ترجمات عبريةشؤون فلسطينية
معهد يافا للدراسات الاستراتيجية جامعة تل ابيب: حماس الإسلام المتطرف في النضال الوطني
معهد يافا للدراسات الاستراتيجية جامعة تل ابيب 15-1-1998: حماس الإسلام المتطرف في النضال الوطني
الملخص
- تويه هام : تناولت هذه الدراسة الصادرة عن معهد يافي للدراسات الاستراتيجية التابع لجامعة تل ابيب في شهر 1-1998، ونظر لاهمية الدراسة نعيد نشرها.
- نشأة حركة حماس من الناحية التاريخية والعوامل التي حافظت على استمراريتها مع تسليط الاضواء على دور جماعة الاخوان المسلمين في ذلك حيث استغلت الجماعة بداية الانتفاضة لتمسح نقطة ضعفها امام الجماعات الوطنية الفلسطينية والمتمثلة برفضها لاسلوب الكفاح المسلح التي وصل الى مكانة ريادية بعد وقت قصير من انطلاقتها بين المنظمات الفلسطينية المعارضة للمساعي الرامية لإيجاد حل سلمي للنزاع الفلسطيني الاسرائيلي.
- كما وضحت هيكلية حماس والاستراتيجية التي تبنتها ومدى الانسجام في الاتجاهين المختلفين التي تتميز بهما استراتيجيتها وهما الايديولوجية وظروف الموقف :
- فالاتجاه السائد هو الذي يرى بضرورة ان تكون السياسة والعمل الذي يمارس على ارض الواقع منسجم تماما مع الناحية الاستراتيجية الايديولوجية للحركة وألا ينحرف عنها تحت كل الظروف وبناءا عليه فان الطريق الذي يتماشى مع استراتيجية حماس هو طريق الجهاد.
- اما الاتجاه الآخر فيرى بضرورة ان يكون هناك ردا حتميا بناءا على ظروف الموقف لذلك فان وجود اتجاهين مختلفين في استراتيجيتها يبقى مصدرا للعديد من التفسيرات الناقصة والمتضاربة.
- كما ناقشت التذبذب المستمر في انشطة حماس وعوامل هذا التذبذب وتأثيره على الحركة من ناحية وعلى اطراف الساحة من ناحية اخرى حيث يلاحظ ان انشطة حماس متذبذبة بين القوة والضعف وذلك نتيجة للعديد من الظروف التي يمكن تقسيمها الى التالي:
- 1- ظروف داخل حركة حماس نفسها.
- 2- ظروف موجودة على الساحة الفلسطينية.
- 3- ظروف الساحة العربية والدولية.
- 4- كذلك تناولت التنافس المستمر بين حماس والتيارات السياسية الفلسطينية وخاصة حركة فتح خلال فترة الانتفاضة وكذلك في اعقاب عملية السلام الاسرائيلية الفلسطينية حيث شهدت فترة الانتفاضة تنافسا حادا وصل الى حد المواجهة المسلحة في بعض الاحيان بين حركة حماس وحركة فتح حيث كانت الساحة في لحظة من اللحظات مقبلة على موجه عنيفة من الصراع الداخلي الذي كان من الممكن ان يتحول لحرب اهلية ومن ثم تكون اسرائيل قد حققت اهدافها .. اما في اعقاب عملية السلام فقد انحسر التنافس في اتجاهين :
- الاتجاه الاول تمثل في تنافس حماس وحركة فتح حيث القى كل فريق بكل ما يملك من قوة لاثبات نفسه وتحقيق اهدافه فحركة فتح كان هدفها انجاح اتفاقية السلام وحمايتها بينما كان هدف حماس هو تدمير العملية.
- أما الاتجاه الثاني فقد كان بين حماس وباقي الفصائل الفلسطينية المعارضة لعملية السلام والتي كثيرا ما انتهت حماس بالسعي للهيمنة عليها من خلال تحالف الفصائل العشرة في دمشق الامر الذي ادى لانسحاب اكثر من حركة وخاصة الجبهتين الشعبية والديمقراطية.
- كما ناقشت مشكلة حماس الاستراتيجية بعد تولي السلطة الوطنية للمناطق : فحركة حماس ومنذ انطلاقتها نافست جميع الحركات الوطنية وخاصة حركة فتح ولم تقف في حينها أي من الحركات الفلسطينية في وجهها بل ايدت مساهمة حماس في النضال الوطني باعتبارها مساهمة ضمن الجهود الفلسطينية الرامية لجر اسرائيل لتقديم تنازلات اقليمية لذلك فان حماس خلال تلك الفترة واجهت ضغوطات اسرائيلية بهدف القضاء على انشطتها العسكرية.
- وبتأسيس السلطة الوطنية في غزة واريحا منتصف عام 1995وبناء على اتفاق اوسلو فقد تغيرت طبيعة الضغوطات المفروضة على حماس فلم يعد الاثر الناتج عن جهاد حماس يترجم على انه انجازات سياسية في اطار استراتيجية منظمة التحرير الفلسطينية وفي المقابل فان هذا الجهاد اصبح يمثل عائقا حقيقيا في وجه تنفيذ مراحل عملية السلام ونتيجة لذلك فان مشكلة حماس الاستراتيجية انحصرت في المعنى المزدوج للجهاد فجهودها المتواصلة لتدمير عملية السلام من خلال عملياتها المسلحة كان يمكن ان تؤتى ثمارها وذلك نتيجة لتأثير الاعمال الارهابية على الجمهور الاسرائيلي ولكن اتخاذ اجراءات مضادة من قبل السلطة الوطنية واسرائيل كان ايضا يمكن ان يدمر البنية التحتية لحماس.
- ومن جهة اخرى فان التخلي عن الجهاد ممكن ان يترجم على انه قبول بمبادئ اتفاق اوسلو كما انه سيحد من علاقة حماس بالشارع الفلسطيني. الامر الذي شكل مشكلة وبؤرة خلاف بين قيادات حماس وخاصة القيادة السياسية التي في الداخل والعسكرية التي في الخارج.