معاريف – يصرخون للحل ..!

معاريف – بقلم اوريت لفي نسيئيل – 23/9/2021
” حان الوقت لان يستوعب المجتمع الاسرائيليبان حقوق المواطن والامن الشخصي ليست ترفا. صرخة مواطني اسرائيل العرب الذين يطالبون بالحل والحملة في الشبكات الاجتماعية # حياة العرب هامة تستدعي من الحكومة المسارعة وعدم جر الارجل “.
في كل ثلاثة – أربعة ايام بالمتوسط يقتل شخص في المجتمع العربي في اسرائيل. منذ بداية السنة قتل نحو 90 شخصا، ورغم أن هذه ظاهرة قاسية، لا يوجد معطى واحد متفق عليه. منوط الحال بمن يروي، كيف يروي ومن تسأل. معدل جرائم القتل التي حلت الغازها متدنٍ ويبلغ نحو 22 في المئة مقارنة باكثر من 70 في المئة في المجتمع اليهودي. لو كان الضحايا يهودا، لكانت هذه المعطيات تصدح بالقصور.
من يراجع عناوين الصحف في العقد الاخير سيكتشف ان المجتمع العربي ينزف ويصرخ منذ سنين. حكومات اسرائيل، وزراء الامن الداخلي وقادة الشرطة تعهدوا المرة تلو الاخرى بان يضعوا مكافحة الجريمة المعربدة في الشوارع على رأس سلم الاولويات، اما في اختبار النتيجة فالوضع يحتدم فقط. عدد المغدورين يرتفع، جسارة الغادرين تزداد. وبما يتناسب مع ذلك طرأ ترد كبير في الامن الشخصي للسكان.
لا يجري التصعيد في فراغ. دولة اسرائيل أهملت المجتمع العربي. من الصعب قبول الادعاء بان العنف الشديد والواسع هو نتيجة خصال اجتماعية وثقافية فقط. ينبغي الاعتراف بان الحديث يدور عن اهمال في افضل الاحوال، او عن سياسة موجهة في اسوأ الاحوال، نحن نشهد الان الثمار الفجة التي تنتجها. يكفي ان تسافر على الطرقات في العديد من البلدات العربية كي تتلقى احساس الهجران، غياب البنى التحتية، ناهيك عن البناء غير القانوني وتلاصق المباني. كل هذه تبث تسيبا وعليها ينبغي أن يضاف الموقف من العرب كمواطنين من الدرجة الثانية، انعدام المساواة في الفرص، المعاملة التمييزية في سوق العمل والفوارق في التعليم العالي. كل هذه تشكل أرضية خصبة كاملة الاوصاف لازدهار الجريمة والعنف.
بالعموم يمكن القول ان الاغلبية اليهودية غير مبالية لازمات المجتمع العربي، وذلك ضمن امور اخرى بسبب هويته الوطنية المركبة. ويدور الحديث عن نقطة ضعف المجتمع الاسرائيلي التي يسيء استخدامها منتخبون من الجمهور ممن لا يفوتون فرصة لوصف زعماء الجمهور العربي بـ “الطابور الخامس”، “مؤيدي الارهاب” أو “عملاء” فيشعلون بذلك الشبهات والكراهية الدائمة التي اعتادت الاذن على سماعها.
لا يمكن الفصل بين الخلاف السياسي بين الاغلبية اليهودية والاقلية العربية، وبين المعاملة العنصرية تجاه المجتمع العربي، التفرقة والاهمال اللذين يصلان لدرجة المس الحقيقي بحياة الانسان. هذه الخلفية، ضمن امور اخرى، للشغب والعنف الشديدين اللذين اندلعا قبل بضعة اشهر في المدن المختلطة في فترة حارس الاسوار. من اعتقد ان ما يحصل في الطيبة يبقى في الطيبة لا يعرف ما يقول. فالعنف في المجتمع العربي يخرج منذ زمن بعيد عن حدود الوسط العربي. هذه مشكلة اسرائيلية عامة تستوجب علاجا جذريا كان ينبغي أن يبدأ منذ امس. لماذا لم يحصل هذا؟ ربما لان جمهور الناخبين لحكومات اسرائيل لا يسكن في البلدات العربية.
وبالتالي، لا غرو ان تغريدة وزير الامن الداخلي عومر بارليف استقبلت بحماسة بعد أن شكر مواطني اسرائيل العرب الذين ساعدوا في القبض على المخربين الفارين من سجن جلبوع. غير ان الثناء الذي اغدقه بارليف يؤكد فقط فرضيته وفرضية كثيرين آخرين بان الفارين كفيلون بان يتلقوا مساعدة من عرب اسرائيليين لان الهوية والتضامن الوطني لعرب اسرائيل مع الفلسطينيين يفوق كونهم مواطنين يحترمون القانون.
في هذا السياق، فان مشاركة الشباك – جهاز المخابرات لمكافحة الجريمة في المجتمع العربي من شأنها أن تخلد الموقف الشكاك تجاه هؤلاء السكان. يفضل استثمار المقدرات بتعزيز الشرطة التي تعترف انه من تحت انفها اكتسبت منظمات الجريمة معقلا في المجتمع العربي. في مقابلة في “كان” الشبكة ب قال امس مدير عام وزارة الامن الداخلي تومر دوتان ان هذه المنظمات تجند “جنودا” شبان عديمي الفعل والعمل وتعمل بشكل منظم من خلال منظومة اقتصادية خلقتها حولها. يصف دوتان مجتمعا مليئا بالنزاعات وبالوسائل القتالية المسروقة، المهربة او المنتجة في مخارط محلية – لا في المناطق، بل في قلب دولة اسرائيل. هذا واضع يتمثل بغياب قدرة الحكم مما ينبغي أن تقض مضاجع كل مواطني اسرائيل.
حان الوقت لان يستوعب المجتمع الاسرائيلي بان حقوق المواطن والامن الشخصي ليست ترفا. صرخة مواطني اسرائيل العرب الذين يطالبون بالحل والحملة في الشبكات الاجتماعية # حياة العرب هامة تستدعي من الحكومة المسارعة وعدم جر الارجل.
 
 


