ترجمات عبرية

معهد inss – بقلم اورنا مزراحي ويورام شفايتسر – هل حدث أي تغيير في استعداد حزب الله لمواجهة مع اسرائيل

معهد inss –– بقلم  اورنا مزراحي ويورام شفايتسر – 3/3/2021

اذا نفذ حزب الله عملية تؤدي الى مواجهة عسكرية فان اسرائيل ستقف امام معضلة هل سترد وكيف: هل ستقوم باحتواء الاحداث أم ستعتبرها ذريعة للقيام بعملية عسكرية واسعة تضر ببنية ايران التحتية التي تشكل تهديدا استراتيجيا لها“.

في الاشهر الاخيرة من ولاية دونالد ترامب، حذر حزب الله الشيعي من تسخين المنطقة مع اسرائيل خوفا من رد مؤلم. مع ذلك، الآن عند دخول ادارة بايدن وعلى خلفية الازمة التي تشتد في لبنان وانشغال اسرائيل بشؤونها الداخلية، من شأن حزب الله أن يشعر بما فيه الكفاية من الراحة وأن يخاطر بالتصعيد من اجل اعادة الردع. الحديث هنا لا يدور بالضرورة عن تغيير في النوايا – حزب الله ما زال معني بالامتناع عن حرب، بل بجهد يركز على ترسيخ الردع مقابل اسرائيل. هذا السلوك يعكس تغيير مقارنة مع ضبط النفس الذي فرضه على نفسه في الاشهر الاخيرة لولاية ترامب، من اجل منع رد استثنائي ضده. صحيح أن ادارة بايدن لم تستكمل بعد بلورة سياستها ازاء لبنان وحزب الله، لكن في قيادة التنظيم، شبيها براعيته ايران، هناك تقدير بأنه فتحت أمامهما نافذة فرص لتحقيق مصالح مقابل اسرائيل وفي الساحة اللبنانية. وحسب تقدير الاستخبارات الاسرائيلية الذي نشر مؤخرا، فانه في السنة القادمة من شأن حزب الله أن يختار القيام بمواجهات محدودة وقصيرة، “ايام قتال”. وتبادل الرسائل العلني بين حزب الله واسرائيل تدعم هذا الانطباع. واذا نفذ حزب الله عملية تؤدي الى مواجهة عسكرية فان اسرائيل ستقف امام معضلة هل سترد وكيف: هل ستقوم باحتواء الاحداث أم ستعتبرها ذريعة للقيام بعملية عسكرية واسعة تضر ببنية ايران التحتية التي تشكل تهديدا استراتيجيا لها. وبالنسبة لسياسة ادارة بايدن ازاء لبنان وحزب الله، يجب على اسرائيل تشجيع الادارة على مواصلة الضغط السياسي والاقتصادي على حزب الله، الى جانب مواصلة التدخل في لبنان ومساعدة الدولة.

مؤخرا يظهر ارتفاع في استعداد حزب الله للمجازفة باحتمالية مواجهة عسكرية مع اسرائيل. ويمكن عزو ذلك الى انتهاء فترة ضبط النفس التي فرضها على نفسه في الاشهر الاخيرة من ولاية ترامب. بعد استبدال الادارة في الولايات المتحدة هذا الامر تم التعبير عنه بالاساس بتجسيد تهديدات حزب الله بمحاولة المس بالطيران الاسرائيلي في سماء لبنان بعد فترة طويلة من الامتناع عن ذلك (منذ تشرين الاول 2019). ففي 3 شباط قام باطلاق صاروخ مضاد للطائرات (أخطأ) ضد طائرة اسرائيلية بدون طيار. المتحدثون بلسان حزب الله تفاخروا باطلاق النار كدليل على تصميمهم لمنع نشاطات اسرائيلية في السماء اللبنانية والحفاظ على معادلة الردع امامها.

يبدو أن الصعود درجة في جرأة حزب الله تم تنسيقه مع ايران وهو ينبع من تقدير حزب الله بأن اسرائيل تنشغل بشؤونها الداخلية بسبب تداعيات الكورونا والازمة السياسية، وأنها غير متفرغة لادارة معركة عسكرية تكتنفها المخاطر، الى جانب الفرصة التي سنحت في اعقاب استبدال الادارة في الولايات المتحدة. وكما نذكر، في الاشهر الاخيرة لولاية ترامب كان من الواضح أن حزب الله يستخدم سياسة حذرة في نشاطاته على الحدود بين اسرائيل ولبنان. وهو يجد صعوبة في ترسيخ معادلة الردع التي وعد نصر الله بتطبيقها بالقوة أمام الجيش الاسرائيلي. خلال ذلك:

بعد محاولة انتقام فاشلة، حزب الله امتنع عن تنفيذ عملية وعد بتنفيذها ضد اسرائيل ردا على قتل أحد مقاتليه في سوريا (في تموز 2020). الانجاز الوحيد الذي كان يمكن لنصر الله أن يعرضه في هذا السياق هو زيادة العبء الذي فرض على الجيش الاسرائيلي في اعقاب التوتر المستمر على الحدود مع لبنان، والذي أدى الى تعزيز قوانه. نصر الله نسب هذا الاستعداد الى قوة ردع حزب الله ومخاوف الجيش الاسرائيلي من قوته.

غياب رد لحزب الله على الهجمات الواسعة التي نفذت مؤخرا والتي نسبت لاسرائيل، على اصول المنظمة في سوريا، التي استهدفت افشال نقل السلاح من ايران والمس ببنيته التحتية في هضبة الجولان.

حزب الله امتنع ايضا عن أي نشاط ضد اسرائيل على طول الحدود مع لبنان في اعقاب تصفية عالم الذرة الايراني، فخري زادة (تشرين الثاني 2020)، التي نسبت لاسرائيل، بذريعة أن الرد يجب أن يكون من جانب المتضرر، أي ايران. يبدو أن نشر هذا الموقف استهدف ايضا تهدئة الانتقاد الداخلي في لبنان على أن حزب الله يقوم بخدمة ايران.

في الخطاب الذي القاه نصر الله في 16 شباط (في ذكرى وفاة سلفه موسوي، الذي تمت تصفيته من قبل اسرائيل)، ناقش احتمالية حدوث مواجهة مع اسرائيل، مع تطرقه لخطاب رئيس الاركان افيف كوخافي في المؤتمر السنوي لمعهد بحوث الامن القومي (26 كانون الثاني)، ولتقدير الاستخبارات الاسرائيلية الذي نشر مؤخرا حول احتمالية حدوث جولات من “ايام من القتال”. اقواله أكدت على الاهمية التي يوليها لترسيخ معادلة الردع امام اسرائيل وتصميم حزب الله، رغم أنه قال بأنه غير معني بحرب، على الرد بشدة على أي عملية اسرائيلية. بالنسبة لاقوال رئيس الاركان كوخافي الذي تحدث عن شرعية قيام الجيش الاسرائيلي بهجوم “اخلاقي وناجع” على ترسانة صواريخ حزب الله، المخبأة في المناطق المأهولة بالسكان المدنيين في لبنان، حذر نصر الله من أنه اذا قامت اسرائيل بالمس بالمواطنين اللبنانيين فان حزب الله سيوقع ضربة قاسية بالجبهة الداخلية الاسرائيلية – الأشد منذ العام 1948، ويوجد له مبرر لذلك وهو أن جميع الاسرائيليين هم جنود في الاحتياط. وبخصوص التقدير بأن حزب الله معني بـ “ايام قتالية” مع الجيش الاسرائيلي، أوضح نصر الله بأن اسرائيل “تلعب بالنار”، عندما تعتقد أن تبادل اللكمات بين الطرفين سيبقى مقيد ولن يمتد ليصبح معركة واسعة، وأنه رغم أنه لا يريد مواجهة، إلا أنه اذا حدثت فان منظمته سترد بحرب ضروس.

بالنسبة للولايات المتحدة – صحيح أن ادارة بايدن لم تستكمل بعد عملية بلورة سياستها ازاء الساحة اللبنانية، بالتحديد بالنسبة لحزب الله، لكن يبدو أن حزب الله، شبيها براعيته ايران، يقدر أنه فتحت نافذة فرص من اجل الدفع قدما بمصالحه ازاء التغيير المتوقع في سياسة بايدن مقارنة مع السياسة التي اتبعها الرئيس ترامب بخصوص المحور الشيعي. ادارة ترامب أيدت سياسة “الحد الاعلى من الضغط” على حزب الله، بموازاة الضغط الذي استخدمه على ايران (توسيع العقوبات على اعضاء حزب الله والمؤيدين له في النظام اللبناني؛ طرح طلب أن يتم تقليص نفوذ حزب الله في الحكومة اللبنانية الجديدة، خلافا لسياسة فرنسا المستعدة للتسليم بمكانة حزب الله السياسية في النظام اللبناني؛ والضغط على لبنان من اجل التنازل والتقدم في المفاوضات مع اسرائيل على ترسيم الحدود البحرية). في المقابل، حزب الله تعرض في السنة الاخيرة الى اخفاقات في الساحة الدولية، التي تم التعبير عنها بالاساس في الموجة الجديدة المكونة من 13 دولة انضمت الى اعتبار حزب الله منظمة ارهابية.

في هذا السياق تتم الاشارة الى أنه مؤخرا حولت لادارة بايدن وثيقة توصيات من “مجموعة الازمات الدولية” في واشنطن والتي ترأسها روبرت مالي قبل التعيين الاخير لمبعوث بايدن للشؤون الايرانية. مالي واصدقاءه أوصوا الادارة الجديدة بتغيير موقف الادارة الامريكية بالنسبة للبنان، وبدلا من الدفع قدما بالجهود لاضعاف حزب الله، يجب تبني رؤية جديدة هدفها تعزيز لبنان ومنع انهياره عن طريق دعم المبادرة الفرنسية وتشكيل حكومة بمشاركة حزب الله.

ايضا في الساحة الداخلية اللبنانية، رغم الادعاء بأن حزب الله خرج رابحا من شل النظام السياسي ويواصل تعزيز قواعد قوته في اوساط السكان الشيعة في الدولة، فان الواقع البائس في لبنان أدى الى زيادة انتقاد الجمهور لحزب الله. هذا ما يتبين من نتائج استطلاع للرأي العام أجري في لبنان (تشرين الثاني 2020)، أجراه دايفيد فولك، من معهد واشنطن، والذي أشار الى انخفاض واضح في تأييد حزب الله في اوساط الجمهور اللبناني، بما في ذلك الطائفة الشيعية في السنوات الاخيرة. ايضا حملة حزب الله الواسعة التي قاربت عبادة شخصية قاسم سليماني، لاحياء الذكرى السنوية على عملية اغتياله (كانون الثاني 2020)، اثارت الانتقاد الواسع لحزب الله في لبنان بأنه يعمل في خدمة ايران.

بنظرة الى الامام، يبدو أن التغيير المحتمل في السياسة الامريكية تجاه ايران وحزب الله، وربما ايضا بالنسبة للمنظمة نفسها، الى جانب استمرار التدهور المستمر للبنان، وكذلك شعور حزب الله بأن اسرائيل تنشغل بشؤونها الداخلية، يمكن أن تزيد جرأة حزب الله امام اسرائيل، وربما سيحاول مرة اخرى تنفيذ عملية الثأر الموعودة التي يمكن أن تخلق جولة مواجهة، بروح تقدير قسم الاستخبارات. الهدف الفوري لحزب الله هو ترسيخ معادلة الردع، لكن يبدو أن استئناف التوتر على الحدود بين اسرائيل ولبنان يمكن، حسب رأيه، أن يخدمه حتى في تحسين صورته في الساحة الداخلية كـ “درع لبنان”، وربما حتى يساعد ايران بصورة غير مباشرة كرافعة أمام الادارة الامريكية الجديدة، على الاقل في الفترة حتى استئناف المفاوضات حول المشروع النووي. مع ذلك، من المرجح أنه في اعقاب استئناف المفاوضات بين امريكا وايران، فان حزب الله سيقوم بضبط نشاطاته أمام اسرائيل من اجل عدم تخريب المحادثات التي يمكنها أن تخدم ايران.

على خلفية ذلك، السياسة الموصى بها لاسرائيل هي:

الى جانب الحفاظ على يقظة الجيش على الحدود الشمالية ازاء احتمالية أن يحاول حزب الله تنفيذ تهديده وأن يزيد في الاشهر القادمة التوتر، يجب اعادة فحص طريقة الرد التي يمكن أن تخدم بشكل افضل مصالح اسرائيل. هناك احتمالات اساسية. الاول هو الحرص على رد مناسب ولكن محسوب، يقيد الاحداث ويمنع التدهور نحو حرب واسعة النطاق. الثاني، استغلال الحدث من اجل القيام بعملية واسعة للاضرار بقدرة الصواريخ الدقيقة لحزب الله التي تشكل تهديدا استراتيجيا على دولة اسرائيل.

نوصي بأن يتم طرح، في اقرب وقت ممكن، الموضوع اللبناني في حوار بين حكومة اسرائيل والادارة الامريكية الجديدة، وتشجيع الادارة على مواصلة تدخلها فيما يحدث في لبنان مع المساعدة على بلورة سياسته مع الادارة، التي يجب أن تشمل جهدين متوازيين وغير متناقضين، هما استمرار الضغط الاقتصادي – السياسي على حزب الله الى جانب مساعدة الدولة اللبنانية التي توجد على شفا الانهيار.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى