معاريف 11/11/2012 حماس استغلال الانتخابات في اسرائيل لتنفيذ العمليات../
من أساف جبور
خلافا للايام التي درجت فيها حماس على إزاحة المسؤولية عن نفسها على النار نحو اسرائيل، واستخدمت من بعيد منظمات أخرى، فانها تعطي مؤخرا يدا حرة من كتائب عز الدين القسام ولمنظمات اخرى لتنفيذ عمليات ضد جنود الجيش الاسرائيلي قرب الحدود واطلاق الصواريخ نحو الجنوب.
وكان يفترض بالتهدئة التي تحققت قبل نحو اسبوعين بوساطة مصرية، بمناسبة عيد الاضحى، أن تكون سارية المفعول غير أنه منذئذ يتعرض سكان الجنوب على نحو دائم للصواريخ وقذائف الهاون. وبالمعجزة لم تقع اصابات مباشرة والتقارير في هذا الشأن تبتلع بين العناوين الرئيسة عن الانتخابات في الولايات المتحدة وفي اسرائيل.
في حماس مقتنعون بان حكومة اسرائيل لن ترد بشدة على العملية امس بل ستواصل الحفاظ على ضبط النفس كي لا يشتبه بها باتخاذ سياسة حربية هدفها صرف الانتباه العام عن الوضع الاقتصادي – الاجتماعي نحو الامن. وبالتوازي تستغل المنظمة الفرصة لرفع الرأس ولعرض نفسها في نظر الجمهور الفلسطيني والعالم بأسره كمنظمة تحرير، وذلك بعد زلة لسان أبو مازن في موضوع التنازل عن حق العودة. وكان تصريح أبو مازن بانه لا يرى نفسه عائدا على مدينة مولده صفد الا كسائح، والانتقاد الشديد الذي تعرض له في أعقاب ذاك التصريح، كان من ناحية حماس مثابة هدية من السماء.
في محاولة لمنع ابو مازن من التوجه مرة اخرى الى الامم المتحدة خشية أن يقطف انجازات سياسية، أوضح الناطقون المختلفون بلسان حماس بان هذا أمرا آخر يدل على ضعف السلطة الفلسطينية وعدم صلاحية ابو مازن، الذي تعاون مع العدو الصهيوني ويتنازل عن حق العودة الاساس.
قبل بضعة أيام من تصريح أبو مازن استقبل رئيس حكومة حماس اسماعيل هنية في زيارة رسمية أمير قطر الى قطاع غزة. الامير، الذي قال في الماضي انه مستعد لان يعقد تطبيعا مع اسرائيل حتى دون حق العودة، قدم لهنية منحة بمبلغ 400 مليون دولا. ومع هذه الهدية جاء الانتقاد من جهة محافل متطرفة، بما في ذلك داخل غزة، ضد هنية، الذي أعطى يدا لدولة تعتبر المتعاون رقم واحد مع العدو الاسرائيلي. ومن خلال النار نحو اسرائيل وتشجيع الفصائل المختلفة لتنفيذ عمليات ارهابية تحاول حماس الاثبات بان المال القطري “الوسخ” جاء ليس فقط لخلق مشاريع جديدة لاعادة إعمار غزة، بل وأيضا لمواصلة الكفاح المسلح ضد اسرائيل.