ترجمات عبرية

معاريف 5/11/2012 الرئيس أبقاهم مذهولين – في السلطة الفلسطينية يسألون: ماذا حصل لأبو مازن؟./

 من ريمون مرجية

في السلطة الفلسطينية ينشغلون الان بـ “اطفاء الحريق” الذي أشعله أبو مازن في اثناء المقابلة التي منحها في نهاية الاسبوع للقناة 2 الاسرائيلية. والرئيس نفسه اجتهد لاصلاح الانطباع الذي نشأ عن اقواله وكأنه تنازل عمليا عن حق العودة للاجئين، ولكن مشكوك جدا أن يكون نجح في اقناع الشارع الفلسطيني.

في ميدان ياسر عرفات في وسط رام الله كانت الاشغال في ذروتها تمهيدا للاحتفال لاحياء ثماني سنوات على وفاة مؤسس السلطة، الذي سيتم بعد اسبوع. ولكن للفلسطيني المتوسط توجد مصادر قلق اخرى: غلاء المعيشة والاسعار المرتفعة تزعجه أكثر بكثير من السياسة.

محمد، رجل في الخمسينيات من عمره، فوجيء من أقوال ابو مازن عن مدينة مولده صفد ولكنه لم يعتقد بان هذا مبرر لمحاولة اسقاطه.

“سمعت أنه جد يحب المدينة، ولكنه لا يريد أن يعيش هناك”، يقول. “كان محظورا عليه ان يقول اقوالا كهذه. فما المقابل؟ الاسرائيليون لم يعطوا سلاما ولا شيئا. الحواجز والمستوطنات لا تزال على الارض”.

في رام الله لا ينقص سكان كفوا منذ زمن بعيد عن الثقة بسياسييهم. ابو احمد وقف على بسطته في ميدان المنارة ووجد صعوبة في فهم ما الذي دفع الرئيس لقول أقوال كهذه. وقد غضب فقال: “ما الدعوة في طرح دولة فلسطينية في حدود 67؟”، واضاف: “فلسطيننا، من النهر الى البحر واللاجئون يجب ان يعودوا. السلام مع اسرائيل لم يكن ولن يكون”.

ابو مازن يتواجد هذه الايام في الاردن وفي مقر “قيادته”، المقاطعة، لا يزالون مذهولين من آثار المقابلة وإن كانوا لا يرون في ما قاله جديدا . “فمنذ 1988 أعلن الرئيس عرفات عن دولة فلسطينية في حدود 67، فماذا تجدد الان؟، تساءل موظف كبير. “ليس لحماس شيء تقترحه. فقد كفوا منذ زمن بعيد عن أن يكونوا حركة مقاومة. ليس لهم اي سياسة. ولهذا فان أقوال ابو مازن وقعت في ايديهم كهدية من السماء. شيئا ما ينشغلون به”.

ورفض ذات الموظف الادعاءات بان أقوال ابو مازن جاءت من أجل التدخل في الانتخابات في اسرائيل. “لا احد يمكنه ان يؤثر على الرأي العام الاسرائيلي، ولا حتى اوباما”، يقول. “الجمهور في اسرائيل تحول الى يميني منذ الهجرة من رابطة الشعوب”.

في ضوء المعارضة التي أثارتها تصريحاته حاول أبو مازن أمس اصلاح الضرر، وفي المقابلة مع القناة المصرية “الحياة” شدد على أن أقواله عن صفد هي “موقف شخصي” وانه لم يقصد انه يتنازل عن حق العودة. فقال: “لا احد يمكنه أن يتنازل عن حق العودة”. واضاف: “كل القرارات العربية والاسلامية والقانون الدولي تدعو الى حل عادل ومتفق عليه لمسألة اللاجئين حسب قرار 194 للامم المتحدة. اقواله لا تتغير. ذات الاقوال تقال للفلسطيني، للاسرائيلي أو للامريكي”.

ويبدو أن الجملة الاخيرة جاءت لاصلاح خطأ الناطق بلسانه نبيل ابو ردينة، الذي صرح في وقت سابق بان تصريحات أبو مازن جاءت “للتأثير على الرأي العام الاسرائيلي”. وشدد أبو مازن على أن “عموم الفلسطينيين يتفقون على دولة في حدود 67، بما في ذلك حماس والجهاد الاسلامي”.

وأفادت وكالة الانباء الفلسطينية الرسمية بان من شجع ابو مازن في ضوء الانتقاد عليه هو الرئيس شمعون بيرس، الذي اتصل به وتحدث معه عن المسيرة السلمية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى