ترجمات عبرية

معاريف: يجب ألا يُمنح السعوديون صلاحيات في المسجد الاقصى

معاريف 25-8-2023، بقلم د. مردخاي كيدار: يجب ألا يُمنح السعوديون صلاحيات في المسجد الاقصى

مردخاي كيدار

بدأت، مؤخراً، أحاديث في إسرائيل عن إعطاء مكانة للسعودية في الحرم، إضافة او كبديل للمملكة الهاشمية الأردنية. وسبب ذلك هو الشائعة بأننا قريباً سنتمتع باتفاق سلام وتطبيع مع السعودية، وإعطاء مكانة خاصة للمملكة سيكون ثمنا مناسبا لقاء السلام المنشود.

من نظرة واقعية للعالم الإسلامي اليوم، على إسرائيل ان ترد رداً قاطعاً كل محاولة من السعودية لنيل مكانة في القدس لعدة أسباب:

1. القدس عاصمة إسرائيل منذ اكثر من 3 آلاف سنة. ومكان الهيكل هو لب لباب الشعب اليهودي منذ عهد داود وسليمان، قبل 1600 سنة من الإسلام. كل تنازل عن سيادة يهودية على مكان الهيكل يفسر في العالم الإسلامي كتنازل عن اليهودية ويقوض سبب وجود إسرائيل. فهل يخطر على بال المسلمين ان يتنازلوا عن سيادتهم على مجال الكعبة في مكة؟

2. ارتكبت إسرائيل أخطاء عديدة بالنسبة للحرم: أول مرة عندما سلم موشيه دايان ادارته الى الأوقاف في 1967 انطلاقا من تفاهم معهم الا يعترضوا على حفريات اثرية غير قانونية ينفذها في الليل، والثانية عندما أعطوا مكانة للأردن في الحرم في 1994، بافتراض انها ستبعد م.ت.ف و”حماس”. لاحقا حصل العكس، منحت السلطة الفلسطينية مكانة في الحرم في نظر العالم العربي والإسلامي. لم تفعل إسرائيل شيئا، واليوم السلطة الفلسطينية أيضا مشاركة في الحرم وفي القدس.

3. الحرم هو مركز نشاط تركي تآمري مناهض لإسرائيل. وتواجد السعودية سيتسبب بنزاعات بين تركيا والسعودية، وسيؤثر سلبا على علاقات إسرائيل – تركيا. إسرائيل ملزمة بان تبعد عن الحرم كل نفوذ تركي.

4. يجتذب الحرم اليه منظمات “متطرفة” مثل “حزب التحرير”، “حماس”، الجناح الشمالي والجنوبي للحركة الإسلامية وغيرها. كلهم يكرهون الاسرة المالكة السعودية. كل صدام بينهم وبين السعودية سيشعل نارا كبرى، وستقع التهمة على إسرائيل.

5. يحتمل أن تكون توجد اليوم تفاهمات مع ولي العهد السعودي لكن لا يوجد أي ضمانة ان تبقى على مدى الأيام. سيفاقم التواجد السعودي في الحرم الوضع فقط.

6. اذا تلقت السعودية مكانة في الحرم فقد تبتزها ايران كي تسمح لنشاط شيعي في القدس تحت رعايتها. حتى لو كان في الاتفاق بين السعودية وإسرائيل بند يمنع هذا، فإسرائيل لن تخرقه حتى لو اضطر السعوديون لخرق هذا البند بضغط إيراني.

7. السعودية الوهابية من شأنها أن تحاول انزال مركزية القدس في الخطاب الإسلامي، إذ انه حسب المصادر الإسلامية بان المسجد الأقصى الاصلي، يوجد في السعودية قرب قرية جعرانة على مسافة 30كم من مكة. كل محاولة كهذه ستثير عليهم غضبا من الجهات المذكورة أعلاه وستلقى التهمة عن ادخالهم الى الحرم على إسرائيل.

لكل هذه الأسباب من المحظور ادخال السعودية الى الحرم. العكس هو المطلوب: العمل على طرد كل الجهات الإسلامية من النطاق واستئناف السيادة اليهودية على المكان الأكثر قدسية لليهود. لا مانع من أن يواصل المسلمون الصلاة في الحرم، لكن السيادة والإدارة يجب أن تكونا في يد إسرائيل. كل وضع آخر يبعث أملا في قلوب المسلمين بانه قريبا سيطير اليهود من هنا الى الجحيم، إذ انهم اذا كانوا يتنازلون عن مكان هيكلهم فانهم حقا لا يؤمنون بارتباطهم بالقدس وبالبلاد. ان ادخال السعودية الى الحرم سيعزز هذا الإحساس الذي يقبع في أساس الجهاد ضد وجود دولة إسرائيل كدولة الشعب اليهودي.

 

 

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى