ترجمات أجنبية

معهد بروكينجز- بقلم بروس ريدل – لهذا السبب يجب على بايدن دعوة ملك الأردن للقاء مبكر

معهد بروكينجز –  بقلم  بروس ريدل –  22/1/2021

في حين يشعر العديد من قادة الشرق الأوسط بالقلق بشأن الإدارة الأمريكية القادمة، يبدو العاهل الأردني الملك “عبد الله الثاني” سعيدا بنهاية إدارة “ترامب” وقدوم “جو بايدن”. فقد تجاهل فريق “ترامب” فعليا الأردن ومصالحه على مدار 4 أعوام، فيما يعد “بايدن” لاعبا معروفا لدى المملكة الهاشمية، لكن بالتأكيد تحتاج العلاقة إلى إصلاح.

وحاول العاهل الأردني مغازلة “ترامب” عام 2017، حيث التقيا وجها لوجه 4 مرات في ذلك العام، بما في ذلك في قمة الرياض التي حضرها “ترامب”، لكنهما لم يلتقيا منذ يونيو/حزيران 2018، وهي فترة غياب طويلة بشكل غير عادي للقاءات بين ملوك الأردن والرؤساء الأمريكيين باستثناء الفجوة بين الملك “حسين” والرئيس “جورج بوش الأب” عندما نشب الخلاف بينهما بشأن غزو العراق للكويت قبل 30 عاما.

وانتهج “ترامب” سياسة إقليمية منحازة إلى المصالح السعودية والإسرائيلية. ودعمت واشنطن الحرب السعودية في اليمن، التي لا تحظى بدعم أردني، كما لم ينضم الأردن إلى حصار قطر رغم الضغط السعودي. ولم يخفِ العاهل الأردني سرا ازدراءه لولي العهد السعودي “محمد بن سلمان”؛ بسبب تصرفاته غير المسؤولة بما في ذلك اغتيال “جمال خاشقجي” في إسطنبول منذ أكثر من عامين.

وكان أكثر من حظي بدعم “ترامب” في المنطقة هو رئيس الوزراء الإسرائيلي “بنيامين نتنياهو”، الذي يحتقره الأردنيون منذ عام 1997، عندما أمر بمحاولة اغتيال فاشلة لزعيم حماس “خالد مشعل” في وسط عمَّان. وكان ما يسمى بـ “صفقة القرن” التي أطلقها “ترامب” بمثابة إعادة صياغة للمطالب الإسرائيلية اليمينية، بما في ذلك ضم وادي نهر الأردن. ولم يلتقِ الملك “عبدالله” بـ “نتنياهو” منذ أعوام.

وكان الملك “حسين” ومن بعده الملك “عبدالله” من المؤيدين المتحمسين للفلسطينيين، وضغطا من أجل إقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس. وبالنظر إلى أن غالبية الأردنيين من أصل فلسطيني، فإن هذا الملف يعتبر ضرورة خارجية وداخلية لعمّان.

ويتطلع الأردن إلى استئناف الحوار الأمريكي مع السلطة الفلسطينية، وقد زار رئيس المخابرات الأردنية، اللواء “أحمد حسني”، رام الله نهاية الأسبوع الماضي؛ للتنسيق مع السلطة الفلسطينية بشأن إعادة فتح العلاقات بين الفلسطينيين والإدارة المقبلة، وكذلك مناقشة خطط إجراء انتخابات جديدة للسلطة.

ويصارع الأردن، مثله مثل الجميع، وباء “كوفيد-19”. وبالرغم أن أداءه كان أفضل من غيره، لا يزال يواجه بطالة متزايدة في الوقت الذي تتعرض فيه صناعة السياحة لأزمة عنيفة. وسوف يرحب الملك “عبدالله” بوعد “بايدن” بجعل الفيروس أولوية قصوى له.

وزار “بايدن” الأردن كثيرا خلال عقود عمله كعضو في مجلس الشيوخ، وخلال 8 أعوام كنائب للرئيس في عهد “أوباما”. وكثيرا ما توقف في عمّان في طريقه من بغداد أو إليها. وهناك أكثر من 3 آلاف جندي أمريكي في الأردن، وتعتبر العلاقات الأمنية ممتازة بالرغم من فتور العلاقات على مستوى القمة في الأعوام الأخيرة.

وبدأت المساعدات الاقتصادية والعسكرية الأمريكية للأردن في الخمسينيات من القرن الماضي، وبلغ مجموعها ما يقرب من 25 مليار دولار منذ ذلك الحين، ثلثا هذا المبلغ مساعدات اقتصادية والثلث الآخر مساعدات عسكرية. وأصبح الأردن حليفا رئيسيا من خارج الناتو في عام 1996؛ ما يعني أن لديه إمكانية أكبر للوصول إلى التكنولوجيا المتطورة.

وبالإضافة إلى التركيز على الوباء وإعادة بعض التوازن إلى النهج الأمريكي تجاه القضية الفلسطينية، سيسعى الملك “عبد الله” أيضا إلى اتباع نهج أكثر تماسكا تجاه الأزمة السورية. وقد توترت علاقة العاهل الأردني مع “أوباما” في ولايته الثانية؛ بسبب إحباط الملك من عدم تدخل الإدارة الأمريكية في الكارثة السورية.

ولا يزال أكثر من 600 ألف لاجئ سوري في الأردن، وقد وضعت الحرب القوات الروسية والإيرانية على طول الحدود الشمالية للأردن. ونفذ تنظيم “الدولة الإسلامية” هجمات في الأردن، بما في ذلك ضد القوات الأمريكية. وبالرغم من تراجع التنظيم، فإنه لا يزال يشكل خطرا.

ويجب على “بايدن” دعوة الملك “عبدالله” والملكة “رانيا” للقاء مبكر في البيت الأبيض؛ لإعادة تأكيد العلاقات القوية بين البلدين، في الوقت الذي تعيد فيه الولايات المتحدة تقييم العلاقات مع بعض الدول في المنطقة، خاصة السعودية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى