ترجمات عبرية

معاريف: يركلون الدلو

معاريف – اوليئيل لين – 29/6/2025 يركلون الدلو

تعرض على إسرائيل اليوم فرصة نادرة لان تغير بشكل قطبي مكانتها وصورتها في العالم. ولا حاجة للشرح لماذا هو الامر هام لحياتنا هنا اليوم، للمجتمع، للاقتصاد وكذا للامن. لسنا شعبا وحده يسكن. كان هذا صحيحا في عهد بلعم وحماره. ليس اليوم. 

قسم كبير في العالم يعترف بعدالة هجومنا في ايران. قسم من العالم حتى يخجل من أنه لم يشارك في هذا الهجوم، مثلما قال المستشار الألماني، “إسرائيل قامت نيابة عنا بالعمل القذر”. والعالم كله، أعداء أو كارهون، لا يمكنه الا يتأثر بتصميم وشجاعة دولة صغيرة كاسرائيل تهاجم دولة جبارة كايران. الفتى العبري داود اطلق حجر مقلاعه نحو جبين جوليات الإيراني. 

كان يمكن لهذه ان تكون ساعتنا الجميلة. نحن خلقناها. لكن ماذا نفعل؟ نغرق مرة أخرى في الوحل المضرج بالدماء في قطاع غزة. الفرصة الاستثنائية لتغيير مكانة إسرائيل في العالم ستضيع هباء اذا لم نوقف حرب غزة. خير نفعل اذا ما تحررنا قليلا من إحساس الحق المطلق الذي يعنينا ونفتح عيوننا. ليس كل من ينتقدنا على استمرار الحرب في غزة هو لاسامي. وحسب تقارير وزارة الصحة الفلسطينية، فان اكثر من 50 الف شخص قتلوا حتى اليوم في القطاع. حتى لو كانت هذه مبالغا فيها، فان التقتيل واسع النطاق.

 رئيس الأركان الجديد ايال زمير مؤثر في مواقفه وفي شخصيته. فقد استجاب، بامر من المستوى السياسي لادارة الحرب في القطاع. زمير ملزم بان يفعل هذا، لكنه مخطيء في تعريف اهداف الحرب هناك. عن الحرب في ايران قال ان “التاريخ لن يغفر لنا اذا لم نعمل الان للدفاع عن وجود الشعب اليهودي في دولة إسرائيل”.  هو محق.  وبهذه الروح اضيف: التاريخ لن يغفر لنا اذا لم نوقف الان الحرب في غزة، ولا نجري مفاوضات لتحرير المخطوفين كلهم دفعة واحدة. لا يوجد هذا وذاك في نفس الوقت. لا يوجد تحرير مخطوفين كلهم وتصفية حماس في نفس الوقت، ونحن نعرف هذا. في الخيار بين الإبادة التامة لحماس وتحرير كل المخطوفين بالسرعة الممكنة، الامكانية الثانية هي الأفضل. هذا الزامي ليس فقط كي نعزز مكانتنا في العالم، بل أيضا من اجل ان نعزز أنفسنا داخليا. السلوك الحقير للحكومة تجاه المخطوفين وعائلاتهم والذي يؤدي أيضا الى توسيع دائرة الثكل في إسرائيل، يجب ان ينتهي. 

الان ينبغي وقف الحرب في غزة. الان ينبغي وقف التضحية بحياة المزيد فالمزيد من الجنود الشبان. الان يجب البدء باجراء مفاوضات، ليس تحت النار، لانهاء الحرب وتحرير كامل لكل المخطوفين. والان علينا أن نعرض مساعدات العلاج الطبي للأطفال الفلسطينيين في غزة ممن أصيبوا في المعارك وزيادة المساعدات الإنسانية. 

رغم النجاح المبهر جدا لسلاح الجو في ايران محظور علينا ان يزوغ بصرنا. نحن ملزمون بان نحافظ على التوازنات. إسرائيل هي دولة صغيرة. هي قوة عظمى إقليمية بفضل سلاح الجو. على الخريطة تبدو إسرائيل كدولة ممزقة مع حدود سخيفة. يوجد فيها اقل من ثمانية مليون يهودي. في العالم الإسلامي يوجد نحو ملياري نسمة.

 ولوزير دفاعنا سأحاول اسداء مشورة متواضعة، لحالة ان يكون معنيا بان يؤدي مهام منصبه بمسؤولية: رغم حقيقة أنه يوجد لنا سلاح جو قوي، أنت لا تدير العالم. كف عن توبيخ زعماء دول كأردوغان. هذه ليست مهمتك. كف عن الإعلان عن أي رئيس دولة ليس له حق الحياة. وهذه أيضا ليست مهمته. ركز على مناعة الجيش الداخلية. فهي جزء لا يتجزأ من المعركة. اذا كنت ملزما باطلاق بيانات لوسائل الاعلام فاشرح لماذا كنا ملزمين بتدمير النووي والصواريخ الباليستية لإيران. اعتلاء موجات سمو روح قتالية وحماسة زائدة لا يساهم لامننا بشيء. 

ايران وقطاع غزة يرتبطان الواحدة بالاخر. هذه جبهة واحدة، ينبغي فهمها برؤية واسعة صحيحة، ما لا تفعله حكومة إسرائيل. اذا لم نعرف كيف نستغل عظمة الساعة، فسنخسر في قطاع غزة ما حققناه في ايران.

 في سلة مصالحنا يجب أن نضع كل المصالح ونعطي وزنا صحيحا لكل واحدة منها. تصفية حماس اليوم بعد عشرين شهرا من الحرب ليست مصلحة تفوق عموم المصالح الأخيرة. وقف الحرب في غزة سيولد لإسرائيل منفعة اكثر من استمرارها.

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى