معاريف 22/10/2012 رئيس الموساد الأسبق: “على اسرائيل ان تغير الخطاب تجاه ايران”../
من تساح يوكيد وآخرين
بعد يوم من النشر الدراماتيكي في “نيويورك تايمز” عن الموافقة الايرانية على اجراء اتصالات مباشرة مع الولايات المتحدة، والنفي القاطع الذي نشرته الادارة الامريكية بعد ذلك، يدعو رئيس الموساد الأسبق، افرايم هليفي، الى اجراء اتصالات مباشرة مع ايران ويحذر من استمرار الخط الصقري الذي يقوده رئيس الوزراء نتنياهو.
“على مدى اربعين سنة كنت في هذا الأمر، للتصدي للأعداء”، قال هليفي في مقابلة مع لورا دوزان في موقع المونيتور على الانترنت. “ما فهمته على مدى السنين هو انه من اجل ان يكون المرء ناجعا في التصدي للعدو فهو يحتاج الى قدرتين: ان يتغلب عليه بالقوة بقدر ما يلزم، وان يفعل كل ما يمكنه كي يدخل الى رأسه وان يحاول فهم كيف يرى الامور، وأين، اذا كان ممكنا على الاطلاق، يوجد مجال لقاسم مشترك من هذا النوع أو ذاك”، قال هليفي.
غير أنه خلافا لمفهومه، كما يوضح رئيس الموساد الاسبق، فان طريقة مواجهة الغرب لايران تميزت باحادية اللون غابت عنها محاولة فهم الطرف الاخر. “اعتقد أن الايرانيين، في داخلهم، كانوا يريدون التحرر من ازمتهم. العقوبات كانت ناجعة جدا وهي تبدأ بالحاق الضرر الحقيقي”، أضاف هليفي، الذي قبل نحو شهرين ونصف فقط قال في مقابلة مع “نيويورك تايمز”: “لو كنت ايرانيا، لخفت جدا في الـ 12 اسبوع القريب القادم”، ملمحا بهجوم اسرائيلي محتمل على الاراضي الايرانية.
غير أن الان، كما أسلفنا، يدعو هليفي الى التحرر من أنماط التفكير القائمة والعمل على استئناف الاتصالات مع ايران، حيث أنه لهذا الغرض يستند الى ماضيه طويل السنين في الموساد الاسرائيلي. “ما فهمته هو أن الحوار مع العدو ضروري، فليس لديك ما تخسره. رغم الادعاء بانك بذلك إذ تتحدث معهم تعطيهم الشرعية فانك إذ لا تتحدث معهم لا تنزع عنهم الشرعية، ولهذا فاننا جميعا كنا جد سطحيين في مواجهة أعدائنا”.
وانتقد هليفي اسرائيل انتقادا مباشرا بقوله، “اذا كان الهدف تشديد الضغط (على ايران) لدفع الطرف الاخر نحو طاولة المباحثات، فقد كان على الخطاب أن يكون مختلفا”. وبشكل غير مفاجيء، فان الرئيس الامريكي بالذات يحظى منه بالثناء. “اوباما يعتقد بالفعل بأنه لا يزال مجال للمفاوضات، وهو أمر جد شجاع أن يقال في المناخ الحالي”، قال هليفي، الذي لم يوفر الانتقاد عن خصمه الجمهوري، ميت رومني، الذي على حد قوله “يمس مسا مباشرا بالمصالح النهائية لاسرائيل وللولايات المتحدة” بل و “يحطم كل فرصة لحل ليس حربا”.
“لا اتفاق على المفاوضات”
والى ذلك، نفت ايران والولايات المتحدة أمس، كل على انفراد، ما نشر في “نيويورك تايمز” في نهاية الاسبوع بانهما مستعدتان لاجراء محادثات مباشرة حول البرنامج النووي الايراني موضع الخلاف.
“نحن لا نجري أي مباحثات على مفاوضات مع أمريكا”، ادعى وزير الخارجية الايراني علي أكبر صالحي في مؤتمر صحفي. واضاف: “المحادثات في موضوع النووي لن تجرى الا مع القوى العظمى الستة”.
وفي وقت سابق من الصباح نفى البيت الابيض التقارير الصحفية التي اقتبست عن محافل في إدارة اوباما ادعت بان الولايات المتحدة وايران اتفقتا بشكل مبدئي على اجراء مفاوضات بين الدولتين. ويشار الى أن هذه السنة جرت عدة جولات من المحادثات بين ايران والقوى العظمى الستة، ولكنها لم تحقق اختراقا ذا مغزى.
اسرائيل لم توضع في الصورة
رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو تطرق أمس هو الآخر الى ما نشرته الصحيفة الامريكية وقال: “لا علم لي باتصالات كهذه، ولا يمكنني القول انها تجري. يمكنني أن أقول بالفعل ان ايران تستخدم المفاوضات معها كي تكسب الوقت. في السنة الاخيرة كانت لايران محادثات مع القوى العظمى، بينما بالتوازي خصبت ايران الاف الكيلوغرامات من اليورانيوم في برنامجها النووي. لا يوجد عندي أي سبب يدعوني الى التفكير بان ايران ستتصرف بشكل مختلف، وعليه فان على الاسرة الدولية أن تضع مطالب للمفاوضات – وقف تخصيب اليورانيوم وتفكيك المنشأة في قُم. الاحتمال الافضل في أن يحصل هذا هو أن تواصل الاسرة الدولية العقوبات على ايران”.
واعترف مصدر اسرائيلي كبير بان اسرائيل لم توضع “مسبقا” في صورة الاتصالات التي أدارتها الولايات المتحدة مع ايران ولكنه شدد على أنه رغم النفي الذي أصدره البيت الابيض “فلا دخان بلا نار”، وأنه “يوجد أساس من الحقيقة” للتقارير. وحسب هذا المصدر، فان مدير عام مؤتمر الرؤساء، مالكولم هونلاين، المقرب جدا من نتنياهو، كان بين اولئك الذين وضعوا اسرائيل في صورة المحادثات.