ترجمات عبرية

معاريف: يجب التركيز على التهديد اليمني مع الإدارة في الولايات المتحدة ودول المنطقة

معاريف 22/12/2024، داني سترينوفيتش: يجب التركيز على التهديد اليمني مع الإدارة في الولايات المتحدة ودول المنطقة

تدل الاحداث الأخيرة على أن الاعتقاد بان الهجدمات ضد مواقع البنى التحتية للحوثيين ستخلق ردعا لمنظمة الإرهاب الحوثية، مغلوط من أساسه. 

فبعد انقضاء 14 شهرا، واضح أن الاستراتيجية الحالية لدولة إسرائيل لا تنجح في خلق التغيير اللازم الذي يؤدي الى وقف النار من اليمن نحو إسرائيل. 

وحدها معركة طويلة ومتواصلة، بمشاركة التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة، تضرب قيادة المنظمة وقدرة انتاج واطلاق السلاح الذي تحت تصرفها، يمكنها أن تغير الوضع من أساسه. في نظرة استشراف للمستقبل، ينبغي استثمار المقدرات اللازمة والعمل على اسقاط الحكم الحوثي في اليمن. 

بعد 14 شهرا من المواجهة المباشرة بين الحوثيين وإسرائيل ينبغي الاعتراف بان إسرائيل فشلت في قدرتها على أن تفرض على الحوثيين وقف النار. فالميناء المهجور في ايلات والنار المتواصلة من اليمن بالمُسيرات والصواريخ نحو إسرائيل، بما فيها غوش دان، تشكل دليلا على هذا الفشل. فضلا عن ذلك، فان الحوثيين ليس فقط لم يضعفوا بل وأيضا يرون بحقيقة انهم لم يستسلموا لإسرائيل او لهجمات التحالف بقيادة الولايات المتحدة ضدهم إنجازا يعزز موقفهم في محور المقاومة (إذ هم يواصلون الصدام مع إسرائيل مقابل ضعف حزب الله الذي أدى به الى وقف المعركة مع إسرائيل والتردد الإيراني في الرد على الهجوم الإسرائيلي) وتجعلهم الجهة الإقليمية التي لا يمكن تجاهلها. 

محظور الاستخفاف بقدرة الحوثيين. فضعفهم بالذات هو الذي يجعل من الصعب خلق ميزان ردع تجاههم، إذ انه لا يوجد حقا هدف واحد اذا ما ضربناه سيؤدي الى نشوء ميزان كهذا حيال المنظمة. هذه الحقيقة تستوجب “تفكيرا من خارج الصندوق”، أساسه وقف الهجمات العشوائية ضد الحوثيين وتنفيذ معركة طويلة ومتواصلة بمشاركة اذرع من التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة هدفها المركزي سيكون تصفية القيادة الحوثية الى جانب قدرات انتاج واطلاق الصواريخ والمُسيرات التي تحت تصرفها، بما في ذلك الدعم الإيراني لهذه الجهود. 

المشكلة الحوثية خرجت منذ الان عن حدود حرب السيوف الحديدية. وحتى لو توقفت المعركة في غزة، مشكوك جدا أن يوقف الحوثيون استخدام القوة التي تحت تصرفهم لاجل ابتزاز الساحة الدولية او الإقليمية للاستسلام الى املاءاتهم. بمفاهيم عديدة، “الجني خرج من القمقم”، ولن يكون ممكنا اعادته الى هناك “بأدوات تقليدية”. هذه الحقيقة تستوجب التخطيط والتنفيذ لمعركة واسعة وطويلة ضد المنظمة دون أي صلة بمعركة السيوف الحديدية. 

في السطر الأخير، محظور التباهي بالإنجازات العملياتية لضرب مواقع البنى التحتية في اليمن وذلك لانه واضح بان هذه الضربات لا تؤدي الى تغيير في السلوك الحوثي. على خلفية وقف النار في لبنان والانتهاء المحتمل للمعركة في غزة، من الصواب التركيز على التهديد اليمني مع الإدارة في الولايات المتحدة ومشاركة دول المنطقة والدفع قدما كما اسلفنا بمعركة متواصلة تؤدي في نهاية اليوم الى اسقاط النظام الحوثي. مثل هذه النتيجة ستكون ضربة للمحور بعامة ولايران بخاصة وستضمن حرية الملاحة في البحر الأحمر في المستقبل. كل خطوة أخرى لن تغير الوضع من أساسه ومن شأنها ان تعزز قوة الحوثيين.

 

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى