ترجمات عبريةشوؤن دولية
معهد جافي للدراسات الاستراتيجية التابع لجامعة تل أبيب: الاوضاع داخل الولايات المتحدة الامريكية وتأثيرها على سياستها في الشرق الاوسط
معهد جافي للدراسات الاستراتيجية التابع لجامعة تل أبيب 15-2-1998: الاوضاع داخل الولايات المتحدة الامريكية وتأثيرها على سياستها في الشرق الاوسط
تنويه:
الدراسة صادرة عن معهد جافي التابع لجامعة تل ابيب في شهر 2-1998م ونظرا لاهمية الدراسة نعيد نشرها
– الملخص –
هذه الدراسة هي موجز لاعمال ندوة عقدت في معهد يافا للدراسات الاستراتيجية التابع لجامعة تل ابيب عام 1995 وتناولت تأثير الوضع الداخلي على سياسة الولايات المتحدة في الشرق الاوسط .. تركز البحث في هذه الندوة على دراسة العديد من المؤثرات الداخلية الرئيسة التي اتفق الباحثون على انها ذات تأثير اساسي في سياسة الولايات المتحدة الامريكية تجاه الشرق الاوسط .
اولا الكونغرس :
* مهام الكونغرس :
- 1) تخصيص الاعتمادات المالية للانشطة الخارجية مثل المساعدات الخارجية للدول الأخرى .
- 2) وضع القواعد القانونية التي توجه سياسة امريكا الخارجية
- 3) اقرار المعاهدات التي يوقع عليها رئيس الولايات المتحدة .
* خصاص الكونغرس :
- 1) الفصل الدستوري بين السلطات، واستقلالية السلطة التي يمارسها كوحدة جماعية، واختلاف تركيبة القوى الشخصية والسياسة داخل المؤسسات التي يتكون منها الكونغرس.
- 2) البناء الفريد للاحزاب السياسية والتفاعل الناشئ بين فصل السلطات واسهامها باستقلالية كل ولاية .
- 3) وجود هيئة للمراقبة القضائية.
- 4) بلورة الرأي العام فيما يتعلق بالسياسة الخارجية .
* العوامل المؤثرة على توجهات السياسة الامريكية على المدى البعيد:
- 1) توفير المناخ المستقر في الولايات المتحدة.
- 2) وجوب الهجرة الى جنوب الولايات المتحدة
- 3) تحول الديمقراطية الجنوبية الى جمهورية عن طريق هجرة الجمهوريين للجنوب.
- 4) زيادة الاعضاء الجمهوريين الجنوبيين في مجلس النواب بمقدار اربعة اضعاف.
- 5) زيادة مشاركة الديمقراطيين في عضوية مجلس النواب.
ثانيا : الرئيس ومجلس الامن القومي:
- Þ شخصية الرئيس واستعداده تعد من أهم العوامل التي تؤثر في مسار السياسة الامريكية. ومن اهم العوامل المؤثرة على التوجهات السياسية للرؤساء هي افكارهم التي تتعلق بالامن القومي والسياسة الخارجية ومدى النفوذ الذي يمارسه مستشاروهم واصدقائهم القدامى ومدى المامهم بالشؤون التاريخية القومية.
- Þ اوجه الاختلاف بين الادارات الامريكية في تناولها لسياسة الشرق الأوسط :
- 1) الاختلاف في اسلوب اتخاذ القرار فيما يتعلق بالشرق الاوسط.
- 2) الاهمية التي توليها كل ادارة للشرق الاوسط.
- 3) الافكار التي تقدم الى البيت الابيض مع قدوم الادارة الجديدة
- 4) حدود الدور الذي يسمح لهيئة العاملين الحكومية بممارسته.
- 5) دور مجلس الامن القومي واهمية العلاقة بين والرئيس ومستشار الامن القومي.
- Þ ومن المهام التي يمارسها مجلس الامن القومي هي الاعمال التي تتعلق بزيارات القادة الاجانب الى البيت الابيض، والاطلاع على جدول اعمال الرئيس والخطابات التي يلقيها.
ثالثا : وزارة الخارجية :
- Þ الهيكل التنظيمي: وزارة الخارجية تتولى قيادة علاقات امريكا بالاقطار الأخرى، وتقديم المشورة للرئيس الامريكي فيما يتعلق بالسياسة الخارجية، وان المكاتب الجغرافية تلعب دور القيادة من خلال وزارة الخارجية ويتولى مساعد وزير الخارجية رئاسة كل مكتب، وتشكل هذه المكاتب مركزا لجمع المعلومات والخبرة عن اقطار المنطقة التي تقع ضمن نطاق مسؤولياتها، ويتولى مكتب الشرق الأدنى المسئولية عن المنطقة التي تقع بين الغرب وبنغلادش.
- Þ اغلب رؤساء الولايات المتحدة والعاملون المنتجون قد اعترفوا بان مواقفهم من الشرق الاوسط وبوجه خاص العلاقات الأمريكية الاسرائيلية تشكل عاملا من عوامل تعزيز مستقبلهم الانتخابي. والعامل الثاني الذي يحدد دور وزارة الخارجية من سلك السياسة هو دور جهاز الموظفين الحكوميين من خلال الهيكل التنظيمي للوزارة. والعامل الثالث، يكمن في صلاحيات المكاتب الجغرافية في التعامل مع القضايا فهناك اتجاه ثابت بان هذه المكاتب يجب ان تتعامل مع القضايا السياسية على اساس اقليمي وليس من مفهوم العلاقات الدولية.
- Þ قدرة السفراء الامريكيين على التأثير في عملية صنع السياسة الامريكية: هناك صنفين من السفراء النوع الاول السفراء المتجولون وهم يشاركون في صنع السياسة ويطبقون السياسة المرسومة ويساهمون في رسم سياسة جديدة.. والنوع الثاني سفراء لا يشاركون في صنع السياسة. ان مدى الصلاحيات التي يتمتع بها السفير تتوقف على مدى اعتماد الوزير على فصاحته اما في الشرق الاوسط يتم استبعاد السفراء من العملية السياسية بسبب الحساسية التي تحيط بهذا الموضوع من ناحية، خوفا من تسرب المعلومات من ناحية أخرى.
- Þ دور البنتاجون في سياسة امريكا في الشرق الاوسط: دور البنتاجون يتحدد من خلال الاسلوب الذي يري فيه دوره الاساسي حياله” لاعداد القوات الامريكية واستعدادها لمساندة السياسة الخارجية” وتتميز فاعلية البنتاجون بثلاثة مستويات وهى وزير الدفاع واقسام وزارة الدفاع ورؤساء هيئة الاركان المشتركة والقيادات الموحدة وتتكون القيادة الموحدة من شقين وهما :
- Þ القيادة المركزية: وهى المسؤولة عن مناطق مصر الاردن، الخليج الفارسي.
- Þ القيادة الاوروبية: وهي مسؤولة عن مناطق سوريا ولبنان واسرائيل.
- Þ ان وزير الدفاع عضو دائم في مجلس الامن القومي ويخصص كثيرا من وقته للشؤون السياسية والعسكرية، ومن بين مستشاريه وكيل الوزارة للشؤون السياسية ومساعده لشؤون الامن الدولي، اللذان يقومان بدور فعال في تحديد تأثير البنتاجون على السياسة الخارجية. ويلعب البنتاجون دورا اساسيا في المساعدات الامنية وفي تحديد مدى تأثير هذه المساعدات على درجة استعداد القوات الامريكية..لايتعارض دور البنتاجون في توجيه السياسة الامريكية في الشرق الاوسط مع مصالحها الشخصية من ناحية ولن يتعارض مع اسرائيل كونها تمثل مصدر قوة الولايات المتحدة.
رابعا : الرأي العام :
- Þ الرأي العام له دور في صياغة السياسة الامريكية في الشرق الاوسط وحلقات الاتصال التي تربط الرأي العام بالسياسة الحكومية .. ويجب الحذر من الدعم الشعبي لاسرائيل على حساب مساندة العرب حيث يجب ان يكون مشروط بادراك اسرائيل انها ملتزمة بالسلام دون التزام العرب بذلك، وما زالت هناك كوارث في الافق لا يمكن التنبؤ بها ومن ثم فان احسن التوقعات هي ان الرأي العام الامريكي سوف يظل مساندا قويا لاسرائيل على المدى الطويل.
- Þ علاقة وسائل الاعلام الامريكية بالشرق الاوسط تتركز على الاهمية التي يوليها الاعلام الامريكي لاسرائيل. والعوامل التي تتحكم في اسلوب تعامل الاعلام الامريكي مع الدول العربية. ومن اسباب اهتمام وسائل الاعلام الامريكية باسرائيل:
1- ان تاريخ اسرائيل مألوف لدى الامريكيين ولهم مكانة في عقل ونفس وحضارة الامريكيين.
2- ان الامريكيين يعتبرون اليهود قوما اخلاقيين.
3- ثراء القصص الاخبارية التي تصدر عن اسرائيل.
- Þ الاخطاء التي ترتكبها وسائل الاعلام الامريكية فيما يتعلق باسرائيل :
- 1) تتحدث عن اسرائيل بأنها منطقة نزاع وليست كبلد قائم .
- 2) تصور عملية انشاء المستوطنات الاسرائيلية على انها ظاهرة جنون الجناح المتطرف متجاهلين ان تلك العملية تحظى بالاحترام والقبول في اسرائيل.
- Þ الاخطاء التي يرتكبها المراسلين الامريكيين في البلاد العربية :
- أ. اعتماد المراسلون الامريكيون على نفس المصادر ظنا منهم ان المتحدثين الرسميين في العالم العربي يعبرون عن مجتمعاتهم.
- ان المراسلون الامريكيون يولون اهتماما كبيرا لما يصرح به لهم القادة العرب، ولا يولون اهتماما كافيا الى ما يقوله هؤلاء القادة الى انفسهم وشعوبهم.
خامسا : معاهد الابحاث الامريكية والاحزاب السياسية:
- Þ معاهد الابحاث : ان النظام السياسي الامريكي يتيح فرصة فريدة لمراكز الابحاث لكي تلعب دورا في التأثير على السياسة في مجالات عديدة منها: انفتاح الحكومة وانغماس صناع السياسة الامريكيين في العمل يعوقهم عن التفكير الخلاق. وميول واشنطن لتفضيل دور المنافسات السياسية عن طريق مراكز الابحاث قبل صدور القرار السياسي.
- Þ الاحزاب السياسية: ان المصالح الرئيسية لمن يمارسون العمل الحزبي تكمن في سياسات الولاية وليست السياسات القومية لان هؤلاء يركزون اهتماماتهم على المسائل التي تهم اغلب الامريكيين وهي المدارس والطرق وانشاء المشروعات وعقود التأمينات وتمويل المعاشات.ان احزاب الولايات المتحدة منفصلة عن اعضاء مجلس الشيوخ ورجال الكونغرس الذين يمثلونها لان الاحزاب السياسية في الولايات المتحدة تتالف من اشخاص تكمن مصالحهم وسلطاتهم من خلال سياسات الولايات لذا فهم لا يوجهون حملاتهم واموالهم الى اصدار صحف تتولي امور السياسية الخارجية وفي نفس الوقت فان على المرشحين لرئاسة الولايات المتحدة يقضوا وقتا له أهميته في نيويورك ـــ لجمع الاموال اللازمة لتمويل حملة الانتخابات الرئاسية حيث يلعب المجتمع اليهودي دورا هائلا في التمويل المبكر للمرشحين الشيء الذي يلزم المرشحين بتعهدهم المطلق بدعمهم لاسرائيل.
- Þ السياسيات العرقية في امريكا : ان اللوبي العربي اصبح متفتحا ومدعوما بثروات النفط الامر الذي يعطيه امكانات تمويل الرأي العام الامريكي لصالح القضايا العربية في الشرق الاوسط .. ومن اهم الاسباب التي تتتيح الفرصة للجماعات العرقية للتأثير على النظام السياسي الامريكي ومنها:
1- مدى تغلغل الجماعات العرقية في النظام السياسي الامريكي .
2- التماسك الداخلي للجماعات العرقية .
3- الموقف الذي تتخذه حكومة البلد والذي تنحدر منه هذه الجماعات .
4- اختلاف المصالح بين الولايات المتحدة والدول الام للجماعات العرقية.
سادسا : الدور الديني – امريكا الدينية والشعب اليهودي :
- Þ اولي المتغيرات في امريكا الدينية هو الضعف التدريجي للبروتستانتية .. حيث حدث تطور اخر هام في البروتستانتية واللبراليون بما فيهم اعضاء الكنيسة الاسقفية واعضاء الكنيسة المشيخة والموحدون كل هؤلاء يشكلون 9% فقط من السكان وان الجماعات البروتستانتية المعتدلة تشكل حوالي 24 % كما ان المحافظين المبشرون يشكلون 15% .
- Þ ان عدد الاصوليين الامريكيين يبلغ حوالي 10 ملايين من بين 30 الى 40 مليونا من الانجيليين المبشرين ولم يعد هناك مجالا للشك في ان البروتستانت المحافظين سوف يمثلون ملامح امريكا الدينية على مدى عقود قادمة .
سابعا : المجتمع اليهودي :
- Þ ان التعميم الشائع حول تأثيرالمجتمع اليهودي على السياسة الامريكية ينقسم الى فكرتين متطرفتين الفكره القائلة بان ذلك المجتمع لا يتأثر والأخرى التي تقول بأنه هو الذي يحدد السياسة الامريكية في الشرق الاوسط فالمتغيرات الرئيسية في سياسية الولايات المتحدة الشرق اوسطية لم تقرر من خلال الدور الذي يلعبه المجتمع اليهودي .. فهناك مؤثرات تدعو الى القلق من انحدار الالتزام العاطفي الامريكي اليهودي تجاه اسرائيل.
ثامنا : العامل الاقتصادي:
- Þ الميزانية الامريكية ومستقبل المساعدات الخارجية: يوجد تزايد ملحوظ في مساعدات الولايات المتحدة لاسرائيل خلال العشرين عاما الاخيرة، وخلال الثلاث سنوات الماضية قدمت واشنطن لاسرائيل 1.8 بليون دولار سنويا كمساعدات عسكرية، 1.5 بليون دولار مساعدة اقتصادية، 1.2 بليون دولار على شكل مساعدات اقتصادية على هيئة منح.
تاسعا : الولايات المتحدة واسرائيل :
- Þ شهدت علاقات الولايات المتحدة باسرائيل تحولا جوهريا منذ عام 1983 حيث بدأت بعلاقات وثيقة حتى عام 1970 وعلاقات اوثق من 1970 – الى عام 1983 وارتفعت علاقاتهما الى شبة تحالف في اواخر عام 1983.ان هذه الفترة من تاريخ العلاقات بين البلدين تذكرنا بأنها لم تكن دوما على المستوى الذي وصلت اليه هذه الايام الامر الذي يوصلنا الى الفكرة القائلة بأن الصعود السريع قد يؤدي الى هبوط اسرع كما ان التعاون الاستراتيجي الذي اخذ الطابع الدستوري يمكن ان يصبح غير دستوري يضاف على ذلك ان المجتمع اليهودي في امريكا ومنظمات اللوبي اليهودي ليست هي الجذور الاساسية لتلك العلاقات رغم نفوذها الكبير .
- Þ ان التعاون الاستراتيجي المتنامي بين اسرائيل وامريكا يمكن أن يتأثر بالعلاقات الجديدة مع روسيا ومع الدول العربية. وعلى المستوي الاستراتيجي والتكتيكي فان هدف اقامة علاقات اسرائيلية وثيقة مع الولايات المتحدة تشكل تحديا بالغا ويتطلب ذلك عناية دائمة وحساسية كبيرة وتقديرات سليمة.
