معاريف 9/3/2012 لفني وموفاز متلاصقان، نتنياهو بلا منافس../
من بن كسبيت
سياسيا، الوضع الراهن ثابت. استطلاع “معاريف/ تلسيكر” أجري هذا الاسبوع في اوساط عينة تمثيلية من نحو 550 مستطلعا يشير الى استقرار في الخريطة السياسية بالنسبة للاستطلاع السابق في شهر كانون الثاني. كتلة اليمين تواصل الاحتفاظ بأغلبية طفيفة من 61 – 62 مقعدا مقابل 58 مقعدا لكتلة اليسار (بمن فيهم العرب). اضافة الى ذلك، الأنباء الطيبة نسبيا لتسيبي لفني، ولا سيما حيال الاستطلاع الذي أثار جلبة كبرى أمس (نشر في “هآرتس”) وفيه لأول مرة يتجاوز شاؤول موفاز عدد المقاعد الذي تحققه لفني لكديما. أما في استطلاع “معاريف” فلفني تجلب لكديما 16 مقعدا بينما موفاز يجلب 14 فقط. اضافة الى ذلك، فان هذه مواساة جزئية فقط للفني وذلك لأن الفارق بينهما هو في مجال الخطأ الاحصائي، وموفاز يبدو بأنه الرجل ذو الزخم.
في كل الاحوال، يواصل كديما الخسارة لحزب العمل بقيادة شيلي يحيموفيتش مع 17 – 18 مقعدا. اضافة الى ذلك، مع الأخذ بالحسبان تجربة الماضي، لا ريب انه كائنا من كان/ ت الفائز في كديما فانه في غداة ذلك سيحسن مكانته في الاستطلاعات ويحتمل ان يتجاوز يحيموفيتش التي تجاوزته/ تجاوزتها في حينه. في الاستطلاع الحالي تنجح لفني في نزع مقعد واحد من يحيموفيتش بالنسبة للاستطلاع السابق، ومع ذلك تبقى السيطرة للعمل.
الليكود مع ذات عدد المقاعد بالضبط مثلما في المرة السابقة، 27، وهذا أمر لا بأس به، ولكنه ليس في السماء. هذا ما حققه بيبي في المرة السابقة ايضا عندما لم يكن رئيس وزراء. ليبرمان مع 14، ويكاد يكون الوحيد من بين الاحزاب الذي يحافظ على قوته طوال الوقت، على مدى كل الولاية، في كل زمن، وضع ومزاج. ميرتس تتعزز، شاس تضعف ويئير لبيد، الاسم الساخن قبل بضعة اسابيع، يواصل الحفاظ على الحرارة وعلى عدد من منزلتين، وهذا أمر لا بأس به بالنسبة للبداية، ولكنه مُخيب للآمال جدا اذا كنا نتحدث عن النهاية.
مرة اخرى، كما أسلفنا، الاستطلاع لا يعكس تغييرات كبيرة عن كانون الثاني الماضي، فالكتل في معركة متلاصقة جدا، الليكود في تفوق واضح وجلي، العمل وكديما يتنافسان على قيادة المعارضة ولبيد متعلق بين بين. لا يجد حلا للغزه بعد، مع امكانية كامنة كبيرة للاقلاع والتحطم في نفس الوقت.
في مجال الملاءمة الشخصية لرئاسة الوزراء يواصل نتنياهو السيطرة بيد عليا. حيال لفني تفوقه يقفز بشكل كبير: نتنياهو يحصل على 62 في المائة أما لفني فـ 25 في المائة. مثير للاهتمام ان تكون لفني تعززت بأكثر من 1 في المائة، بينما بيبي قفز 7 في المائة عن المرة السابقة.
ولما كان الاستطلاع أجري هذا الاسبوع، يُفهم منه انه مع كل الاحترام لنتان ايشل، عوزي أراد وباقي الافسادات والاضطرابات، فان لبيبي حياة خاصة به في القيادة وشعب اسرائيل في هذه المرحلة لا يلاحظ أحدا يمكنه ان يحل محله. حيال موفاز يحقق نتنياهو نتيجة أفضل بكثير، 66: 10، وهنا ايضا الفارق اتسع جدا عن المرة السابقة.
الفضول دفعنا لان ندخل مرشحا آخر، “حصان أسود” مفاجيء، غير ذي صلة، يدعى غابي اشكنازي. يتبين أن رئيس الاركان السابق يحقق 21 في المائة (امام 60 في المائة لبيبي) وهذا ليس كثيرا، ولكنه اكثر من موفاز مثلا وقريب بما فيه الكفاية من لفني، وهذا حتى قبل أن يكون اشكنازي ينتمي على الاطلاق للساحة السياسية ولن ينتمي اليها في المستقبل القريب. كنقطة انطلاق هذا جميل.
ومن هذا، الى قضية هرباز. يتبين أن اشكنازي، مثل بيبي، يقفز بسهولة عن المنشورات والمتذمرين والمنتقدين، وسترته تبدو منيعة. وعلى سؤال للمستطلعين من تصدقون في هذه القضية أجاب 17 منهم فقط بانهم يصدقون رواية باراك، مقابل نحو 50 في المائة يصدقون أشكنازي (48 في المائة للدقة). على كل واحد يفضل رواية باراك يوجد ثلاثة يفضلون رواية اشكنازي. يخيل لي أن باراك يحسن مكانته من استطلاعات مشابهة اجريت في بداية القضية بفضل مراقب الدولة ولكن هذا لا يزال بعيدا عن ان يكون جدي. واضافة الى ذلك، فان نحو 65 في المائة من المستطلعين يريدون أن يدخل اشكنازي الى السياسة حين تنتهي فترة تبريده. هذا تصويت ثقة واضح جدا، ينم ايضا عن مدى عطش الجمهور لان يرى اخيرا اسماء جديدة وواعدة في مواقع القيادة. المستمتع الوحيد من هذه الظاهرة حاليا هو يئير لبيد. وماذا عن اشكنازي؟ ربما بعد سنتين.