوب لبنان حيث استقروا في مخيم عين الحلوة ‘ اسمي ناجي العلي، ولدت حيث ولد المسيح بين طبرية والناصرة في قرية الشجرة بالجليل الشمالي، أخرجوني من هناك بعد 01 سنوات في 8491 ، إلي مخيم عين الحلوة في لبنان ‘ ، ويرصد معاناته كأبناء وطنه من اللاجئين الذين ذاقوا ويلات العيش ومرارته وعمله في قطف البرتقال والليمون من البيارات وكميكانيكي سيارات، وكل ذلك لم يشغله عن الرسم، حتي تعرف بغسان كنفاني الذي مد له يد العون ودله علي الطريق بنشر رسوماته في مجلة ” الطليعة ” الكويتية، فكانت الخطوة الأولي علي درب مسيرته النضالية والفنية من بيروت إلي الكويت إلي لندن حتي حادثة اغتياله : ‘ اللي بدو يكتب عن فلسطين، واللي بدو يرسم لفلسطين بدو يعرف حاله ميت، أنا مش ممكن أتخلي عن مبادئي ولو علي قطع رقبتي ‘.
كما يتناول الكتاب المرأة في رسوماته، والرجل الطيب والشخوص المتكرشة وحنظلة الطفل الذي غالباً ما أدار وجهه للقارئ ‘ عزيزي القارئ اسمح لي أن أقدم لك نفسي .. أنا وأعوذ بالله من كلمة أنا .. اسمي حنظلة، اسم أبي مش ضروري، أمي اسمها نكبة وأختي الصغيرة فاطمة .. نمرة رجلي : ما بعرف لأني حافي .. تاريخ الولادة : ولدت في 5 حزيران 76.. جنسيتي : أنا مش فلسطيني مش أردني مش كويتي مش لبناني مش مصري مش حدا .. إلخ، باختصار معيش هوية ولا نأوي، الجنس .. محسوبك عربي وبس ..’. هذا بالإضافة إلي مجموعة من أشهر رسوماته الكاريكاتيرية .
وبالإضافة إلي الوثائق والمعلومات التي حصل عليها المؤلف، من معارف ناجي العلي، فإنه اعتمد أيضاً علي مجموعة كبيرة من الكتب والمراجع، من أبرزها : ‘ التاريخ السري للموساد ‘ لجوردان توماس، و’حروب إسرائيل السرية ‘ ، للكاتب إيلان موريس، ومجموعة من المقالات والدراسات التي نشرت في عدد من الصحف العربية، ومنها : ‘ الرأي ‘ و’السياسة ‘ الكويتية، ومجلة ‘ الأزمة العربية ‘ ، ليرصد في مائتين وثلاث وثمانين صفحة من الحجم المتوسط، لحظات مستلة من التاريخ، وفصولاً من السيرة الذاتية والحياتية لناجي العلي الذي لم يتردد لحظة عن مواجهة التحديات الخطرة بما امتلكه من موهبة وذكاء وحب عظيم لوطنه ويقين كبير بقضية بلاده وشعبه .
من اقوال ناجي العلي :
لقد كنت قاسياً علي الحمامة لأنها ترمز للسلام .. والمعروف لدي كل القوي ماذا تعنيه الحمامة، إني أراها أحياناً ضمن معناها أنها غراب البين الحائم فوق رؤوسنا، فالعالم أحب السلام وغصن الزيتون، لكن هذا العالم تجاهل حقنا في فلسطين لقد كان ضمير العالم ميتاً والسلام الذي يطالبوننا به هو علي حسابنا، لذا وصلت بي القناعة إلي عدم شعوري ببراءة الحمامة .
بالصدفة أصبحت رسام كاريكاتير، كان لدي توجه في بداية شبابي لأن أتعامل مع المسرح، كنت أريد أن أصرخ بالكلمة التي تنقل مشاعري واحساساتي .. دفعتني الظروف للعمل في المجال الصحفي واكتشفت أن الكاريكاتير هو الأداة المناسبة للتوصيل …
أنا من عين الحلوة مثل أي مخيم آخر أبناء المخيمات هم أبناء أرض فلسطين لم يكونوا تجارا وملاكاً، كانوا مزارعين فقدوا الأرض وفقدوا حياتهم فذهبوا إلي المخيمات . أبناء المخيمات هم الذين تعرضوا للموت ولكل المهانة ولكل القهر . وهناك عائلات كاملة استشهدت في مخيماتنا .
إن شخصية حنظلة كانت بمثابة أيقونة روحي من السقوط كلما شعرت بشيء من التكاسل . انه كالبوصلة بالنسبة لي وهذه البوصلة تشير دائماً الي فلسطين قدمته للقراء واسميته حنظلة كرمز للمرارة في البداية قدمته كطفل فلسطيني، لكنه مع تطور وعيه اصبح له افق قومي ثم افق كوني انساني .